بالصور.. "عوّر نفسك واثبت إنك رجل".. ظاهرة غريبة بين طلاب بالبحيرة

البحيرة – أحمد نصرة:

أبدى عدد من المعلمين وأولياء الأمور بمركز بدر في البحيرة قلقهم من انتشار ظاهرة غريبة بين طلاب المدارس، تتمثل في إحداث جروح في أيديهم برغبتهم، والتنافس فيما بينهم في ذلك، محاولين إثبات رجولتهم، وقدرتهم على تحمل الألم.
قال "مصطفى.ع"، طالب لـ"مصراوي": "طلاب كتير زمايلي بيعملوا كده، كل واحد بيعور التاني في كف إيده، وكل واحد يحاول يثبت إنه راجل مش بيتألم، والكسبان هو اللي يتحمل جروح أكتر".
وشرح "ناجي. ش"، طالب، لـ"مصراوي" أن الجرح يكون بأي طوبة أو عملة معدنية، وأن الطلاب يعايرون زميلهم المتألم من الجرح بحجة "إنه لسه عيّل وبيعيط".
وحذرت "سامية. ر"، ربة منزل، ابنها من جرح نفسه، مؤكدة لـ"مصراوي" أنها لاحظت انتشار الظاهرة بين طلاب المدارس بشكل كبير، وأن احتمالات تأثر ابنها لا تزال قائمة.
وللتعليق على الأمر، قال سيد علي، مدرس: "للأسف هذه الظاهرة منتشرة بالفعل، والطلاب يفعلونها أكثر وهم في أوقات الدروس الخصوصية، حيث تكون الرقابة عليهم أقل بخلاف المدرسة".
وحول سبل المواجهة، قال فهمي عمر، موجه عام التربية النفسية بالبحيرة، إن هناك العديد من الإجراءات التي تتخذ من قبل التربية النفسية للتعامل مع مثل هذه الحالات، بداية من الاستماع إلى الطلاب لمعرفة الأسباب التي دفعتهم لفعل ذلك، والتعرف على مميزاتها الزائفة من وجهة نظرهم، ثم تفنيد الإجيابيات وتحويلها لسلبيات، ومحاولة إيجاد البدائل الإيجابية، "لأن المراهقق يحتاج تفريغ شحنات الطاقة الموجودة لديه، ويرغب في إثبات ذاته، ويتم التعامل بشكل جماعي مع الظاهرة، ثم بشكل فردي مع كل حالة على حدة".
أما محمد عبدالعزيز، إخصائي نفسي، فلفت إلى أن السلوك العنيف من سمات مرحلة المراهقة بين الذكور، بالعدوان على نفسه وعلى غيره من الناس والأشياء، لإثبات ذاته وأنه أصبح رجلاً وتجاوز مرحلة الطفولة.
وتابع لـ"مصراوي": "يحاول المراهق أيضا جذب الانتباه من خلال بعض الأفعال الغريبة وغير المعتادة، والتعامل مع المشكلات الناتجة عن ذلك يجب أن يكون من خلال إكساب المراهق ثقته في نفسه، وفتح أسرته لقنوات للحوار معه، وتفريغ طاقاته في مجالات إيجابية كالرياضة وغيرها".
وحذّر الدكتور إبراهيم شبل، استشاري أمراض الباطنة، من انتقال العدوى بأمراض الدم بين الطلاب، في ظل عدم اعتناء الطالب بالجروح وتركها عارية عرضة للتلوث دون وضع مطهرات عليها، واستخدام نفس الأداة لجرح أكثر من طالب.