أسرة عايشة في "عشة" بالغربية: كنا تحت خط الفقر ودلوقتي بنموت من الجوع

الغربية - مروة محمود:
عشة من الخشب مسطحة بالبلاستيك بناها "عطوة حماد" منذ 20 عاما للزواج بها بعد ما ضاقت يده في شراء عش الزوجية، عاش بها حتى أصبحت الأسرة مكونة من 5 أفراد .

داخل منطقة الكندلية تفترش الأسرة جالسة علي الأرض أمام العشة يساعدون عائلهم عطوة حماد في مهنته وهي تنجيد الصالونات القديمة وبيعها وأصوات ضحكهم تعلو غير مبالين بهموم المعيشة:" أصلها ماشية بستر ربنا " كما وصف منجد المنطقة .

يقول عطوة حماد لـ"مصراوي": " تزوجت منذ عشرين عاما داخل العشة وبنتها بإيدي في 5 أيام، كانت أول عشة بالمنطقة بعدما فشلت في شراء منزل أو شقة للزواج، وبعد تدهور الأحوال المادية وسوء المعيشة وارتفاع الأسعار أصبحت العشة مسكننا الذي لا نرغب في غيره".

يكمل حماد، أنه يعمل في تنجيد الصالونات القديمة وتساعده زوجته وبناته الاثنين بالعمل نهارا حتى يستطيع توفير قوت يومه بدخل أسبوعي يتراوح بين 300 و400 جنيه، قائلا: "كانوا الأول يكفوا مصاريف البيت والعيال لكن دلوقتي مش مكفين الأكل والشرب مع ارتفاع الأسعار والشغل مش كتير كل أسبوع ولا أسبوعين بعمل أنترية أو صالون ".

وعن ارتفاع الأسعار تقول نرجس محمد زوجته: الأسعار ارتفعت بشكل كبير وأصبحوا غير قادرين على شراء قوت يومهم حتى تم تقليل عدد الوجبات التي تتناولها الأسرة في اليوم حتي يكفيهم دخلهم، وتضيف:" أوقات بشتغل في تنظيف البيوت عشان أزود دخلنا بعد الأسعار ما ولعت، ومفيش مسئول حاسس بينا، احنا كنا تحت خط الفقر وأخيرا إحنا بنموت ".

واستكملت أنيسة حماد ، ابنة المنجد: "محدش يرضي يعيش العيشة اللي احنا عايشتها دي، العشة مترين بنام اتنين على السرير وتلاتة على الأرض واليوم اللي وراه نبدل، اتنين من اللي على الأرض يناموا علي السرير وهكذا طول حياتنا ".

وعن معاناة الأسرة في الحياة داخل العشة أضافت نهاد الأبنة الكبري للمنجد:" العشش مافيهاش كهرباء، نملأ جرادل المياه من حنفية المسجد خارج المنطقة وبنشلها على راسنا حوالي كيلو ونص كل يوم وبنقضي حاجتنا في جردل داخل العشة، متسائلة مين يرضي يعيش عشتنا ".

وطالبت الأسرة من الجهات التنفيذية النظر إليهم وتوفير مكان آدمي المعيشة وورشة لعمل عائل الأسرة حتى يتمكنوا من الحياة بكرامة بعيدا عن المعاناة وبطش الحياة .

يذكر أن محافظ الغربية اللواء أحمد ضيف صقر في محاولة لمواجهة مشاكل العشوائيات وقع اتفاقية مع المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، يوم 20 أغسطس 2016، وتضمنت الإتفاقية تطوير مناطق عديدة بمحافظة الغربية مصنفة من المناطق العشوائية منها منطقة الكندلية بمبلغ قدرة 20 مليون جنيه ، وحتى الآن لم يتم تطوير المنطقة .
كما وقع المحافظ إتفاقية أخرى يوم الخميس الماضي مع الدكتور أحمد عادل درويش نائب وزير الإسكان للتطوير الحضارى والعشوائيات، لاستئناف العمل فى تطوير منطقة "كندلية" بحي ثان طنطا والمصنفة كمنطقة خطرة من الدرجة الثانية والمتوقف العمل بها منذ أحداث يناير بتكلفه قدرها 94 مليون جنيه بتمويل من صندوق تطوير العشوائيات.
وتشمل اتفاقية تطوير المنطقة إنشاء 11 عمارة تضم 152 وحدة سكنية و28 محلا تجاريا ومن المقرر الانتهاء منها خلال عام ضمن خطة الحكومة للقضاء على المناطق العشوائية والأكثر خطورة.