لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"الراعي الصالح".. قصة أقدم كنيسة في السويس- صور

09:27 ص السبت 21 يناير 2017

كنيسة الراعي الصالح

السويس- حسام الدين أحمد:

"أَمَّا أَنَا فَبِكَثْرَةِ رَحْمَتِكَ أَدْخُلُ بَيْتَكَ. أَسْجُدُ فِي هَيْكَلِ قُدْسِكَ بِخَوْفِكَ"، عاد ذلك النص من سفر المزامير، ليتصدر من جديد الجدار الخشبي بمذبح كنيسة الراعي الصالح، يزينه صور القديسين والقساوسة، في مشهد أعاد للاذهان ما كانت عليه الكنيسة قبل 14 أغسطس 2013.

أنهت الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، قبل أيام، أعمال رفع الكفاءة والصيانة والتطوير الشامل للكنيسة ومنشأتها، التي أحرقها وأعَمل فيها يد التخريب عناصر جماعة الاخوان وأنصارها، قبل أكثر من ثلاثة أعوام عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة.

اثار النيران

ومن المقرر أن يتم افتتاح الكنيسة صباح اليوم السبت، بعد عام كامل من الإصلاحات والصيانة في أقدم كنيسة بالسويس، والتي كانت اكثر المنشآت التي تضررت من غضب وعنف الاخوان بالمحافظة.

وكانت الكنيسة في الأصل دير للراهبات، ملحق به كنيسة ومدرسة للراهبات، وتعود نشأة دير الراعي الصالح في السويس إلى يوليو عام 1865. وكانت السويس في تلك الحقبة من واحدة من أهم المدن المصرية حيث تزامن تأسيس الكنيسة والدير مع حفر قناة السويس.

ويكشف القمص بشاي إسحاق بشاي- وكيل مطرانية الأقباط الكاثوليك في السويس، لـ "مصراوي" أنه وفقًا لإحصائية الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، فإن حجم الخسائر بمنشآت الكنيسة والدير وملحقاتهما بلغ 4 ملايين و600 ألف جنيه. 

ويقول إن أعمال العنف والتخريب التي وقعت يوم 14 أغسطس قبل 4 أعوام طالت دير الراهبات والكنيسة، ومكتب الراعي، وسيارته ونادي للأطفال ومركز حاسب ألي كان يستخدم في تعليم الأطفال، وقد استولى اللصوص على الأجهزة بالمركز.

وإلى جانب ذلك هناك خسائر لا تعوض، يذكرها القمص إسحاق وتضمنت 14 تمثالًا كانت وارده من إيطاليا مع بناء الدير، حيث تجسد رحلة السيد المسيح من ولادته وحتى مشاهد القيام، بجانب أيقونات أثرية يزيد عمرها عن 150 سنة، وتمثال للسيد المسيح والسيدة العذراء بالحجم الطبيعي، وصورة أثرية لهما، مع إتلاف أرشيف الكنيسة.

 

كما استولى اللصوص على الخزينة وكان بها مبلغ 650 ألف جنيه، متحصلات رسوم رحلة كانت تنظمها الكنيسة إلى الكنيسة الارثوذكيسة في أوروبا وزيارة القدس.

وفى الفترة التي أعقبت سبتمبر 2013، تحمل الرهبان ورجال الدين والرعية بالكنيسة نفقات الصيانة، وأعمال الإصلاح الأولية، حتى يقيموا الصلوات والقداس، كما تبرعوا لبناء سور جديد للكنيسة، وهو سور خرساني عالي، بعكس السور السابق الذى كان من الحديد وبمستوي منخفض تزينه الأشجار العطرية والورود، لكن الأوضاع الأمنية التي أعقب ثورة 30 يونيو، والاضطرابات الأمنية واعمال العنف المتكررة، استدعت إنشاء سور يقي من بداخل الكنيسة شرور تظاهرات أنصار المعزول ومؤيدي جماعة الإخوان.

وبدأت الهيئة الهندسية في ديسمبر 2015 أعمال الصيانة وترميم الكنيسة، والدير وقد استغرقت أعمال رفع الكفاءة والصيانة عامًا كاملًا، وساهمت الهيئة الهندسية بشكل كبير في رفع المخلفات، فضلا عن دورهم في تأمين الكنيسة.

حيث تولت فى البداية تم رفع وإزالة الطبقة المحترقة من المنشآت، ومخلفات الحريق مع ترميم الكنيسة من الداخل والخارج، وقد تسببت أعمال الحرق في خسائر فادحة بالاساسات، وهبوط أرضى بالمذبح.

وخلال جولة لـ"مصراوي" لتفقد منشآت الكنيسة رافقنا فيها القمص إسحاق، تابعنا التجهيزات الأخيرة للافتتاح، من تزيين المذبح وتجهيز مكان الصلوات، وصحن الكنيسة لاستقبال الضيوف في الافتتاح.

وأثناء ذلك كان الرعية في السويس والراهبات يترددون على الدير لتقديم التهاني على إتمام اعمال الصيانة وإعادة الدير كما كان من قبل، مع تقديم الهدايا العينية والتذكارية لراعى الكنيسة ووكيل المطرانية.

وتم تزويد الكنيسة بكاميرات مراقبة، في الداخل والخارج في إطار اعمال التأمين، كما مدت القوات المسلحة الكنيسة ببعض المنقولات، واستكملت الكنيسة باقي ما تحتاجه من اثاث ومقاعد.

y

ووفقا لما هو مدون في تاريخ الدير، وما يعرفه القساوسة، فيعود تاريخ إنشاء الكنيسة إلى المونسير باسكال فيوجيسيك الفرنسيسكانى، القاصد الرسولي على مصر في فترة تأسيس دير الراعي الصالح (سبتمبر 1860- أغسطس 1866) وقد طلب من الام المؤسسة ماري أوفرازي أن ترسل مجموعة من بناتها الراهبات الى السويس.

حيث كانت السويس من أهم المدن في ذلك الوقت نظرا لتنفيذ مشروع حفر قناة السويس وكُن يقيمن في بيت قديم لأحد المحسنين، لخدمة العاملين في حفر القناة.

وأثناء إقامتهن وافق الخديوي إسماعيل بموجب فرمان خديوى، أن تُعطى للراهبات قطعة أرض تصلح لبناء دير يقيمن فيه، ومن خلاله يقدمن خدماتهن للعاملين في حفر قناة السويس بلا أيه استثناءات.

وتم بناء مبنى صغير على قطعة الأرض، في 7 يوليو 1865، ليكون نواة لخدمات الراهبات اللاتي قدمنها من خلال مستوصف خيرى وفر الخدمات الطبية والعلاجية لكل محتاج من المصريين والأجانب، ثم تم إنشاء مدرسة صغيرة لتعليم الأولاد من مختلف الطبقات في ذلك الوقت، والتي ما زالت موجود حتى اليوم باسم مدرسة الراهبات الفرنسيسكان، وتضم فناء كبير تقام فيه الأنشطة الترويحية والثقافية للأطفال.

وقد أنُشات الكنيسة على يد الفرنسيين، وذلك بجانب الاشراف على حفر القناة، وإقامة بعض المنشآت لإدارة الحركة، مع إنشاء استراحات للمرشدين الأجانب ببورتوفيق، وبعد رحيل الفرنسيين تغيرت بعض الجوانب المعمارية بالكنيسة والدير لتواكب الطراز القبطي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان