لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور ..''مصراوي'' يحاور أسرة طبيب الدقهلية الذي لقي مصرعه مختنقا بالغاز

07:27 م الجمعة 11 يناير 2013

الدقهليةـ رنا الجميلي:

يبدو أن الدكتور محمود الشربيني داود، 27 عاما، ابن قريه دنجواي بشربين، لن يكون آخر الضحايا في مسلسل الموت خنقا بغاز أول أكسيد الكربون المتصاعد من أبخرة المولدات الكهربائية، والتي شاع استخدامها بعد تكرار انقطاع الكهرباء بالدقهلية .

كان الطبيب الشاب يعمل بالوحدة الصحية بقرية كفر سعد صباحا وبإحدى مستشفيات الولادة الخاصة مساء بمدينة شربين، لتحسين دخله المادي، الذي لا يكفي سد احتياجات أسرته .

ومنذ شهور قليلة حقق حلمه وتوج قصة حبه بالزواج من زميلته خديجة، والتي ارتبط بها منذ أن كانا طالبا بمدرسة الشيخ عطية بالمرحلة الثانوية، وعاش أسعد أيام حياته بعد علمه بأن زوجته حامل في شهرها الثاني، ولكن القدر لم يمهله ليرى مولوده الصغير واختطفه الموت وهو في ريعان شبابه.

انتقل ''مصراوي '' إلى قريته التي خيم الحزن عليها، واتشحت بالسواد حداد على روح الفقيد الذي شهد له الجميع بحسن الخلق، والمعاملة الحسنة مع الكبير والصغير.

وقال الدكتور لؤي مصطفى، صاحب العيادة الخاصة، التي لقي فيها الدكتور محمود مصرعه، إن الحضانات كان بها 7 أطفال يوم الحادث، فضلا عن الطبيب المتوفي، والدكتور محمود وممرضتين هما نرمين أحمد يونس 18 عاما ومي أحمد عبده 20 عاما، وعامل فني مسئول عن تشغيل جهاز توليد الكهرباء في حالة انقطاعها.

وأكد مصطفى أن طلب الدكتور محمود طلب من فني الكهرباء، الذهاب لمنزله يوم الحادث، لبرودة الجو، واستمرار تساقط الأمطار، وتأخر الوقت للثانية بعد منتصف الليل، وأخبره أنه سيقوم بتشغيل المولد إذا انقطعت الكهرباء .

وأضاف مصطفى أنه بعد انصراف الفني انقطعت الكهرباء، وقام محمود بتشغيل المولد إلا أنه نسي فتح باب السلم لخروج الدخان، وترك باب العيادة مغلق، ولم يشغل الشفاط لشفط البخار المتصاعد من المولد، وتصاعد غاز أول أكسيد الكربون بصورة كبيرة .

وقامت إحدى الممرضات، اللاتي كن في سبات عميق بالقلق والاستيقاظ، وحاولت إفاقة زميلتها، وهي لا تعلم ماذا يحدث وتحاملا على نفسيهما، وصرخا بأعلى صوت، وهرول الجيران إليهما، ونقلهما إلى الخارج .

ووجدوا  الطبيب الراحل يصارع الموت، وتم نقلهم لمستشفى شربين لإسعافهم، إلا أن الطبيب لقي وجه ربه، وتحسنت حالة الممرضتين وخرجتا من المستشفى، ولم يصب الأطفال داخل الحضانات بسوء، لأنها كانت معزولة بجدار زجاجي .

وقال والد الطبيب الراحل، الذي يعمل موظفا بالإدارة التعليمية :''محمود ابني الكبير وله أخ توأم يدعى مصطفى، ويعمل مهندسا بمنجم السكري بالبحر الأحمر، وعبدالرحمن بالصف الأول الثانوي، وابنتي الوحيدة سارة، متزوجة بالإسكندرية، إلا أن محمود كان أغلى الأبناء، وزهرة حياتنا جميعا كان هادئ الطباع ومهذب .

وأضاف أن الطبيب الراحل اتصل بوالدته يوم الحادث ليلا، وأخبرها أنه سيصطحب زوجته لتناول الغذاء معنا صباح اليوم التالي، إلا أنه لم يحضر وكان يوم جنازته''.

وأكد أن آخر مكالمة أجراها الطبيب الراحل، طلب من والدته أن تدعي له كثيرا وأن تبحث له عن شقة بالقرية، لتصبح عيادة خاصة له، لأنه يجب أن يخدم أهل قريته خاصة البسطاء الذين لا يجدون ثمن العلاج، ولم يمهله القدر واسترد الله أمانته''.

وقال شقيقه التوأم المهندس مصطفى: ''محمود مش بس أخويا دا نصفي الثاني، ومرايتي،  ويكفيني أنني أسمع صوته بجواري يوجهني نحو الطريق الصحيح دائما ''.

وتابع :''محمود كان بيحب الأطفال، وكان يتمنى أن ينشأ مستشفى مجهز بأحدث الحضانات لخدمة الأطفال، وكان يقول لي دائما إذا استجاب الله لأمنياتي، سأخصص جزءا من أموالي للفقراء ''.

وأضاف شقيقه الأصغر عبدالرحمن : '' لم أفقد أخا بل فقدت أبي وصديقي، وكان قدوتي ومثلي الأعلى''.

أما زوجته خديجة محمد موسى، والتي تعمل مدرسة، لم تستطع التحدث إلينا، لسوء حالتها النفسية بعد فراق زوجها المفاجئ . 

مصراوي يحاور أسرة طبيب الدقهلية الذي لقي مصرعه مختنقا بالغاز
مصراوي يحاور أسرة طبيب الدقهلية الذي لقي مصرعه مختنقا بالغاز
مصراوي يحاور أسرة طبيب الدقهلية الذي لقي مصرعه مختنقا بالغاز
مصراوي يحاور أسرة طبيب الدقهلية الذي لقي مصرعه مختنقا بالغاز
مصراوي يحاور أسرة طبيب الدقهلية الذي لقي مصرعه مختنقا بالغاز
مصراوي يحاور أسرة طبيب الدقهلية الذي لقي مصرعه مختنقا بالغاز
مصراوي يحاور أسرة طبيب الدقهلية الذي لقي مصرعه مختنقا بالغاز
مصراوي يحاور أسرة طبيب الدقهلية الذي لقي مصرعه مختنقا بالغاز
مصراوي يحاور أسرة طبيب الدقهلية الذي لقي مصرعه مختنقا بالغاز
مصراوي يحاور أسرة طبيب الدقهلية الذي لقي مصرعه مختنقا بالغاز
مصراوي يحاور أسرة طبيب الدقهلية الذي لقي مصرعه مختنقا بالغاز

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان