شيماء ضحية الإهمال..قطع في ''خرطوم الأكسجين'' أودى بحياتها في الوادي الجديد
الوادي الجديد - محمد الباريسي:
شهدت مدينة موط بمركز الداخلة بمحافظة الوادي الجديد سقوط ضحية جديدة من ضحايا الإهمال الطبي, رصد '' مصراوي '' تفاصيل المشهد بمستشفي الداخلة المركزي والتقى خلالها بأفراد عائلة الضحية '' شيماء '' ليسردوا لنا تفاصيل المأساة.
'' الحقني يا بابا الحقني يا بابا نفسي مش قادرة اتنفس'' كانت هذه هي آخر كلمات الضحية شيماء وهي تستنجد بوالدها، يقول الأب أحمد عبد الواحد، موظف بسنترال مدينة موط بمركز الداخلة '' لمصراوي '' إنني كل يوم اتذكر صراخ ابنتي شيماء وهي تستنجد بي في غرفة العناية المركزة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد تعرضها لارتفاع شديد في ضغط الدم أدى إلى جلطة في الرئة مما تسبب في وفاتها.
وقال والد الضحية إن ''شيماء '' تعرضت إلى نوبة ضيق تنفس وذهبت بها إلى مستشفي الداخلة المركزي وتم وضع ابنتي في غرفة العناية المركزة وبحثت عن أي ممرض أو طبيب لم أجد أحد سوى ممرض واحد كان نائما وقمت بإيقاظه يدعي '' م .ط.أ '' وأخبرته بالحالة وقالي لي '' إنه ليس نوبتجي إنما نوبتجي زميل آخر يدعى ''ح م ع'' هو المكلف بالعمل بالوحدة الآن ولم أجد هذا الممرض إلا بعد حوالي 15 دقيقة.
وبدأنا في تركيب أنبوبة الاكسجين إلا أن الخرطوم الخاص بالأنبوبة كان ينفجر كل دقيقة فأخبرني المرض بضرورة إحضار '' أفيز '' للخرطوم وخرجت لإحضاره ثم طلب الممرض مني إحضار '' مفك '' لربط '' الأفيز '' وقمت بالبحث عن '' مفك '' ولكني عندما عدت كان ابنتي فارقت الحياة نتيجة الإهمال من المستشفى وعدم الإحساس بالمسئولية وكان ذلك يوم 25 رمضان الموافق 3 أغسطس الجاري.
وقامت ادارة المستشفي بتغييب الممرض '' م ط أ '' من كشوف الحضور بالمستشفى لحمايته من أي عقاب محتمل أو مسائلة قانونية بالرغم أنه كان نائما داخل المستشفى.
تقول مديحة محمود ابراهيم – موظفة بشئون العاملين بإدارة الداخلة التعليمية ووالدة الضحية، إن ابنتي كانت ''حديثة الزواج'' حيث أنها تزوجت في شهر يوليو من العام الماضي وتبلغ من العمر 27 عاما، ولها أخ واحد يدعي '' محمد '' يعمل موظف أمن بسنترال المدينة وكانت ابنتي شيماء هي الوحيدة لي ومحبوبة بين أقرانها بسبب تواضعها الشديد وابتسامها الدائم في وجه الناس، ومع اصدقائها، ولكن ما رأيته من إهمال وعدم مسئولية من أطقم التمريض بمستشفي الداخلة المركزي جعلني اشعر باننا نحتاج ثورة لتغيير لأنفسنا ومحاسبة كل المسئولين بالمستشفي.
وأكد أيمن محمد بخيت – موظف بإحدي شركات المحمول وهو زوج الضحية أن المستشفى لم تسلم الجثة إلا بعد إجبار والدها التوقيع بتعهد يحمله مسئولية استلام الجثة بمعرفته، وللأسف رضخنا جميعا لإدارة المستشفي خشية أن تتطور الإجراءات إلى تشريح الجثة وهو أمر غير مقبول بالنسبة لنا جميعا، وقامت إدارة المستشفى بترهيبنا وتخويفنا من تحرير أي محضر بقسم الشرطةن وحال ذلك سوف يتم تشريح الجثة .
وقال الدكتور محمد محمود أبو بكر مدير مستشفي الداخلة المركزي '' لمصراوي'' في اتصال هاتفي:'' إن شيماء وصلت إلي المستشفى في حالة متأخرة جدا وقدمنا لها كل الاجراءات الطبية اللازمة، وبالنسبة لموضوع أنبوبة الاكسجين فهو عار تماما من الصحة لأن المستشفي تعمل بنظام الشبكة وتم تقديم كافة الإسعافات الطبية لها من خلال طبيب متواجد يدعي الدكتور حسين سفينة، أخصائي الباطنة بالمستشفي.
وأكد مدير مسشتفي الداخلة أن الممرض المذكور كان غائبا في يوم وفاة الحالة منذ الصباح ويتواجد بقاعة بجوار قسم العناية المركزة احيانا للراحة، لانه مغترب ''ليس من أبناء مدينة موط ''.
ورفض الدكتور محمد بخاري، مدير عام مديرية الشئون الصحية بمحافظة الوادي الجديد التعليق علي الحادثة.
وناشد أحمد عبد الواحد، والد الضحية، وزيرة الصحة، واللواء محمود خليفه، محافظ الوادي الجديد، بضرورة التحقيق الفوري في وفاة نجلته، وإحالة إدارة المستشفى وجميع العاملين بها للتحقيق.
فيديو قد يعجبك: