أزمة في "قلب دمياط" واتهامات متبادلة بالفساد الإداري والمالي

دمياط – محمد عبده

أثار قرار الدكتور أحمد عماد الدين راضى، وزير الصحة والسكان، بشأن إيقاف الدكتور أسامة نعمان مدير مركز القلب والجهاز الهضمي بدمياط وتكليف الدكتور خالد سمك بالقيام بأعمال مدير المركز لحين انتهاء التحقيقات بالنيابة الإدارية جدلًا كبيرًا في الشارع الدمياطي، خصوصًا بعد أن قررت نقابة الأطباء إحالة نعمان كذلك إلى التحقيق.

ودعا عدد من النشطاء إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام ديوان عام المحافظة للمطالبة بإعادة نعمان إلى منصبه، مؤكدين أنه من أفضل الأطباء الذين يديرون المستشفيات بالمحافظة، كما زعموا أنه وقع ضحية "مؤامرة" من قبل بعض الأطباء المنتمين لاتجاهات سياسية مختلفة، بينما أكد عدد آخر من النشطاء أهمية إجراء تحقيق عاجل مع مدير مركز القلب والاطلاع على حيثيات الأزمة التي وقعت أخيرًا بينه وعدد من الأطباء في المركز الذي يخدم نحو 4 محافظات.

وتبدأ تفاصيل الأزمة حينما تقدم أطباء بالمركز بشكوى إلى رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة وهي الجهة التابع لها المركز، يشتكون فيها من الإساءات المتكررة من نعمان تجاه الفريق الطبى، قبل أن يتقدم مدير المركز بشكوى مماثلة أيضًا.

وأكد الأطباء في الشكوى التي تقدموا بها أن الدكتور أسامة نعمان، مدير الجهاز الهضمي اعتدى على بعضهم وقام بسب أحد الأطباء وضربه أمام المرضى وهيئة التمريض كما وجه أفراد الأمن بمنعه من الدخول إلى المركز وهددهم بفصلهم في حال تقاعسوا عن أوامره، وذلك بعد أن كشف الطبيب أن نعمان يقوم بإجراء عمليات تركيب دعامات بتكلفة تتجاوز تكلفتها الأصلية بأكثر من 7 آلاف جنيه.

وعلم "مصراوي"، أن نعمان أصدر قرارًا بإقالة الطبيب أشرف بدير بعد مثوله للتحقيق في أمانة المراكز الطبية المتخصصة، والاستماع إلى أقوال الكثير من الأطباء كما أصدر قرارات مماثلة تجاه 4 من المستشارين العاملين بالمركز في الشكوى المقدمة ضده والتي تتهمه بتعمد إهانة الأطباء والتعدي عليهم لفظيًا فضلا عن واقعة التعدي بالضرب على أحدهم. 

من جانبه، يدافع عدد من أنصار نعمان عنه مؤكدين أن مركز القلب والجهاز الهضمي شهد طفرة حقيقية منذ أن تسلم إدارته وفي خلال عام واحد حقق نجاحًا كبيرًا بعد تزويده بعدد كبير من الأسرة فى العناية المركزة، وكذلك إنشاء قسم جديد لحالات القيء الدموى، بسعة 16 سريرا بحجرات مميزة، واستقبال الحالات المجانية للمرة الأولى في أقسام القلب والكبد والقيء الدموي وكذلك الدفع بأطباء متخصصين جدد في قسم الطوارئ والاستقبال والحالات الطارئة بعد افتتاحه، كما أن نعمان عقد اتفاقية مع منظمة الصحة العالمية، لتنظيم قوافل طبية فى المركز لعلاج الفقراء المصريين والنازحين السوريين مجانا.

إلى هذا، أكد نعمان، في بيان صحفي، أنه يتعرض لهجمه شرسة من قبل عدد من الأطباء ممن ينتمون إلى جماعة "الإخوان" وحركة "حازمون"، بعد تعديهم بالضرب على المرضى ورفضهم العمل والكشف عليهم فضلا عن تعطيلهم جهاز القسطرة لصالح مستشفياتهم الخاصة التى يعملون بها، مؤكدًا أنه تصدى لأوجه الفساد بتحويل من ثبت قيامهم بالاختلاس والإهمال الطبى وإهدار المال العام وإساءة التعامل مع المرضى وذويهم للتحقيق.

وكشف نعمان عن وجود طبيب يقوم بتحويل حالات من المستشفى الخاص الذي يعمل به لمركز القلب والجهاز الهضمى لتلقى الخدمة على نفقة الدولة، ثم إعادتهم مرة أخرى للمستشفى الخاص لتحصيل "الفيزتا" لصالح المستشفى الخاص، واستغلال المركز وإهدار المال العام.

وأوضح أنه تلقى الكثير من الشكاوى من المرضى بسبب إهانة أحد الأطباء لهم وتوجه توبيخات لهم، لافتًا إلى أن أحد المرضى قدم شكوى يقول فيها إن طبيبًا هدده بأنه سيضربه بالحذاء، كما تكررت الوقائع الخاصة بالتعدي على المرضى وذويهم، مشيرًا إلى أن بعض الأطباء الذين ينتمون إلى جماعة الإخوان قاموا بتصوير مقطع فيديو له واقتطاع أجزاء منها وبثها على كونها إهانات للأطباء وهو ما نفاه جملة وتفصيلًا، وتابع "التحقيق سيكشف عن الكثير من الأمور، ولن أقبل بوجود أي تهاون في صحة المرضى وتقديم الخدمات اللازمة لهم".