بالصور - صيادو الإسكندرية.. رحلة البحث عن الرزق في مشقة الصيام

الإسكندرية – محمد أحمد:

هنا على سواحل الإسكندرية وتحديدا في حوض قلعة قايتباي التاريخية، يقف عشرات الصيادين يوميا على أهبة الصمود لمواجهة مصاعب البحث عن رزق البحر وتحمل مشقة صيام شهر رمضان، غير عابئين بحرارة الشمس الحارقة في كبد السماء أو بملوحة المياه التي قد تزيد عملهم مشقة.

"مصراوي" حاول إلقاء الضوء على مجموعة من الصيادين لمعرفة كيفية تأقلمهم مع مشقة الصيام و مواصلة العمل الذي يستمر حتى فترة العصر يوميا، فتوقفنا عند قارب صيد جمع حوله أكثر من 20 فردا من أعمار متفاوتة، يواصلون سحب الشباك من البحر دون كلل أو تعب، فكان اللقاء التالي:

"أهالينا علمونا إن الصيام بيقوينا و مبيضعفناش"، هكذا بدأ الريس "أبو السيد"، مسؤول أحد مراكب الصيد بمنطقة بحري، قائلا إن عائلته تعمل في البحر منذ أكثر من 70 عاما، وأصبح تحمل مشقة الصيام أمر اعتيادي، بل قد يصل أحيانا لإعطائهم قوة مضاعفة لاستكمال عملهم إيمانا منهم أن تلك الأيام تحمل البركات في كل شيئ بما فيه الصحة والررزق.

يضيف "أبو السيد" – كما يطلق عليه زملاؤه – "يومنا يبدأ فعليا منذ فترة الصباح بدءا بتجهيز الشباك وتحضير الأدوات، وصولا لنصب الشباك وسحبها فيما بعد، ولنا في اليوم مرتين للصيد الأولى بعد صلاة الظهر وننصب شباكانا بعرض البحر لمدة ساعتين بمعاونة اثنين من السباحين العاملين معنا."

وتابع " أما الطرحة الثانية ننصبها بعد صلاة العصر وتستمر لمدة ساعتين أو أكثر حتى لحظة الإفطار"، مضيفا:"مش حاملين هم هنطلع بإيه من البحر، أوقات بنطلع بصيد كبير بمئات الجنيهات، وأحيانا يكون كل ما جمعته الشبكة يساوى أقل من 40 جنيه، وأوقات ثانية الشبكة ممكن تنقطع وبنخسر كل اللي جمعناه، بس في كل الأحوال دي بنقول الحمد لله".

واختتم ريس الصيادين كلماته:" بنحمد ربنا رغم أن كل واحد فينا ممكن في لحظة ميقدرش يأكل بيته، ملناش تأمين صحي ولا حد بيسأل فينا، واحنا كمان بطلنا نسأل حد لأننا مش بنشحت حقنا، و مش عاوزين حاجة من الدنيا غير رضا ربنا علينا هو دا اللى بيحفظنا من كل سوء".