اليوم.. الشمس تتعامد على قدس أقداس معبد إدفو الفرعوني
الأقصر- (د ب أ):
يقوم فريق بحثي مصري برصد مظاهر الانقلاب الصيفي بمعبد إدفو الأثري شمالي محافظة أسوان، ضمن مشروع وافقت عليه اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار المصرية، ويهدف لتوثيق عدد من الظواهر الفلكية بالمعابد الفرعونية.
وقال الدكتور أحمد عوض، رئيس فريق البحث الذى يشارك فيه الباحث المصري، ورئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، أيمن أبوزيد، إن أشعة شمس الظهيرة ستنير ظهر اليوم الثلاثاء قدس أقداس معبد أدفو الأثري.
وأضافا أنه تسقط ثلاثة أعمدة من الضوء بشكل عمودي من الفتحات الصغيرة الموجودة بسقف قدس الأقداس لتنير القمة الهرمية لـ "الناووس" الذي كان يحتوي في الماضي تمثال المعبود "حورس" الذى كرس معبد إدفوا لعبادته، والسطح العلوى للمذبح المخصص لتقديم القرابين للمعبود حورس، و"السقفية العلوية لمقصورة القارب المقدس المخصص للمعبود حورس".
وتمثل تلك العناصر المعمارية الثلاثة المكونات الرئيسية داخل قدس الأقداس حيث يعد قدس أقداس معبد "أدفو" هو قدس الأقداس الوحيد دون سائر المعابد المصري القديمة الذي تم تشييد ثلاث فتحات مربعة صغيرة في سقفه، حتى يتوغل ضوء الشمس منها إلى داخله بشكل عامودي مرة واحدة في العام ، هو يوم 21 من شهر يونيو، الذى يوافق بداية الانقلاب الصيفي.
ويشير الدكتور أحمد عوض، إلى أن ذلك الحدث الفلكي، يتزامن مع أعياد المعبود "حورس" حيث تتعامد أشعة شمس الظهيرة التي تمثل المعبود "رع حور آختي" وما يمثله ضوء أشعتها من تجسيد لقوى الحياة والفتوة المقترنة بالمعبود "حورس" على المكونات المعمارية الرئيسية داخل قدس الأقداس لتصبغ قوى الحياة الفتية على صورة المعبود الموجودة داخلها.
والمعروف أن المصري القديم، قد قدس شمس الظهيرة، باعتبارها تمثل تجسيد سماوي للمعبود "رع" في طور شبابه وفتوته, وقد اقيم معبد أدفو، بحيث يكون محوره الرئيسي ، هو المحور الشمالي الجنوبي، بهدف حدوث لتلك الظاهرة داخل قدس أقداس المعبد، فى ذلك اليوم من العام.
ويقول الباحث المصري، أيمن أبوزيد، إن الظواهر الفلكية المرتبطة بيوم الانقلاب الصيفي، تمتد من معبد إدفو، إلى الحجرات الجانبية لقدس أقداس معبد رمسيس الثالث بالكرنك، شمالي مدينة الأقصر، حيث صممت فتحات الإضاءة بها في وسط السقف وفى شكل هرمى تسقط منه أشعة الشمس خلال العام ظهرا بزوايا مختلفة، ولكنها تسقط عامودية خلال فترة الانقلاب الصيفي في كل عام بشكل جمالي يدل على تطويع المصريين القدماء لعلوم الفلك في خدمة الهندسة المعمارية وتشييد المعابد والمقاصير المصرية القديمة، كما تشهد معابد الكرنك اليوم الثلاثاء، غروب الشمس من بين أعمدة المعبد، في إعلان لحدوث الانقلاب الصيفي.
يذكر أن مصر تعد من أكثر الدول، التي تحتوى مقاصدها الأثرية والسياحية على معالم تاريخية، تؤرخ لعلوم الفلك عبر التاريخ، مثل منطقة النبطة جنوبي مدينة أبو سمبل، ومعبد دندرة في مدينة قنا، بجانب ظواهر تعامد الشمس في أكثر من 14 معبدا فرعونيا، بجانب معبدي أبو سمبل والكرنك ، حيث يتم تعامد الشمس في أيام معينة من العام، بالتزامن مع أحداث تاريخية في مصر القديمة، وكذلك ظاهرة ما يسمى بتعامد القمر الأزرق على معبد الكرنك الفرعوني الشهير في الأقصر.
فيديو قد يعجبك: