تفاصيل اختطاف "زنجير" لـ" ابن عمة ملكة بريطانيا" عام 1956
بورسعيد - طارق الرفاعي:
روي محمد الشافعي في كتابه "شموس في سماء الوطن"، علي لسان البطل محمد عبد الرحمن حمدالله، تفاصيل عملية اختطاف الملازم أنطونى مورهاوس، الضابط بالجيش البريطاني، ابن عمة ملكة إنجلترا في هذا الوقت، وذلك أثناء العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956م،
وقال "الشافعي" في كتابه إنه في الصباح الباكر من يوم 11 ديسمبر عام 1956 كان أفراد المقاومة الشعبية يمرون في الشوارع مستقلين السيارة (57 قنال) وأعطاهم الضابط سامي خضير بدلتي شرطة، في الوقت الذي قام "حسين عثمان"، بدور بائع "العاديات" لاستدراج أي ضابط انجليزي، وفجأة تغيرت الخطة عندما كانوا يمروا أمام مورهاوس ومجموعته ووجدوه ينطلق بسيارته الجيب خلف طفل يركب دراجة فأسرعوا خلفه..
وأضاف :"ارتبك الطفل فوقع من علي دراجته فنزل إليه مورهاوس فتكلمنا معه وأقنعناه أننا من الشرطة المصرية. وتعهدوا له بأنهم سيأتوا له بالطفل فاقتنع واستدار ليركب السيارة، فخطف "احمد هلال" السلاح الخاص به وقام "محمد عبد الرحمن" بلي زراعه الأيسر ووضع اصبعه في ظهره وكأنه مسدس فانهار تماماً، وقادوه إلي السيارة.
وأضاف: حاول مورهاوس ضرب السائق "علي زنجير" فلكمه لكمة شديدة اسقطته علي أرض السيارة، وذهبوا به إلي ما يسمي "بلوكات النظام" حيث اعتادوا قبل ذلك علي خطف المصريين الذين يتعاونون مع الانجليز والذهاب بهم إلي هناك لمحاكمتهم وجردوا "مورهاوس" هناك من متعلقاته الشخصية (الكارنيه- نوته مذكرات) وحاول الهرب فوضعوا منديلا علي فمه وربطوه حول وجهه ووضعوا الكلابشات في يديه ورجليه ووضعوه في جوالين ثم في صندوق ثم وضعوه في سيارة تابعة لفرق الأمن بعد أن ذهب علي زنجير لكل يتخلص من السيارة التي استخدموها في العملية".
وتابع :"نقلوه إلي سيارة أخري تابعة لعمليات خدمة المياه، وذهبوا إلي بيت في شارع أحمد عرابي ووضعوا مورهاوس في الدور الأرضي، ولسوء حظه فقد وضع الصندوق مقلوبا، وبعد أن علم الانجليز بعملية الخطف ثاروا وبدأوا نشاطاً موسعاً للبحث عن الضابط المختطف، وعلى مسافة قريبة من البيت الذي أخفوه فيه وجدوا السيارة التي استعملوها فبدأوا في حصار من شارع كسري حتي طرح البحر ومن شارع الأمين حتي شارع محمد علي وهو مستطيل كبير جدا.
وأضاف الراوي:"وضعوا الأسلاك الشائكة وحاصروا المنطقة ثلاث أيام، مما تسبب في خوف رجال املقاومةا لشعبية من الذهاب إليه لتقديم الطعام اولشراب له، وخلال هذه الفترة مات مورهاوس في صندوقه أي أن الانجليز هم الذين قتلوه حيث كانوا يفتشون المنازل بيتا بيتا والعجيب ان البيت الذي أخفوه فيه كان داخل منطقة الحصار، ودفنه أفراد المقاومة بعد ذلك أسفل العقار".
يذكر أن علي زنجير أحد أبطال المقاومة الشعبية ومن بين الذين اختطفوا مورهاوس، وافته المنية اليوم الخميس، وشيعت جنازته بمسقط رأسه في بورسعيد.
فيديو قد يعجبك: