لإنهاء الحرب.. ترامب يريد السيطرة على خط أنابيب الغاز الروسي لأوروبا وصفقة معادن نادرة

كتب- محمد جعفر:

وصف خبير اقتصادي بارز في كييف موقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال المحادثات الأخيرة مع الجانب الأوكراني بأنه شكل من أشكال "التنمر الاستعماري"، على خلفية مطالب واشنطن بالسيطرة على خط أنابيب الغاز الروسي المار عبر الأراضي الأوكرانية إلى أوروبا.

وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، عقد مسؤولون أميركيون وأوكرانيون اجتماعًا يوم الجمعة الماضية لمناقشة مقترحات البيت الأبيض بشأن صفقة تشمل موارد المعادن، وتشير التقارير إلى أن ترامب طالب كييف بتسليم مواردها الطبيعية مقابل الأسلحة التي زوّدتها بها إدارة بايدن سابقًا.

وأفادت وكالة رويترز أن المحادثات شهدت تصعيدًا حادًا، مع تقديم واشنطن مسودة جديدة تُعدّ أكثر تشددًا من النسخة الأصلية التي قُدمت في فبراير الماضي، والتي تضمنت منح الولايات المتحدة معادن نادرة ونفط وغاز بقيمة تقدر بـ 500 مليار دولار.

وكشف مصدر مطلع للوكالة أن المسودة الأخيرة تتضمن مطلبًا بأن تتولى مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأميركية السيطرة على خط أنابيب الغاز الطبيعي، وهو الخط الذي يعود للحقبة السوفيتية ويمتد من مدينة سودجا الروسية إلى مدينة أوزهورود الأوكرانية، على مسافة تقارب 1200 كيلومتر، ويمثل شريانًا حيويًا للبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.

وكانت أوكرانيا قد أوقفت ضخ الغاز عبر الخط مطلع يناير، بعد انتهاء عقدها الممتد لخمس سنوات مع شركة "غازبروم" الروسية، وهو العقد الذي وفّر للطرفين عائدات كبيرة كرسوم عبور، حتى خلال السنوات الأولى من الحرب الشاملة.

من جانبه، قال فولوديمير لاندا، كبير الاقتصاديين في مركز الاستراتيجية الاقتصادية في كييف، إن "الولايات المتحدة تبذل كل ما في وسعها"، مشيرًا إلى أن المطالب الأميركية تتسم بـ"الاستعلاء الاستعماري" ولا يُتوقع أن توافق عليها كييف بسهولة.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد طرح في الخريف الماضي مبادرة لمنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى قطاع المعادن في بلاده، أملاً في أن يقابل ذلك بدعم عسكري أميركي مستقبلي، غير أن ترامب رفض تقديم أي التزامات أمنية، متمسكًا بمطلب الحصول على المعادن فقط.

وفي تصريحات له الأسبوع الماضي، اتهم ترامب زيلينسكي بمحاولة التراجع عن الاتفاق، مشيرًا إلى أن الرئيس الأوكراني "سيواجه مشاكل كبيرة" إذا لم يوقّع على الاتفاق بشأن المعادن.

بدوره، أكد زيلينسكي، في مؤتمر صحفي يوم الخميس، أنه منفتح على إبرام صفقة تسهم في تطوير بلاده، مشددًا على ضرورة وجود "تكافؤ" بين الطرفين وتقاسم الإيرادات بشكل منصف، قائلاً: "أنا فقط أدافع عما يخص أوكرانيا، ويجب أن تكون الصفقة مفيدة لكلا الجانبين، الولايات المتحدة وأوكرانيا".

من جهتها، أكدت وزارة الخزانة الأميركية أن المحادثات "الفنية" بين الطرفين لا تزال جارية.