مأساة في دمياط... نقص حاد في المحاليل والأدوية.. ومواطنون: "مش لاقيين العلاج"
دمياط – محمد عبده:
سادت حالة من الاحتقان بين أهالي محافظة دمياط بسبب وجود أزمة كبيرة في الأدوية والمحاليل الطبية تزامنًا مع ارتفاع أسعارها في حال الحصول عليها، الأمر الذي يمثل كارثة بالنسبة للمرضى في ظل عدم وجود بدائل لعدد كبير منها.
يقول سيد كمال، عامل، إن هناك عجزًا في المستشفيات في عدد كبير من الأدوية وكذلك المحاليل الطبية مشيرًا إلى أن الأخيرة موجودة في بعض الصيدليات لكن لا يمكن لأي شخص الحصول على أكثر من ثلاث علب محاليل.
وأضاف كمال، "كنت أشتري العلبة الواحدة بأربعة جنيهات نظرًا لمرض والدتي، ورغم أنني ذهبت إلى معظم صيدليات مدينة دمياط لم أجدها إلا في صيدلية واحدة، وفوجئت بأن العلبة تباع بـ 30 جنيهًا وهو مبلغ كبير ومرهق بالنسبة لحاجة أي مريض لأكثر من علبة في اليوم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الجميع".
وأوضح سمير العبد، صاحب صيدلية بالسنانية، أن هناك عدد من الحقن المهمة لمرضى الكبد والسيدات الحوامل غير متوفرة بكل الصيدليات في الوقت ذاته، ارتفعت أسعار الأدوية بشكل كبير، موضحًا أن حقنة مثل "إتش أر"، والتي تعطى للسيدات لمنع حدوث إجهاض أو ولادة مبكرة ارتفع سعرها الضعف وبعد أن كانت تباع بنحو 350 جنيهًا وصل سعرها إلى 630 جنيهًا ومن الصعب الحصول عليها.
وبيّن أن هناك عجزًا كبيرًا في المحاليل الطبية في قرى ومدن المحافظة، مضيفًا "خاطبنا الشركات المصنعة والموزعة ولم ننجح في الحصول إلا على عدد قليل يوزع على صيدليات دمياط، كل واحدة منها ممكن أن تحصل على خمس علب فقط شهريًا، والكرتونة وصل سعرها في السوق السوداء إلى 240 جنيهًا".
وطالبت مروة البرجيسي، طبيبة بفرع التأمين الصحي، الحكومة بحل أزمة المحاليل الطبية والسيطرة على أسعار الدواء الذي أصبح يمثل عقبة تواجه الطبقة الوسطي وليس الفقراء فقط، مشيرة إلى أن محلول الملح من السهل تجهيز كميات كبيرة منه نظرًا لبساطة تركيبته.
ودعت البرجيسي نواب البرلمان إلى التعبير عن آلام المرضى وهموم الناس بعد تضررهم من زيادة الأسعار نظرًا لارتفاع سعر الدولار في البنوك بعد قرار الحكومة بتعويم الجنيه.
وحذرت من وجود شركات أدوية تتعمد حجب بعض الأصناف والمحاليل الطبية من أجل رفع أسعارها، كما طالبت بضبط المتسببين في حدوث هذه الأزمة.
ولفت سامح المسلماني، عضو مجلس نقابة الصيادلة بدمياط، إلى أن هناك الكثير من الشكاوى بسبب العواقب الوخيمة التي نتجت عن العجز في الأدوية والمحاليل إلى جانب تضرر المرضى وبحثهم عن البدائل في السوق السوداء، وتابع "المشكلة تتزايد والأسعار ترتفع والصيدليات لا تجد حلًا، وشركات الأدوية تحدد الكمية رغم وجود محاولات للحصول على كميات أكبر لتجاوز المشكلة لاسيما فيما يتعلق بالمحاليل الوريدية".
فيديو قد يعجبك: