بالصور - في الإسكندرية.. مهن لا يعرف أصحابها الدفء في فصل الشتاء
الإسكندرية – محمد أحمد:
في الوقت الذي يفضل فيه أغلب المواطنين البقاء في منازلهم اختباءً من البرد والمطر، يضطر البعض للبقاء في الشارع بحثا عن لقمة العيش في ظل الظروف المناخية القاسية، فهم ينتمون إلى مهن لا تعرف الدفء في فصل الشتاء.
وفي شوارع محافظة الإسكندرية، التقى مصراوي بعدد من أصحاب المهن التي تتنافى طبيعة عملهم مع العوامل الجوية والتي تكون أحيانًا أشد قسوة في المدينة الساحلية مقارنة بالمحافظات الأخرى بسبب كثرة التقلبات الجوية المصاحبة للنوات، فبعضهم يرغم على العمل المتواصل لساعات طويلة في البرد، دون إمكانية التدفئة والتي إن وجدت قد تضر بصحتهم نتيجة اختلاف درجات الحرارة.
"حمص الشام"
لم تمنع برودة الطقس "إسلام الأسيوطي" من مواصلة عمله على عربة بيع "حمص الشام" بكورنيش الإسكندرية، فهو يبدأ يومه من الصباح الباكر في تحضير أدواته لبدء وظيفته اليومية دون كلل، وذلك رغم قلة عدد الزبائن بسبب الأحوال الجوية.
وعن كيفية تعامله مع الطقس، يقول "إسلام" لـ مصراوي، "أنا بشتغل في المهنة دي من 18 سنة في البداية كنت بتعرض للبرد الشديد وبيأثر على صحتي، لكن مع الوقت اتعودت ودي ضريبة أكل العيش"، مضيفًا أن زبائنه اعتادوا على وجوده في هذا المكان.
"الذرة المشوي"
على بعد خطوات قليلة من ميدان محطة الرمل بوسط الإسكندرية، تقف "الحاجة شكرية" على كورنيش الإسكندرية غير عابئة ببرودة الطقس المصحوبة بهطول الأمطار، لبيع الذرة المشوي، لكسب قوت يومها، وقالت إن حركة البيع محدودة جدًا رغم أنها تحاول البيع بهامش ربح بسيط لتشجيع الزبائن.
وأضافت أنها تجلس يوميًا لأكثر من 14 ساعة أملا في بيع ما يكفي احتياجات أسرتها، إلا أن أغلب الأيام لا تستطيع تحصيل ما يكفيها في ظل موجة الغلاء التي يعيشها المواطنين.
"الحنطور.. رحلة تقاوم الزمن والبرد"
"عم إبراهيم" سائق عربة حنطور، من أقدم السائقين على كورنيش الإسكندرية، شكا لـ "مصراوي" ضيق الحال، بسبب تراجع الطلب على مهنته التي تقاوم الزمن حتى وليس البرد وحده، مضيفًا إن عمله كان يعتمد في الأساس على السياح وزائري المدينة من المحافظات المختلفة الذين يفضلون اصطحابهم في جولة لرؤية معالم الإسكندرية من الحنطور، إلا أن حالة الركود وقلة عدد السياح ضاعفت من مشقة مهنته.
يقول "إبراهيم": "لو كان على البرد فده مقدور عليه وبنستحمله من زمان لكن اللى محدش يستحمله وقف الحال وقلة الشغل وانا بعمل اللى عليا وبسعى في شوارع ربنا علشان ألاقي رزقي ورزق عيالي، وفيه أيام بلف فيها ساعات من غير زبون واحد رغم إني بعرض الرحلة بأسعار بسيطة".
"أيس كريم في ديسمبر"
رغم أن بيع المثلجات مرتبط بشكل أساسي بفصل الصيف، إلا أن الإسكندرية لها طابعها الخاص الذي جعل "محروس" بائع الآيس كريم يظل باحثا عن زبائنه في برودة الشتاء، والذي قال "أبيع الآيس كريم في الصيف والشتاء علشان دي اسكندرية وعلشان معنديش شغلانة غيرها، لكن البيع قليل جدا عن السنين اللى فاتت".
ويضيف محروس "بلف على رجلي طول اليوم وممكن مبيعش غير كمية بسيطة، لكن في النهاية ربنا بيبعت الناس اللى بتحب الآيس كريم في جو الشتا وخصوصا أهل اسكندرية".
فيديو قد يعجبك: