لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مؤسسة القادة تكرم أبطال أكتوبر وتلتقي "بالشهيد الحي" في أسيوط

10:23 ص الخميس 06 أكتوبر 2016

أسيوط – محمد جودة :

زار وفد من مؤسسة "القادة والمجلس المصري للقيادات الشابة"، محافظة أسيوط، والتقى عددا من أبطال من حرب أكتوبر المجيدة ، تكريما لهم لما بذلوه من تضحيات وبطولات شهد لها العالم كله، واستمع وفد المؤسسة لروايات أبطال أكتوبر اللذين لم يمح الزمن من ذاكرتهم مشاهد الملحمة الأسطورية تحت نيران العدو الإسرائيلي، وخاصة الحاج "مرزوق عبدالغني" والذي يشتهر بكونه الشهيد الحي، حيث تم أسره وتمكن من الهرب ثم عاود القتال والانخراط في المعركة ، وتم إبلاغ ذويه  بخبر استشهاده إلا أنهم فوجئوا به يطرق باب منزله بعد مرور 43 يوما عن انقطاع أخباره وخبر استشهاده في الحرب.

وجاءت زيارة وفد مؤسسىة " القادة" برئاسة الدكتورة مايسة عشماوي ، رئيس مجلس الأمناء ، وبمشاركة الدكتور أحمد الشريف ، أمين عام المؤسىىة ، وعدد من قيادات المؤسسة ، وقالت رئيس مجلس الأمناء ، إن الزيارات الميدانية لأبطال حرب أكتوبر ، تأتي تماشيا مع دور المؤسسة في إزكاء روح الانتماء الوطني خاصة لدي فئة الشباب ، وحرصها علي أن يلتقي أعضاء من المؤسسة بأبطال حقيقيين عاشوا تجربة الحرب ، ليحكوا للشباب ذكرياتهم ويدللوا أن حب الوطن ليس شعارات تردد إنما عقيدة راسخة في القلوب ، تترجمها الأعمال والتضحيات ، وجاءت تلك الزيارات الميدانية لأبطال حرب أكتوبر في محافظة أسيوط بصعيد مصر، كرسالة واضحة أن الصعيد لم يبخل أبدا علي مصر بأبطال شاركوا في صنع التاريخ بمجهوداتهم وبسالتهم في الزود عن وطنهم وحمايته من الأعداء.

يقول الحاج مرزوق عبد الغني ، أحد أبطال حرب أكتوبر والذي كان يعمل مديرا بالتربية والتعليم وهو الآن بالمعاش ، كنت في الوحدة 9015 بالجيش الثالث الميداني ، علي محور قناة السويس ، وكانت مهمتي قائد ناقلات جنود وأسلحة أثناء الضربة الأولي بعبور عربات البرمائيات وكانت سياراتنا الأكثر عرضة لنيران العدو لتحقيق أكبر قدر من الخسائر في صفوفنا بقتل الجنود وتدمير العتاد العسكري.

وعن يوم السادس من أكتوبر قال: "كنا في المواقع المجهزة للناقلات الساعة 6 صباحا، وصدرت لنا أوامر لعمل محاكاة ليوم الحرب الذي لم نكن نعلم موعده بعد وكنا ننتظره "بفارغ الصبر" – حسب قوله - ، وفي تمام الساعة الثانية إلا الربع حضر قائد الوحدة بدون رتب عسكرية ، وحينها دب في صدري أمل أن أمرا يوحي بقرب الموعد المنتظر ، ولم تلبث الساعة أن تفارق عقاربها الثانية إلا خمسة دقائق ، وجاءت تعليمات سريعة وصارمة بكشف غطاء السيارات وعلمنا بعدها أن طبول الحرب قد دقت وأنه قد آن الأوان المنشود .

ويضيف الحاج مرزوق قائلا : " تم إبلاغنا أن سربا من الطائرات العسكرية الحربية المصرية سوف يتحرك لضرب قوات العدو حتى لا يتم استهدافه من قواتنا المرابطة قرب القناة ، وجاءت البشرى تحملها أوامر من الرئيس السادات "رحمه الله " ، بالتحرك واحتدم الاشتباك ، وتطايرت الشظايا بشكل عشوائي ، وأصبت بعدة جروح بعد أن تم إلقاء قنابل تجاهنا ، ورغم وجود مستشفي ميداني ، إلا أنها اختفت وسط القتال الشديد ، والضربات الشديدة والمتلاحقة والمستمرة من العدو ، وأكملنا طريقنا دون أن نكترث لجروحنا التى تنزف ، وكانت صرخات الجنود في كل مكان "الله أكبر" تعيد الأمل في النفوس بأن النصر حليفنا ، ولا وقت لأن نداوي جروحنا والقناة تنزف .

وأضاف قائلا :"فوجئنا أثناء المرور من فوق الكباري ، بقوة إسرائيلية قامت بأسري أنا ومجموعة من زملائي واقتادت الجميع لمكان تجميع الأسري المصريين ، وسرعان ما تبدد حلمهم بأسر الجنود المصريين ، حيث دكت القوات المصرية أسلحتهم ، وأثناء ذلك قمت بالقفز من أعلي السيارة التى كانت تقلنا ، أملا في أن أتلقي رصاصات تنهي حياتي بدلا من الوقوع أسيرا لليهود ، وتمكنت من الفرار من قبضتهم رغم طلقات النيران التى تم إطلاقها تجاهي ، لكن رعاية الله كان تحوطني أنا وزملائي ، وانطلقت في الصحراء تجاه القناة لعلي أصل إلي زملائي ، وكنت أتحرك ليلا وأختبيء نهارا بين ثنايا التلال والصخور، وشاهدت جثثا كثيرة لجنود وضباط مصريين وإسرائيليين سقطوا أثناء الاشتباكات.

ويستطرد في حديثه قائلا :"كان عمري حينها 21 عاما ، وكان حماس الشباب وعنفوانه وحبي لوطني يدفعاني للتضحية بنفسي حتي آخر قطرة من دمي ، فبعد هروبي من عملية الأسر الفاشلة ، عدت مرة أخرى للانخراط في الاشتباكات داخل مدينة السويس الباسلة ، وكنت من المسئولين عن نقل الجنود اللذين يعملون علي استخدام خراطيم المياه لفتح ثغرات في خط بارليف حيث كان كل خرطوم يحتاج إلى نحو مائة جندي ليتشبثوا به حيث كانت قوة دفع المياه كبيرة جدا ، وكان العدو يستهدف الجنود ويقتلهم ، وكنت أقوم بنقل غيرهم فور صدور الأوامر بنقل مزيد من الجنود .

وروى "الشهيد الحي" أن الشهيد اللواء أحمد حمدي استشهد أثناء تركيب الكباري وشد الحبال ، والعمل مع الجنود وكان طول الوقت ينادي في الجنود والضباط : "خلي بالكم يا أبطال من الشظايا" من شدة خوفه عليهم ، وتم استهدافه من العدو أثناء العمل.

وأناشد الجيل الجديد من الشباب أن يتنبهوا لما بذله جنود وضباط حرب أكتوبر من تضحيات حتى تنعم مصر بالاستقرار ، وتتحرر أرضها ، ويعيش الشعب المصري رافعا رأسه طيلة الدهر بأعظم انتصار في التاريخ الحديث ، وألا يفرطوا في ترابها الذي فديناه بأنفسنا ونال بعضنا الشهادة التي حرمت منها رغم أني تمنيتها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان