أمام أعين المحافظ وحرس الحدود.. "قوارب الزريعة" تلتهم ثروة دمياط السمكية
دمياط - محمد عبده:
تفعيلاً لقانون الغاب وبانتشار الطاعون باتت "قوارب الزريعة" مسيطرة على جسد الاقتصاد السمكي في دمياط، إذ تنتشر في مدينة رأس البر وتحديدًا عند التقاء البحر المتوسط بنهر النيل (اللسان) ممارسات صيد جائر لزريعة الأسماك تبدأ بعد غروب الشمس وبشكل يومي، مستغلة غياب الرقابة لتحقيق مكاسب تُجنى وفقًا لمبدأ "الطعام للأقوياء فقط".
وعلى الرغم من أن مقتضى القانون رقم 124 لسنة 1983 يجرم جنائيًا صيد وتهريب زريعة الأسماك، إلا أن الضرب به في دمياط يتجاوز حتى عرض الحائط إلى "فيلا" المحافظ التي انتشرت أمامها وفي محيط منطقة قوات حرس الحدود قوارب الصيد بالعشرات.
"كل صياد بيغرف على قد ما يقدر"
"محمود خالد" وهو صياد مقيم في منطقة عزبة البرج أكد أن "المئات من العاملين في مهنة الصيد بالمحافظة يلجأون إلى صيد الزريعة لأن المزارع الكبيرة تطلب كميات كبيرة منه مقابل أرباحًا خيالية، إذ يتعدى سعر الكيلو منها 500 جنيه"، مضيفًا: "القوي يأكل الضعيف واللانشات احترفت صيد الزريعة أمام الجميع لغياب الرقابة الحقيقية".
"تقدمنا بالعديد من البلاغات دون جدوى" يوضح محمد السلمي وهو تاجر أسماك بالمنطقة مضيفًا أن عمليات "تجريف الخير" تبدأ مع غروب الشمس إلى اقتراب بزوغ الفجر في بعض مناطق عزبة البرج ومدينة دمياط.
ويتساءل السلمي: "لماذا لا تستغل الزريعة وفقًا للقانون وبآليات محكمة لا تلحق الضرر بالصيادين وأسعار الأسماك وتمنع احتكار مجموعات معينة للسوق؟".
"أمر تفرضه الظروف الحالية"
"طه جابر" صياد آخر له وجهة نظر مختلفة، إذ يعتقد أن صيد الزريعة أمر تفرضه الظروف الحالية على الجميع، ويقول "عندي مزارع سمكية ومحتاج زريعة والسوق بيفرض كلمته علينا كلنا، نعمل إيه وإزاي نشغل المزارع"، مضيفًا أن صيد الزريعة ليس بالأمر الجديد في المحافظة بل أصبح عادة متبعه منذ سنوات.
ويؤكد هذا الإيمان ما شهده مبنى هيئة الثروة السمكية العام السابق من تظاهرة للعشرات من أصحاب المزارع السمكية احتجاجًا على قرار رئيس الهيئة بوقف صيد الزريعة في جميع المسطحات المائية والتي تشمل البحيرات والبحرين الأحمر والأبيض ونهر النيل، إذ هدد المتظاهرون آنذاك بقطع الطرق وأغلقوا المبنى أمام الموظفين وطالبوا بإلغاء القرار.
ونشبت خلافات عدة على مدار الأشهر الأخيرة بين صيادي عزبة البرج على صيد الذريعة كان أبرزها ما تطور لاشتباكات وقعت قبل أشهر وأسفرت عن إصابة 3 أشخاص بينهم جريح بطلق ناري في الظهر بمنطقة الدرايسة شرق فنار عزبة البرج، إلى جانب إصابة اثنين آخرين بجروح وكدمات.
وطالبت حملة "إنقذوا رأس البر" في بيان لها، الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه محافظ دمياط، بضرورة التدخل لحماية البيئة وتطبيق القانون في ظل عمل الصيادين المخالفين أمام أعين المارة، خصوصًا وأن طه قال في تصريحات سابقة إن المساس بالبيئة خط أحمر وتعهد بملاحقة صيادي الزريعة.
من جانبه، أشار المحافظ الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، في تصريحات لمصراوي، إلى مشروع من المزمع إقامته شرق الحائط البحري بعزبة البرج بهدف حماية المنطقة، مؤكدًا أنه يمثل أحد المشروعات التنموية الكبرى. كما لفت إلى مقترح جاري بحثه لتطوير وتنمية شاطئ رأس البر بداية من شاطئ النخيل وحتى منطقة اللسان.
فيديو قد يعجبك: