"فتيات الإسكندرية" ..ذويهم أكدوا اختطافهن.. والأمن: هربن بمحض إرادتهن
الإسكندرية – محمد أحمد و محمد عامر
أثارت الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن اختطاف فتيات بالإسكندرية حالة من الجدل المصحوبة بالفزع بين المواطنين خوفا على بناتهن، خاصة بعد تضارب روايات بعض الأهالي الذين أكدوا تعرض بناتهن للاختطاف مع ما أعلنته الأجهزة الأمنية من معلومات مفادها أن قصص الاختطاف مختلقة.
"مصراوي" يسلط الضوء على أكثر الحالات المتداول عن تعرضها لوقائع اختطاف في الساعات الماضية، وفقا لروايات الأمن وأهالي الفتيات والتي تضاربت معلومات بعضها في كل واقعة، تاركا الأمر للقراء.
هدير مُدرسة مختفية من 4 أيام
هدير حلمي، معلمة في مدرسة طيبة الأزهرية بمنطقة المندرة، اختفت الخميس الماضي بحسب المحضر الذى حررته أسرتها بقسم شرطة أول المنتزه وحمل رقم 7217، عن اختفائها وغلق هاتفها المحمول، وأن آخر اتصال بخطيبها المهندس مصطفى أبو الخير، عصر الخميس، طالبته بالاتصال بها وعند الاتصال بعد ساعة من الرسالة أُغلق هاتفها المحمول.
"مصراوي" أجرى اتصالات بوالد "هدير" والذي أوضح أن آخر رؤية لابنته كانت عصر يوم الخميس الماضي، عندما ذهبت من المنزل في طريقها لمنطقة المندرة لإعطاء بعض الطلبة درسًا، حيث كان من المقرر عودتها عند الساعة السادسة والنصف كما اعتادت، إلا أن تأخرها أثار قلقا كبيرا لأسرتها، خاصة وأنها كانت ترتدي مصوغاتها الذهبية الخاصة بخطبتها.
أضاف والد هدير: "تلقينا مكالمة من خطيب بنتي للسؤال عنها، وأخبرنا أنه كان نائما وعندما استيقظ وجد على هاتفه رسالة منها – كلمني- وعندما حاول الاتصال بها وجد تليفونها مغلقًا، متابعا "بدأنا البحث عنها في كل مكان يحتمل تواجدها فيه، إلى أن قمنا بتحرير محضر بغيابها بعد اضطرارنا للانتظار 24 ساعة منذ اختفائها طبقا لإجراءات القسم، ولازال البحث عنها جاريا".
وفي المقابل أفاد أصدقاء مقربون من هدير، أنها أكدت لهم تركها للمنزل بمحض إرادتها وذهبت إلى سيناء، بسبب خلافات أسرية، نافية ما أعلنته أسرتها عن اختطافها.
"سارة ثروت".. منتقبة اختطفتها داخل "توك توك"
القصة الثانية كانت للشابة سارة ثروت زيدان، صاحبة الإحدى وعشرون عاما، والتي اختفت بعد توجهها لشراء الطعام بمنطقة ميامي لمدة 3 أيام كاملة، وتم العثور عليها اليوم الأحد، حيث روى زوجها "أحمد محمد" أنها بمنطقة المندرة وكانت متجهة إلى طريق الملاحة حيث استقلت "توكتوك"، بسبب مشكلات الإصلاحات في الطريق.
أضاف الزوج أن سارة اختفت منذ ثلاثة أيام وبدأ رحلة البحث عنها مع باقي أفراد أسرتها، على مدار الأيام الثلاثة الماضية، إلى أن عثروا عليها بالطريق الصحراوي، حيث تم تخديرها وسرقت متعلقاتها بالكامل وتركها في الطريق، لافتا إلى أن اختطافها تم داخل التوك توك الذي استقلته قبل أيام حيث استأذنها السائق لتغيير طريقه بسبب وجود إصلاحات، وفوجئت بسيدة منتقبة تستقل معه التوك توك وقامت بتخديرها بعد أن شممتها رائحة في منديل أفقدتها الوعي لكنها فاقت بوجودها على الطريق الصحراوي، وتبين أنها تعرضت لسرقة تليفونها ومحفظتها.
وأشار زوج سارة إلى أن رحلة بحثه عن زوجته خلال الأيام الماضية، جعلته يكتشف أنها لم تكن الأولى، وأن هناك 8 حالات اختطاف من نفس النوع حدثت مؤخرا في الإسكندرية، مطالبا الأجهزة الأمنية بمنع حدوث أو تكرار تلك الأعمال الإجرامية وضبط المتهمين في تلك الوقائع.
"نورهان" .. قصة اختطاف نفاها الأهل
نورهان محمد، 17 عاما، تم تداول صورتها وقصة بشأن اختطافها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأكد والدها أن كل ما تم تداوله غير صحيح، مؤكدا أنه تم استخدام صورة نجلته من صفحة "الفيس بوك" الخاصة بها وبناء حكاية وهمية غير صحيحة حول اختطافها.
الأمن: هذه حقيقة الاختطاف
نفى العميد شريف عبد الحميد، مدير إدارة البحث الجنائي بالإسكندرية، صحة وقائع اختطاف الفتيات مبينا أن أجهزة الأمن تمكنت من الوصول إلى الفتيات المختفيات التي نشرت صورهن عدد من صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وأثارت الذعر والخوف بين المواطنين، وتبين أن ادعت بعضهن كنا مختطفات، وهروبهن بسبب خلافات عائلية مختلفة.
وقال مدير مباحث الإسكندرية، إن الحالة الأولى التي نشر عنها عملية الاختطاف المزعومة في منطقة العصافرة، تبين أنها كانت متواجدة في القاهرة وكانت تقيم في منطقة الحسين حيث توصل إليها الأمن أثناء تواجدها في أحد الفنادق هي وصديقاتها، وتبين أنها هربت لظروف أسرية وضغوط الأسرة عليها.
وأكد أن هناك حالة ثانية مماثلة، تبين أنها تركت المنزل لعدم رغبتها في استمرار خطبتها، حيث قامت بتغيير مظهرها، واستقرت بأحد فنادق القاهرة وتم التوصل إليها من خلال بياناتها في الفندق.
وأوضح أن الحالة الثالثة، الخاصة بقيام "توك توك" باختطاف فتاة من المندرة، تبين أنها تركت المنزل لخلافات زوجية وأنها طلبت الطلاق من زوجها، وعند انتشار صورها ادعت أنها تم اختطافها خوفا من العقاب الأسري.
وأشار إلى أن الحالة الرابعة، تبين عدم صحتها من الأساس حيث نفى أهل الفتاة تعرضها للاختطاف، مؤكدين أن أحد الأشخاص استخدم صورها على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي للترويج بأنها مختطفة، على غير الحقيقة.
وأوضح أن هناك حالة خامسة في منطقة العجمي، تبين خلالها أن الفتاة استغلت انتشار وقائع الاختطاف على مواقع التوصل الاجتماعي، وكذبت بشأن اختطافها للتعتيم على قيامها بقضاء عطلة لمدة يومين بالساحل الشمالي مع أصدقائها، لاسيما بعد أن بدأ أهلها في نشر صورها كأحد الفتيات المختفيات، حيث ادعت أنه تم اختطافها من مجهولين بمنطقة وادي القمر، وتبين أنها اختلقت هذا الأمر لتنجو بفعلتها.
وناشد مدير مباحث الإسكندرية المواطنين بضرورة التقصي وتوخي الحذر في تداول مثل تلك الحوادث، لأنها تسبب إثارة الذعر بين المواطنين، وتعزز من نشر روايات وقصص غير حقيقية تضر بالمجتمع .
وأكد أن أجهزة الأمن لم تكن تريد أن تعلن عن مثل هذه الأمور لأنها تتعلق بسمعة فتيات وعائلات، إلا أن حالة الذعر والخوف التي نتجت عن نشر الأخبار استوجبت إعلان الحقيقة كاملة، مبينا أن الأمن قد يلجأ في بعض الأحيان مع القضايا المماثلة إلى إخفاء الحقيقة، تحسبا للانفعالات الغاضبة من قبل أهالي الفتيات والتي قد تصل للخطورة على حياتهن، وذلك إعلاءً لمبادئ القيم والعادات والتقاليد التي لا تخالف القانون.
فيديو قد يعجبك: