إعلان

معركة "تبة الشجرة".. قصة السيطرة على أهم حصن إسرائيلي بعد يوم من نصف من القصف

12:05 م الخميس 06 أكتوبر 2016

الإسماعيلية- إنجي هيبة:

اختار العدو الإسرائيلي عدة مواقع لتحصين قواته بمنطقة القناة أثناء حرب أكتوبر المجيدة ظنا منه سهولة محاصرة الجيش المصري وإنهاء المعركة لصالحه، ولم يكتفِ بإقامة خط بارليف ولكنه قام بتحصين مواقعه في عمق دفاعاته فاختار منطقة تبة الشجرة لإقامة هذا الموقع الحصين.

وموقع " تبة الشجرة" أو "الأفعى" كما أطلقوا اليهود عليه، تلك المنطقة التي تقع على بعد 10 كم من مدينة الإسماعيلية، موقع عسكري صغير، أطلق عليه تبة الشجرة، لأن ممراته كانت ترى على شكل شجرة ذات 15 أو 19 فرعا، وحوله العدو الموقع إلى مستوطن له دق فيه الخنادق وأنشأ غرف معيشة وغرف قيادة وأخرى للتحكم في المعركة، ساعده في ذلك مميزات الموقع الاستراتيجية، الأمر الذي وصل إلى أن تطلق القوات المعادية اسم "نقطة رأس الأفعى المدمرة" عليه.

ورأس الأفعى المدمرة أو "تبة الشجرة" كان من أهم نقاط القيادة للجيش الإسرائيلي، وتتحكم فيه 8 نقاط حصينة من 18 نقطة حصينة لخط بارليف، وتضم موقعين حصينين متصلين بواسطة أنفاق محصنة، وأسقطته إحدى كتائب المشاة المدعمة بالدبابات، خلال 25 دقيقة، بالاستيلاء على أسلحة ومعدات الموقع، وأسر 50% من قوة السرية المشاة المدعمة للجانب الإسرائيلي، والتي كان قوامها 150 فردًا، ونتيجة للخسائر الفادحة قام الجانب الإسرائيلي يوم 9 أكتوبر بتمهيد نيراني من القوات الجوية والمدفعية، ودفع كتيبة دبابات مدعمة لاستعادة الموقع، إلا أنه فشل في تحقيق أهدافه وتحمل خسائر إضافية فى قواته المهاجمة.

وتحول الموقع إلي مزار سياحي، رسوم دخوله 5 جنيهات، ويستقبل الطلاب والمواطنين والسائحين، لمشاهدة الخنادق والدبابات ووسائل الإعاشة للجيش الإسرائيلي ومنها مطبخ حديث وغرقة معيشة ووسائل ترفيه وسائل اتصال بتل ابيب لأسرة الجندي، خط مياه خاص من إسرائيل إلى القوات بشرق سيناء، وفتحات هروب آمنة.

ويقول المجند محمد بركات أحد المشاركين في الموقع إن القوات المصرية بعد الاستيلاء على الموقع، عثرت على مجلات وجرائد وعملات إسرائيلية وخطابات موجهة من الجنود إلى اهاليهم وأدوات طعام وكبريت وشمع وطوابع بريدية.

ويقول عصام عطية مدير إدارة السياحة السابق بالإسماعيلية إنه على مدار سنوات عمله كان يستقبل وفودا من جنسيات مختلفة لزيارة الموقع التاريخي، مشيرا إلى أنه يقع على بعد حوالى 10 كم من الشاطئ الشرقي لقناة السويس، وتتمثل أهميته في كونه كان مركز قيادة وسيطرة للعدو تغطى مساحه كبيرة تمتد من منطقة البلاح وحتى الدفرسوار بحوالى 38 كم، ومكنه من توجيه كافة الأسلحة بما فيها الطيران من هذا الموقع، ويرتفع الموقع عن سطح البحر بحوالي 74 مترا بما يتيح له امكانيه اكتشاف أي تحركات.

ويضيف عطية أن الموقع انقسم إلى قسمين إداري وسكني وكلاهما مغطيان برمال صفراء بكميات كبيره يعلوها قضبان سكك حديدية، يعلوها صخور بارتفاع مترين تقريبا معبأة في شبك من الاسلاك، صنعت خصيصا في ألمانيا لتحمل العوامل الجوية، ثم طبقة أخرى من الرمال الصفراء، وذلك ليتحمل أي قصف دون التأثر بالهجوم المضاد، وداخل المقر الإداري غرفة عمليات بقيادة ضابط مجهزة باللاسلكي للتوجيه الفوري وغرفة مناوب عمليات وغرفة طوارئ مجهزة طبيا وقلعة طعام وفتحات هروب مصممة للهروب في حالة الطواري ومن الخارج محاطة بمدفعية ودبابات ومراكز مراقبة، إلى جانب حقول ألغام.

ويؤكد عطية أن القوات المصرية اقتحمت الموقع بعد يوم ونصف من الهجوم المكثف وتم تحريره يوم 10 أكتوبر، وحاول العدو استرداد الموقع فدفع بدباباته بقيادة اللواء عساف ياجوري، الذي أسر بعد معركه شرسة مع قواتنا الباسلة، وبعد توقيع اتفاقية السلام عاد عساف زائرا سياحيا للموقع.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان