لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- بعد سقوط النقوش الفريدة.. هل تنجح الآثار فى إنقاذ مقابر كوم الشقافة الآثرية؟

03:25 م الأحد 20 نوفمبر 2016

الإسكندرية – محمد عامر:

قبل نحو 116 عاما، وتحديدا فى عام 1900، وبينما كان حمار يجر عربة ويسير بشوارع منطقة كرموز غربى الإسكندرية، تعثرت قدماه وسقط فى حفرة، لتكتشف بعدها مقابر كوم الشقافة الآثرية التي بُنيت في الأصل لعائلة ثرية تجمع بين أكثر من ديانة منها المصريين القدماء واليونايين والرومان.

وبمرور السنوات تخلى الحظ الذى ساهم فى اكتشاف المقبرة عنها، بعدما غمرت المياه الجوفية معظم حجراتها وبدأت نقوشها البارزة فى التساقط بفعل الرطوبة، وسط إهمال وتباطؤ مسئولى الآثار عن إنقاذها.

"سر في ممر متعرج وشاهد اليونايين والرومان القدماء مدفونين بعمق في الطبقة السفلية من الأرض.. واستمتع بمنظر الأفاعي الملتحية المزينة بتيجان من مصر العليا والسفلى.. وتعرّف على مقدسات المقابر التقليدية المتضافرة مع التصميمات الفريدة اليونانية والرومانية".

كان هذا نص دعاية وضعتها هيئة تنشيط السياحة المصرية على موقعها للترويج لمقابر كوم الشقافة، دون أن يكلف القائمين عليها عبء إلقاء نظرة على الوضع الحالى للمقبرة، والذى وصفه الدكتور إسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحيين بالإسكندرية، بـ"الكارثة التى تهدد بضياع المقبرة".

وحذر عاصم، فى تصريحات لـ"مصراوى" من التباطؤ فى رفع المياه الجوفية من داخل مقابر كوم الشقافة بعدما تسببت فى إرتفاع نسبة الرطوبة وسقوط النقوش البارزة على الجدران والتى وصفها بأنها أهم ما تتميز به المقبرة.

وأوصح أن مقابر كوم الشقافة فى حالة سيئة منذ أكثر من عام، ويعد إستمرارها على وضعها الحالى دعاية سيئة لمصر، لافتا إلى أن معظم الشركات السياحية رفعت المقبرة من برنامجها السياحى لسوء حالتها.

وتابع عاصم: "إذا استمر الوضع كما هو عليه الآن فإن الآثر سيتأكل في القريب العاجل وستنتهي واحدة من أهم المقابر الآثرية في العالم"، مشيرا إلى أنه تحذيرهم المتكرر منذ سنوات لم ينجح فى إحياء مشروع ترميم المقبرة رغم قيام مسئولى الآثار برفع قيمة التذكرة من 25 إلى 40 جنيها للسائح.

وأضاف نقيب المرشدين السياحيين بالإسكندرية، أن منطقة كوم الشقافة كانت تتصدر المواقع الآثرية والسياحية التي يتهافت السائحين على زيارتها، لكونها الوحيدة التي عثر بها على جميع طرق الدفن في الإسكندرية في العصرين اليوناني الروماني وهى"المشكاوات"، و"التابوت"، و"الجرار".

أما الدكتور إبراهيم درويش، رئيس الإدارة المركزية لمتاحف الإسكندرية الأسبق، ومؤسس إدارة الآثار الغارقة في مصر، فقال أن معظم مشروعات الترميم بالمناطق الآثرية توقفت بعد 25 يناير 2011 بسبب نقص التمويل، ومنها مشروع رفع المياه الجوفية من مقابر كوم الشقافة.

وفجر درويش مفاجأة قائلا أن المياه الجوفية موجودة داخل المقبرة منذ ما يزيد على 20 عاما مما أدى لسقوط النقوش البارزة على جدرانها مؤخرا، وهو الأمر نفسه الذى تعانى منه مقابر الأنفوشى الآثرية، منوها أن سحب تلك المياه يجب أن يتم بالتدريج وبحسابات دقيقة حتى لا تنهار المقبرة.

ومن جانبه، قلل مصدر مسؤول بآثار الإسكندرية – فضل عدم ذكر إسمه- من خطورة ما تتعرض له المقبرة، موضحا أن سقوط النقوش أمر معتاد بسبب النحر والرطوبة جراء إرتفاع منسوب المياه الجوفية، قائلا:" ما يحدث في المقبرة ليس للمرة الأولى ولن يكون الأخيرة".

بينما قال مصطفي رشدي، مدير عام منطقة آثار الإسكندرية وغرب الدلتا، فى تصريحات صحفية، إن فريق من المرممين يتبع وزارة الآثار ومنطقة الإسكندرية بدأ، صباح اليوم الأحد، إجراء أعمال الترميم للأجزاء المتساقطة من النقوش البارزة بالمقبرة الرئيسية بكوم الشقافة.

وأضاف أن سقوط تلك النقوش البارزة يحدث بشكل متكرر ويتم علاجه وترميمه، وذلك بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية وتاثير معدلات الرطوبة علي الأثر، مشيرا إلى أنه تم إصلاح آليات الشفط وعلاج مشكلة المياه وزيادة منسوبها.

ويبقى السؤال هل تنجح أعمال الترميم تلك التى طال انتظارها فى إنقاذ المقبرة الوحيدة على مستوى العالم التي يعتقد أنها كانت تخص الملكة كليوباترا السابعة أو أحد الحكام.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان