إعلان

نعي منسوب للعائلة .. ما حقيقة وفاة "جزار حماة" رفعت الأسد؟

03:32 م الأربعاء 02 أبريل 2025

كتبت- سلمى سمير:

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خبرًا عن وفاة رفعت الأسد، عم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، في أحد مستشفيات باريس، إلا أنه وبالتدقيق يتضح أن أي من أفراد عائلة رفعت الأسد لم ينشروا أي أنباء تخص وفاة "جزار حماة" كما يلقب.

0

من هو رفعت الأسد؟

وُلد رفعت علي سليمان الأسد، الملقب بـ"الرجل الثاني" في حكم البعث، في 22 أغسطس 1937 في بلدة القرداحة بمحافظة اللاذقية. وهو الشقيق الأصغر للرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، مما جعله أحد أبرز الشخصيات في السياسة السورية.

حصل رفعت على تعليمه الأساسي في قريته، ثم انتقل إلى دمشق حيث درس العلوم السياسية في جامعة دمشق وحصل على الدكتوراه في الاقتصاد عام 1977. في بداية حياته السياسية، انضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي في عام 1952، ثم التحق بالجيش السوري حيث بدأ صعوده السريع في الرتب العسكرية.

أدى رفعت دورا رئيسيا في انقلاب حزب البعث عام 1963، الذي أطاح بالرئيس ناظم القدسي، حيث كان حافظ الأسد أحد القادة العسكريين لهذا الانقلاب. وفي حرب 1967 ضد إسرائيل، قاد رفعت الأسد كتيبة الدبابات على جبهة القنيطرة، مما جعله يتبوأ مكانة بارزة في الجيش السوري.

0

في عام 1971، وبعد تولي شقيقه حافظ الأسد رئاسة سوريا، أسس رفعت ما يُعرف بـ"سرايا الدفاع"، وهي ميليشيا عسكرية غير نظامية تم تكليفها بحماية النظام الحاكم من أي تهديد داخلي. وكان رفعت الأسد يُعتبر بالفعل "الرجل الثاني" في سوريا، فهو ذراع حافظ الأسد القوي في السياسة والجيش.

في فبراير 1982، قاد رفعت قوات "سرايا الدفاع" في قمع الانتفاضة الشعبية في مدينة حماة، التي قادتها المعارضة ضد النظام. وقد أسفرت العمليات العسكرية عن مذبحة كبيرة قُتل فيها الآلاف، حيث تشير التقديرات إلى مقتل ما بين 10 آلاف و40 ألف شخص. نتيجة لذلك، اكتسب رفعت الأسد لقب "جزار حماة". وعلى الرغم من هذه الحقائق، رفض رفعت في مقابلة تلفزيونية عام 2011 تحمل المسؤولية عن المجزرة، مُحملاً شقيقه حافظ الأسد مسؤولية ما جرى في حماة.

صورة 3


الصراع على السلطة

في أواخر عام 1983، بدأت صحة حافظ الأسد تتدهور، مما دفعه إلى تشكيل لجنة من ستة أعضاء لإدارة شؤون البلاد بشكل جماعي. لكن رفعت الأسد، الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس لشؤون الأمن القومي، بدأ يتأثر بالمعارضة من بعض كبار الضباط الذين التفوا حوله ويقنعوه بأحقيته بالسلطة، ما جعل النظام في حالة من الفوضى السياسية والعسكرية، ليقوم رفعت الأسد في مارس 1984 بإطلاق محاولة انقلابية للسيطرة على دمشق، باستخدام قوات "سرايا الدفاع" والعديد من الدبابات والطائرات. ورغم التصعيد العسكري، تم إحباط محاولة الانقلاب بعد تدخل حافظ الأسد شخصيا، مما أدى إلى تراجع رفعت إلى المنفى.

وفي عام 1984، تم الاتفاق على مغادرة رفعت الأسد إلى أوروبا، حيث انتقل بين فرنسا وإسبانيا، وفي المقابل، حصل على 300 مليون دولار من الأموال العامة، بما في ذلك قرض من الزعيم الليبي معمر القذافي، ليقضي السنوات اللاحقة في المنفى.

0

العلاقة مع بشار الأسد

بعد وفاة حافظ الأسد عام 2000، كان يُعتقد أن رفعت الأسد سيكون أحد الأطراف التي ستتنافس على السلطة في سوريا، لكنه لم ينجح في ذلك، حيث تولى بشار الأسد، ابن شقيقه، مقاليد السلطة. على الرغم من أن رفعت كان قد دعم بشار في البداية، إلا أن العلاقة بينهما تدهورت مع مرور الوقت حيث انتقد رفعت بشدة سياسات بشار فيما يتعلق بالأزمة السورية التي بدأت منذ عام 2011 حيث نند بطريقة تعامل بشار مع التظاهرات.

واستمرت هذه التوترات في العلاقات العائلية، حتى بعد أن ظهر رفعت في مايو 2021 وهو يدلي بصوته في الانتخابات الرئاسية السورية في السفارة السورية في باريس، ليهنئ ابن أخيه على فوزه في الانتخابات.

صورة 5


لم تقتصر مشكلات رفعت الأسد على الصعيد السياسي، بل امتدت أيضاً إلى المجال القانوني. فقد صدرت في عام 2020 أحكام قضائية ضده في فرنسا بالسجن 4 سنوات ومصادرة ممتلكاته في البلاد التي تقدر قيمتها بنحو 100 مليون دولار، بتهم تتعلق بالاحتيال الضريبي وتشغيل الأشخاص بشكل غير قانوني. كما واجه اتهامات في بريطانيا وإسبانيا تتعلق بغسيل الأموال. وفي مايو 2023، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليه وعلى ابنه مضر، بسبب ارتباطاته مع تجارة المخدرات وانتهاك حقوق الإنسان.

في أكتوبر 2021، عاد رفعت الأسد إلى سوريا بعد سنوات طويلة من المنفى، حيث التقطت صورة تجمعه مع بشار الأسد وأفراد آخرين من العائلة. هذه العودة تثير الكثير من التساؤلات حول مصير رفعت في ظل الظروف الحالية في سوريا، في وقت تشهد فيه البلاد مرحلة من الصراع المستمر والتغيرات السياسية الكبرى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان