إعلان

الشمس تتعامد على وجه ''رمسيس الثاني'' داخل معبد أبو سمبل

12:08 م الجمعة 22 فبراير 2013

أبو سمبل- (د ب أ):

وسط أجواء اتسمت بسحر وغموض الفراعنة، وعلى وقع رقصات وأنغام 11 فرقة للفنون الشعبية، أتت من أمريكا وتركيا والصين وفرنسا وأندونيسيا، بجانب مصر، وفي حدث فريد هو الأبرز ضمن 4500 ظاهرة فلكية شهدتها مصر الفرعونية، تعامدت الشمس صباح اليوم الجمعة على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني داخل معبده بمدينة أبو سمبل بمحافظة أسوان في جنوب مصر.

وفى إطار الظاهرة التي تشد أنظار العالم مرتين في يومي 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام، قال أحمد صالح عبد الله المدير العام لآثار أبو سمبل ومعابد النوبة، إن ''الظاهرة التي تؤكد ريادة قدماء المصريين لعلم الفلك في العالم أجمع وامتلاكهم لفنونه، وأسراره باقتدار اجتذبت قرابة 3000 سائح وسائحة حضروا لمشاهدتها من مختلف بلدان العالم''.

وأكد المدير العام لآثار أبو سمبل ومعابد النوبة، على أن التعامد بدأ في الساعة السادسة و25 دقيقة (0425 بتوقيت جرينتش) واستمر لمدة 20 دقيقة سجلها السياح بكاميراتهم، وتم عمل شاشات عرض في ساحة المعبد لعرض لحظات تعامد الشمس نظراً للعدد الكبير لأعداد السياح الذين حضروا لمشاهدة ظاهرة التعامد والذين كان بينهم ألف مصري .

وأشار المدير العام لآثار أبوسمبل ومعابد النوبة، إلى أن تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني داخل معبده بأبو سمبل في 22 أكتوبر يتواكب مع بداية فصل الزراعة في مصر القديمة، حيث أن بداية موسم الزراعة أيام الفراعنة يبدأ في 21 أكتوبر، أما تعامد الشمس على وجه الملك في 22 فبراير فيحدث في مناسبة بداية موسم الحصاد.

وأوضح أن ما عرف عن أن ظاهرة تعامد الشمس تحدث في يوم مولد الملك ويوم تتويجه، هو أمر لا يوجد له أساس علمي، لافتاً إلى صعوبة تحديد أي تاريخ ليوم مولد الملك أو يوم تتويجه لأنه لم يكن هناك سجل للمواليد في مصر القديمة، وأن كييف كتشجن عالم المصريات الاسكتلندي المتخصص في دراسة عصر رمسيس الثاني قال إن يوم تتويج الملك يوافق اليوم الثامن عشر من شهر يونيو، بجانب وجود نقوش ورسوم في صالة قدس الأقداس في المعبد تصور مولد خروج الإله آمون عند المصريين القدماء لإعلان بدء موسم الزراعة وبدء موسم الحصاد.

وقال صالح إن أبو سمبل وما جاورها من مناطق كان لها أهمية كبيرة في عالم الفلك، حيث عثر في موقع النبطه الأثري شمال غرب أبو سمبل على أول بوصلة حجرية وأقدم ساعة حجرية تحدد اتجاهات السفر وموعد سقوط المطر ويرجع تاريخهما إلى 11 ألف سنة.

وعاشت مدينة أبوسمبل التاريخية جنوب أسوان ليلة ساهرة مساء أمس الخميس، امتدت حتى صباح اليوم الجمعة ضمن فعاليات مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون والمقام بمناسبة مهرجان تعامد الشمس علي وجه تمثال الملك رمسيس الثاني، حيث قامت 11 فرقة فنون شعبية منها 5 فرق دولية من أمريكا وتركيا والصين وفرنسا وأندونيسيا ، بالإضافة إلي 6 فرق مصرية هي التنورة والإسكندرية والشرقية وقنا وأسوان وتوشكي بتقديم عروضها الفنية بمسرح السوق.

وتضمنت تبلوهات ورقصات فنية متنوعة، وذلك في حضور محافظ أسوان مصطفي السيد والشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة والدكتورة كاميليا صبحي رئيس العلاقات الخارجية بوزارة الثقافة واللواء محمد بريقع نائبا عن وزير السياحة المصرى .

وجاءت احتفالات مصر بتعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني بمعبد أبوسمبل، بعد الجدل الذي أثير على خلفية قيام وزارة الأوقاف وبعض تيارات الإسلام السياسي بمصر عن الإعلان عن إقامة ندوة ومليونية إسلامية للدفاع عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وتصحيح صورة الإسلام في عيون الغرب والتعريف بسماحة الإسلام في ساحة معبد أبوسمبل، وفي يوم الاحتفال بتعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني، حيث عبرت أوساط أثرية وسياحية مصرية عن تحفظها لإقامة أنشطة دينية داخل المعابد الأثرية .

واقترح الدكتور أحمد صالح عبد الله إقامة الندوة خارج منطقة آثار أبو سمبل، حيث قال ''إنه يمكن استغلال الأثار الإسلامية بالقاهرة كمكان مناسب يمكن من خلاله إيصال الرسالة للغرب عن الإسلام الصحيح، وأنه ما أكثر الأثار الإسلامية التي تستقبل أجانب مثل الجامع الأزهر والسلطان حسن والقلعة ويمكن ترتيب الندوات بشكل ثابت في هذه الأماكن''.

وأضاف مدير آثار أبوسمبل ومعابد النوبة، أنه يعلم أن هدف الندوة نبيل، وهو التعريف بالإسلام وسماحته، لكن إذا تم ذلك داخل المعبد فإنه سيأتي بنتائج عكسية، ويكون له مردود سلبي على صناعة السياحة وسمعة مصر، ولأنه إذا تم ذلك داخل المعبد ستكون هذه هي السابقة الأولى في العالم التي تقام فيها ندوة دينية داخل موقع أثري، حسبما قال.
 
واستجابت وزارة الأوقاف - بحسب تأكيدات مدير أثار أبوسمبل ومعابد النوبة - لتلك المطالب وقررت إلغاء الندوة لتقام الاحتفالية في صورتها الطبيعية وسط عروض قدمتها 11 فرقة فنون شعبية دولية ومحلية .
 
يذكر أن تعامد الشمس على تمثال رمسيس كان يحدث يومي 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عام 1964، وبعد نقل معبد أبو سمبل من موقعه القديم إلى موقعه الحالي ضمن مشروع إنقاذ آثار النوبة .
 
وأصبحت الحادثة تتكرر يومي 22 أكتوبر و22 فبراير وذلك لتغير خطوط العرض والطول بعد نقل المعبد 120 متر غرباً وبارتفاع 60 متراً، حيث تدخل الشمس من واجهة المعبد لتقطع مسافة 200 متر لتصل إلى قدس الأقداس وتقطع 60 متراً أخرى لتتعامد على تمثال الملك رمسيس الثاني وتمثال الإله آمون رع إله طيبة في مصر الفرعونية، صانعة إطاراً حول التمثالين بطول 355 سم وعرض 185 سم.
 
ويوجد بالجدار الشمالي والجنوبي بقاعة قدس الأقداس وصالة الأعمدة الثانية منظرين لـ 21 كاهناً، يحملون في الأولى مركب الملك رمسيس الثاني والثاني يحملون فيه موكب الإله آمون رع إله طيبة.
 
وتحكي كتب المصريات إن موكبي الملك والإله كانا يحملان بمعرفة الـ21 كاهناً لخارج معبد أبو سمبل، حيث كانت تقدم لهما القرابين في موسمي البذر والحصاد في 21أكتوبر و 21 فبراير.
 
وتحكى نقوش ورسوم معبد أبوسمبل تفاصيل أجمل قصة حب ربطت بين قلبي رمسيس الثاني وزوجته نفرتاري منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة، ويظهر هذا الحب الفياض جلياً من خلال الكلمات الرقيقة التي نقشت علي جدران معبد نفرتا ري بابوسمبل والتي يصف فيها رمسيس الثاني زوجته الحبيبة بأنها ربة الفتنة والجمال وجميلة المحيا وسيدة الدلتا والصعيد .
 
ويتميز معبد نفرتاري باللمسة الأنثوية الحانية التي تعبرعن رقة صاحبته، حيث يوجد فيه مجموعة من النقوش الناعمة التي تبرز جمال نفرتاري وهي تقدم القرابين للملائكة وفي يدها ''الصلاصل'' رمز الموسيقي ويعلو رأسها تاج الآلهة الحتحوري ربة الفتنة والجمال عند القدماء المصريين .
 
وتعد نفرتاري هي الزوجة الوحيدة من زوجات رمسيس الثاني التي بني لها معبداً خاصاً إلي جوار معبده الكبير بمدينة أبوسمبل، كما بني لها واحدة من أجمل المقابر في البر الغربي بالأقصر بعد رحيلها ليؤكد إخلاصه وحبه الأبدي لنفرتاري.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان