تظاهرات حاشدة وقرار باعتقال عمدة إسطنبول.. ماذا يحدث في تركيا؟
كتبت- سلمى سمير:
تشهد تركيا موجة احتجاجات واسعة النطاق منذ أيام، بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، بتهم تتعلق بالفساد، في خطوة اعتبرها معارضوه ذات دوافع سياسية تهدف إلى إقصائه من الساحة السياسية قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
Clashes in Istanbul between police and demonstrators demanding the release of Ekrem İmamoğlu.
— Ronny (@FreePalesten) March 23, 2025
University students are participating massively in demonstrations across Turkish provinces demanding the release of Imamoglu.#imamoğlu #Erdogan #TurkeyProtest #turkishpower pic.twitter.com/lTLqn6hTbT
تم اقتياد إمام أوغلو، برفقة 90 متهماً آخر، إلى محكمة تشاجليان في إسطنبول، حيث أمر القاضي بسجنه بتهم فساد تشمل الرشوة والتلاعب في المناقصات. كما وُجهت إليه اتهامات تتعلق بالإرهاب، إذ تتهمه السلطات بالارتباط بحزب العمال الكردستاني المحظور.
🇹🇷 Erdogan is losing his popularity. Protest erupted after his main opposition, Istanbul mayor Ekrem Imamoglu has been arrested. 3rd day of the protest, tens of thousands are on the streets pic.twitter.com/V9J6kCTYuL
— SzabadonMagyarul 🇬🇧🇭🇺🇺🇦🇪🇺 (@SzabadonMagyar) March 21, 2025
وفي بيان أصدره الادعاء العام، أكد أن إمام أوغلو "يواجه اتهامات جدية بضلوعه في عمليات فساد ممنهجة، تضمنت التلاعب في عقود حكومية، واستغلال النفوذ لتحقيق مكاسب غير مشروعة". كما أشار البيان إلى أن "هناك أدلة قوية على تورطه في تمويل أنشطة مشبوهة مرتبطة بكيانات محظورة". وبناءً على ذلك، قررت المحكمة إيداعه السجن الاحتياطي لحين استكمال التحقيقات.
من داخل محبسه، نشر إمام أوغلو تغريدة عبر منصة "إكس" دعا فيها الشعب التركي إلى عدم فقدان الأمل، قائلاً: "سنزيل هذا الهجوم على ديمقراطيتنا... سيحاسب الذين يديرون هذه العملية، سواء في هذه الدنيا أو في الآخرة أمام خالقنا العظيم". كما دعا المواطنين إلى المشاركة الكثيفة في الانتخابات، في إشارة إلى الانتخابات الداخلية لحزبه التي تجري لاختيار مرشح للرئاسة.
وفيما تتسع رقعة الاحتجاجات، شددت السلطات التركية إجراءاتها الأمنية، وفرضت طوقاً أمنياً على عدة مدن، كما مددت حظر التجمعات في إسطنبول حتى مساء الأربعاء، في محاولة للحد من تصاعد التظاهرات.
احتجاجات واسعة النطاق
اندلعت الاحتجاجات منذ يوم الأربعاء، تزامناً مع اعتقال إمام أوغلو، وازدادت حدتها يوم السبت، حيث خرج عشرات الآلاف في إسطنبول وأنقرة وأزمير ومدن أخرى رغم الحظر الأمني. حيث تعد هذه التظاهرات الأكبر التي تشهدها تركيا منذ احتجاجات "جيزي بارك" عام 2013.
ورغم محاولة قوات الأمن تفريق المحتجين باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، فإن المتظاهرين استمروا في التعبير عن غضبهم، مؤكدين أن القضية تتجاوز اعتقال إمام أوغلو وتمس مستقبل الديمقراطية في البلاد، بالإضافة إلى قضايا أخرى مثل الاقتصاد والتعليم والرعاية الصحية.
من جانبه، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاحتجاجات بأنها "إرهاب في الشوارع"، مؤكداً أن الحكومة "لن تقبل الإخلال بالنظام العام". وأضاف في خطاب متلفز: "الإشارة إلى الشوارع بدلاً من اللجوء إلى المحاكم للدفاع عن السارقين والمخالفين للقانون هو تصرف غير مسؤول".
أما وزير الداخلية، علي يرليكايا، فأكد اعتقال 323 شخصا على خلفية الاحتجاجات، مشدداً على أن "الدولة لن تتسامح مع من يحاولون تهديد الأمن والاستقرار وإثارة الفوضى والتحريض".
يُنظر إلى إمام أوغلو على أنه أحد أبرز المرشحين المحتملين لمنافسة أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقررة في 2028، إلا أن بعض التوقعات تشير إلى احتمال إجراء انتخابات مبكرة.
وقد زاد الجدل حول اعتقال إمام أوغلو بعد أن ألغت جامعة إسطنبول درجته الأكاديمية، مما قد يمنعه من الترشح للانتخابات، حيث أرجعت الجامعة القرار إلى "مخالفات" في شهادته الجامعية الصادرة عن إحدى الجامعات الخاصة في شمال قبرص.
فيديو قد يعجبك: