محال عصير القصب.. علامة استفهام أمام أزمة السكر بالمنيا

المنيا ــ ريمون الراوي:
ارتفاع جنوني وصل إليه سعر السكر في محافظة المنيا، مسجلاً 17 جنيهًا للكيلو الواحد في بعض مناطق المحافظة، وذلك في ظل استمرار ندرة المعروض. لكن نسب الإشغال في محال عصير القصب بهذه المحافظة المصنفة ضمن المحافظات المنتجة للمحاصيل السكرية طرحت مؤخرًا علامة استفهام حقيقية أمام طبيعة الأزمة.

عبد العليم محمود وهو عامل بأحد محال العصير يرجع توفر القصب إلى المزارعين الذين يفضلون بيع محاصيل القصب لمحال العصير وعصارات العسل الأسود، لتقديمها سعر أفضل من مصانع السكر. ويوضح أن محال العصير تشتري القصب من المزارعين بالمساحة لا الوزن، ما يضمن للمزارع بيع كميات كبيرة من محصوله وبسعر أفضل من سعر المصنع.

ويضيف على ذلك مرزوق رشدي "مالك محل عصير" أنه وعلى الرغم من تأثر أسعار منتج القصب بالتعويم وأزمة الدولار إلا أنه يبقى الأكثر انخفاضًا في تكاليف تداوله عن الصناعات الغذائية الأخرى التي يدخل السكر المصنع في تكوينها.

ويضيف أنه رغم قفزة سعر القصب من 700 جنيه للقيراط الواحد إلى 1200 جنيه لكنه أنقذ أصحاب محال العصير الذين أجبروا على التخلي عن تصنيع أنواع العصير الأخرى التي يدخل السكر المصنع في تكوينها بشكل أساسي. "فإنتاج عصير القصب لن ينقطع" على حد قوله.

من جانبه، كشف المهندس أحمد يوسف وكيل وزارة الزراعة في المنيا، أن المساحة المزروعة من قصب السكر بربوع محافظة المنيا بلغت حسب إحصائيات العام الماضي نحو 37 ألف فدان، بالإضافة إلى قرابة 24 ألف فدان من بنجر السكر، وهو الإنتاج المتوقع نموه هذا العام.

ومشيرًا إلى سوء إدارة الأزمة، يؤكد وكيل الزراعة أن إنتاجية المنيا من المحاصيل السكرية إذا ما وجهت لصناعة السكر فهي كفيلة بتحقيق اكتفاء ذاتي للمحافظة التي يقطنها أكثر من 5 ملايين ونصف المليون نسمة، ويضيف: "لو تحقق ذلك سيتوفر أيضًا فائض كبير للتصدير إلى محافظات آخرى بالجمهورية".