ارتفاع جنوني لأسعار الأخشاب يهدد صناع الأثاث بدمياط والسبب الدولار..(تقرير)
دمياط – محمد عبده:
سادت حالة من الاستياء بين العاملين في مهنة صناعة الأثاث بدمياط عقب الارتفاع الجنوني لأسعار الأخشاب بأنواعها المختلفة، الأمر الذي أدى إلى ضعف إقبال التجار على شراء المعروض من الصناع فضلا عن الزيادة التي شهدتها المواد الخام لاسيما بعد ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء.
وعلى الرغم من تنظيم معارض لتسويق الموبيليات في الآونة الأخيرة في عدد من المحافظات بالتعاون مع الغرفة التجارية وتحت إشراف الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه محافظ الإقليم، جنبًا إلى جنب مع مساهمة الصناع في فرش أثاث عدد من المدن الجديدة والتي كان آخرها مشروع حي الأسمرات بطاقة 11 ألف وحدة سكنية، إلا أن حالة التردي الاقتصادي أدت إلى غلق الكثير من الورش.
يقول محمد بيومي، نجار، إن المحافظة تضم بحسب آخر إحصائية لشعبة الأثاث بالغرفة التجارية نحو 60 ألف ورشة، ويعمل فيها الآلاف من أبناء دمياط وكذلك هناك ورش أخرى تعمل في صناعات مكملة وكلها معرضة للغلق، مضيفًا "الكثير من صغار الصناع أغلقوا ورشهم ويبحثون عن العمل في مصانع كبيرة وبعضهم قام بتغيير مهنته لأنه لم يعد يستطيع العمل في ظل الظروف الصعبة".
وأوضح بيومي أن أكثر العقبات التي تواجه الصناع تتمثل في ارتفاع أسعار الخامات خصوصًا بعد انتهاء إجازة عيد الفطر، مبينًا "الأسعار تضاعفت خلال شهر واحد أكثر من مرة، ووصل سعر متر الخشب الزان إلى 5500 جنيه بزيادة وصلت إلى ألف جنيه قبل عيد الفطر، كما وصل سعر لوح الأبلكاش إلى 50 جنيهًا وهذه كارثة حيث كان يباع قبل شهر واحد بنحو 38 جنيهًا، والمستوردون يربطون الارتفاع الجنوني بسعر الدولار".
وأكد سامح المتبولي، مدرس ويملك ورشة نجارة "معادلة صعبة تحتاج إلى تدخل من المسئولين وسبق أن تحدثنا في هذه الزيادة على مدار العامين الاخيرين لكنها وصلت إلى أرقام فلكية وأدى ذلك فعليًا إلى غلق العديد من الورش، رغم أن الأثاث صناعة الدمايطة الأولى فأنا مثلًا أعمل مدرس في إحدى مدارس فارسكور ولكن لدي ورشتي التي ورثتها عن أبي وأفكر في إغلاقها لأن ما باليد حيلة".
وتابع "التاجر لديه الكثير من المعروض ونجح في رفع أسعار منتجاته ومن ثم تراجعت المبيعات لكنه لا يشتري أي جديد من الصناع، وإن حدث يكون بالسعر الأصلي قبل زيادة المواد الخام وعلى رأسها الأخشاب ويعلم أننا في ورطة، التجار يحاولون استغلال الموقف دون أي رقابة وعمال الأثاث أصبحوا مهددين بالبطالة، خاصة مع تراكم العديد من المنتجات دون وجود زبائن، إلى جانب ارتفاع تكاليف الإنتاج.
واعتبر أحمد النشرتي، صاحب معرض للأثاث، أن الأخشاب بأنواعها تعد أهم سلعة لعشرات الآلاف من أهالي المحافظة لافتًا إلى أن التاجر لا يفرض وصايته على الصانع لأن الأسعار جعلت هناك عزوفًا عن الشراء ومن ثم فلا توجد سيولة كافية لشراء بضاعة وتركها في المخازن، على حد قوله.
وأضاف النشرتي "الزبائن تبحث الآن عن البضاعة الأرخص، والتي تعتمد على خامات متواضعة وأسواقها معروفة للجميع في دمياط، ويجب على المسئولين التدخل لحل هذه المشكلة فلا يمكن لأي صانع أو تاجر التعامل بسعر متر الخشب الجديد لأن الغرفة التي كانت تكلفتها بحوالي عشرة آلاف جنيه ستصبح بنحو خمسة عشر آلاف جنيه".
وأشار رجب العطار، صاحب ورشة أثاث، إلى أن المحافظ أعلن قبل أيام عن تنظيم معرض عالمي لتسويق الأثاث الدمياطي ومنتجات الأخشاب بالإضافة إلى عروض لأحدث المعدات والآلات المستخدمة فى مراحل الصناعة في نوفمبر المقبل، وهو أمر خطير لأن الصناع لا يملكون شيئًا من أمرهم والذين يمكنهم المشاركة في معرض بحضور 50 شركة عالمية هم كبار التجار فقط والذين يملكون المصانع العملاقة، متسائلًا "ما مصير أصحاب الورش في قرى ومدن المحافظة والتي يتجاوز عددهم 150 ألف شخص".
وتابع "المحافظ قال إن عندنا 200 ألف ورشة وده رقم كبير وكان زعلان إن اللي بيتفاعل في المعارض حوالي 60 ورشة بس، ده الطبيعي لأن مفيش فلوس حد يشتغل بيها".
فيديو قد يعجبك: