إعلان

كتاتيب الأقصر..مدارس لتعليم اللغة وحفظ القرآن الكريم

03:30 م الأربعاء 28 أغسطس 2013

الأقصر - (د ب أ):

كغيرها من محافظات مصر وكافة المدن في البلدان العربية والإسلامية، تنتشر في الأقصر كتاتيب تحفيظ القرآن الكريم في كافة القرى والنجوع، لتكون بمثابة مراكز لتعليم اللغة العربية بجانب تحفيظ القرآن للصغار ومحو أمية الكبار مقابل خمسة جنيهات شهريا لكل طالب - أي أقل من دولار واحد شهريا.

وتعد الكتاتيب من أقدم المراكز التعليمية عند المسلمين، وقيل بأن العرب عرفوها قبل الإسلام، ولكن على نطاق محدود جدًّا، وكانت مكانة الكتاتيب في القرون الهجرية الأولى عالية الشأن؛ وكانت الكتاتيب قديما بمثابة المدارس الابتدائية التى نراها اليوم . حيث كان الهدف من إنشائها قديما وحتى اليوم هو حفظ القرآن الكريم وتعليم مبادئ اللغة العربية والقراءة والكتابة للصغار .

وتمثل '' كتاتيب'' تحفيظ القران الكريم علامة بارزة في تاريخ الأقصر التي تحوى ثلث أثار العالم، إذ أخرجت هذه الكتاتيب على مدار العقود الماضية عددا كبيرا من قراء القرآن الذين يشار لهم بالبنان مثل صوت مكة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ احمد الرزيقى أمين عام نقابة القراء الأسبق وهما من مواليد مدينة أرمنت بغرب الأقصر.

وتضم محافظة الأقصر مئات الكتاتيب التي يرجع تاريخ تأسيس بعضها إلى قرنين ماضيين وتنتشر في قرى ونجوع المحافظة ومازلت تحتفظ بخصوصيتها وثوابتها حتى الآن برغم بعض التغيرات التي لم تؤثر على هذه الخصوصيات.

بقول الشيخ حسن عبد الحكيم وهو من محفظي القرآن الشاب إن محافظة الأقصر من أكثر المحافظات المصرية اهتماما بالكتاتيب حيث يحرص غالبية الأباء على إلحاق أبنائهم بهذه الكتاتيب ويعتبرونها الخطوة الأولى لطلاب العلم ، لذلك فإن محفظي القرآن يحظون بمكانة مرموقة بالمجتمع الأقصري.

ويضيف '' عبد الحكيم '' بأن الكتاتيب في قرى ونجوع الأقصر لا زالت تتمتع بالكثير من طابعها القديم حتى الآن برغم اختفاء بعض وسائل التعليم التي كانت مرتبطة بالكتاتيب منذ عشرات السنين مثل الأحبار والألواح المعدنية التي كانت تستخدم فى الكتابة وتساعد في تحسين '' الخط العربي للطلاب'' وكذلك اختفت'' الفلكة'' أحد أدوات العقاب التي كانت تمثل رعبا للطلاب المتخاذلين.

كما غاب دور'' العريف'' وهو مساعد الشيخ الذي كان ينوب عنه فى غيابه ويقـوم بإدارة الكتاب ويجمع الأجرة من التلاميذ التي كانت تسمى ''الجراية'' وكانت تدفع شهرياً أو سنويا، حسب الاتفاق الشفهي المبرم بين ولى أمر الطفل والشيخ، وكانت عبارة عن حبوب وغلال وأرطال من اللحم إلا أن أجرة محفظ القرآن خلال الأعوام الماضية أصبحت نقودا تدفع شهريا وهى خمسة جنيهات عن الطالب الواحد خلال شهر ميلادي كامل وهو اجر رمزي للغاية حيث أن تحفيظ القرآن يكون ابتغاء مرضاة الله في المقام الأول .

ويؤكد الباحث محمد عبد اللطيف الصغير أنه في السنوات الأخيرة برزت ظاهرة الكتاتيب النسائية التي تقوم عليها فتيات في عمر الزهور، حفظن القرآن قبل الخامسة عشرة من عمرهن ويقمن بتحفيظ أمهاتهن وأقاربهن ما لم يتمكن من حفظه في الصغر.

ويشير عبد الحكيم إلى أن شيوخ الكتاتيب نجحوا فى تطوير أساليب التلقين والتعليم فيها، مشيرا أن للكتاتيب دورا كبيرا في تكوين شخصية الطفل الدينية فناهيك عن تعليمه المتون والأحكام الخاصة بالقرآن يقوم شيخ الكتاب بتنظيم حلقات للعلم ويعلم الأطفال كيفية الوضوء والطهارة والصلاة الصحيحة.

ويشير إلى أن هناك شيوخا تاريخين برزوا ومازالت أسماؤهم راسخة في أذهان طلابهم مثل الشيخ الصادق والشيخ الدردير بالطود والشيخ البطيخي، والشيخ محمود الطوبي والشيخ أحمد بهجت والشيخ أحمد أبو المكارم بمدينة إسنا جنوب الأقصر.

ويطالب الباحث محمد عبداللطيف الصغير بان تهتم الدولة ممثلة في وزارة الأوقاف بالكتاتيب بعدما أثبتت خلال السنوات الماضية أنها قادرة على الصمود أمام الوسائل التعليمة الحديثة ، وتخريجها للآلاف من الحافظين والحافظات لكتاب الله.

ويضيف بأن الكتاتيب بدأت في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان وقتها دخول الكتاتيب إلزاميا في المجتمع المسلم، وكان المسلمون يهتمون بالكتاتيب ووصل الأمر أن كتاب الضحاك بن مزاحم عام 105 هجري كان يضم نحو ثلاثة آلاف طالب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان