بالصور.. مدير إسعاف الشرقية لـ"مصراوي": نتلقى 5 آلاف معاكسة يوميًا - (حوار)
مدير إسعاف الشرقية
حوار – فاطمة الديب:
"الفضل للمجموعة وليس للفرد.. لا يوجد مجد شخصي لأي منا، فالكل يبحث عن اتقان عمله في أسرع وقت ممكن لإنقاذ المريض أو المصاب".. بهذه الكلمات عبر الدكتور أحمد الشيخ، مدير مرفق إسعاف الشرقية، عن مدى حرص المُسعفين على الإرتقاء بمستواهم للحفاظ على حياة المواطنين والمصابين على حدٍ سواء.
وخلال حواره الأول مع وسائل الإعلام منذ توليه المنصب مديرًا لمرفق الإسعاف، كشف الدكتور أحمد الشيخ، لـ"مصراوي" عن أخطر الطرق الرئيسية (طرق الموت) الموجود بمحافظة الشرقية، وكذا الطرق الآمنة لتعامل المواطنين مع المرضى ومُصابي الحوادث قبل وصول سيارة الإسعاف، وإلى نص الحوار..
ما هي طبيعة عملكم؟
تعودنا دائمًا أن نعمل في نطاق مجموعة واحدة هدفها النجاح دائمًا في آداء عملها لإنقاذ المرضى والمصابين؛ فالإسعاف هو النقل السريع والآمن للمرضى والمصابين، دون حدوث أية مضاعافات، بهدف الحفاظ على حياتهم، والفضل للمجموعة وليس للفرد، فلا يوجد مجد شخصي لأي منا، والكل يبحث عن اتقان عمله في أسرع وقت ممكن لإنقاذ المريض أو المصاب.
حدثنا عن طبيعة عمل المُسعف؟
مُقدم الخدمة الإسعافية يعمل طوال اليوم تحت ضغط نفسي وعصبي، وعمله دائمًا طاريء ودون سابق إنذار؛ حيث أنه طوال فترة العمل لا يستطيع مزاولة حياته الطبيعية مثل باقي البشر، وقد يتواجد طاقم الإسعاف بأماكن متفرقة يَصعُب فيها الحياة الطبيعية، فضلًا عن التعرض لأحداث ومناظر شديدة الصعوبة، ما يجعله دائمًا تحت ضغط شديد طوال الوقت.
هناك شكاوى دائمًا من تأخر وصول سيارات الإسعاف إلى موقع البلاغ.. فما تعليقكم على ذلك؟
ما لا يعرفه معظم المواطنين أن طبيعة عمل المُسعف تفصل ما بين الخدمات الطارئة مثل "الحوادث، والأزمات القلبية، والجلطات"، والخدمات الأخرى الغير طارئة، مثل نقل مريض من كان إلى آخر، حيث أن المدة القصوى لوصول سيارة الإسعاف في الحالات الطارئة تصل إلى 8 دقائق، وترتفع إلى 12 دقيقة في القرى النائية والبعيدة، وهي مدة قريبة إلى حد كبير مع متوسط الفترة الزمنية العالمية لوصول سيارات الإسعاف إلى موقع البلاغ، فيما قد يتأخر الوصول حوالي 90 ثانية في حالة الإبلاغ عن طريق الهاتف المحمول؛ حيث أن الإشارة ربما يتم التقاطها في محافظة أخرى، قبل أن يتم إبلاغنا بها في غضون تلك المدة، ونؤكد على الموطنين دائمًا بضرورة الإبلاغ بالإسم ورقم الهاتف الذي تتم المتابعة من خلاله، مع تحديد موقع الحادث، وذكر عدد المصابين بدون مبالغة أو تهويل، مع ذكر نوع الحادث والإصابة.
ما النصائح التي توجهها لمن يرغب في مساعدة المصابين قبل وصول سيارة الإسعاف؟
دائمًا ما ننصح المواطنين المتواجدين بمكان الحادث بالحفاظ على أمنهم، ومن ثم أمان موقع الحادث والمصاب؛ وفي حالة التعامل مع المصاب يجب أن يكون هناك عازلًا بينهم وبين دم المصاب، وإذا تلاحظ أن مكان الحادث غير آمن، يُنصح بعدم التدخل، وسحب المصاب سريعًا إلى مكان آمن قدر الإمكان، وإذا كان المُصاب واعيًا لما يحدث حوله يمكن متابعة فحصه، ويمكن التأكد من ذلك بمحاولة التحدث إلى المصاب.
كم عدد حوادث الطرق التي وقعت بنطاق المحافظة خلال عام 2016.. وما هي أخطر الطرق؟
المحافظة شهدت خلال العام الماضي 12 ألف و729 حادث مروري، كان النصيب الأكبر من تلك الحوادث واقعً بـ 3 طرق رئيسية، تُعد هي الأخطر على على مستوى المحافظة، وهي: "بلبيس – العاشر من رمضان"، و"العاشر من رمضان – إسماعيلية الصحراوي"، و"الصالحية الجديدة – الصالحية القديمة"، فيما تم تلبية 31 ألف و940 خدمة إسعافية طارئة، بالإضافة إلى 29 ألف و59 خدمة إسعافية غير طارئة، فضلًا عن تحويل 12 ألف و236 حالة بين المستشفيات المختلفة بنطاق المحافظة.
حدثنا عن الإمكانات الموجودة لدى مرفق إسعاف الشرقية؟
جاهزون دائمًا للتعامل الفوري مع أي حالات نقل أو إسعاف مرضى أو مصابين، حيث أن لدينا 149 سيارة إسعاف، موزعة على عدد من النقاط بمختلف قرى ومراكز المحافظة وفقًا للخدمات الموجودة في كل مكان، كما يوجد لدينا 5 سيارات "حضانة"، وسيارة أخرى بها 4 "ترولي" وهي خاصة بإسعاف الكوارث، حيث يمكنها حمل أربعة ضحايا دُفعة واحدة.
كيف يتم التعامل مع المعاكسات التي يتم تلقيها ضمن البلاغات اليومية؟
نتلقى حوالي 10 آلاف مكالمة يوميًا، لا تتعدى البلاغات الصحيحة منه حوالي 300 بلاغ، فيما يتخطى عدد المعاكسات 5 آلاف معاكسة يوميًا، وهو ما يؤثر بالسلب على خدمة المواطنين؛ من كثرة البلاغات الكاذبة وكثرة خروج سيارات الإسعاف لبلاغات وهمية، فضلًا عن المعاكسات اليومية، والتي تؤثر بالسلب هي الأخرى على متلقي البلاغات بغرفة العمليات الرئيسية، من تحمل أعباء كثرة المعاكسات، وحتى الآن لا توجد آلية لمنع أو تجريم تلك المعاكسات.
متى يتم تطبيق نظام التتبع "GBS" بنطاق محافظة الشرقية؟
خلال الأيام القليلة المقبلة بإذن الله.. وبالمناسبة هو نظام هام جدًا ويُعد إضافة كبيرة إلى الموطنين والمُسعفي على حدٍ سواء؛ حيث نتمكن من خلاله من تحديد مكان سيارة الإسعاف، وبالنسبة للمواطنين يمكنهم من طلب الخدمة من خلال تطبيق خاص بالهواتف النقالة، ما قد يُساهم في زيادة نسبة البلاغات الصحيحة الواردة إلينا.
هل يوجد إسعاف طائر بمحافظة الشرقية؟
إذا كان المقصود من السؤال هو الإسعاف بالطائرات، فالإجابة لا، حيث أنه يوجد طائرتان فقط في جمهورية مصر العربية، ولا توجد أيمنهم على قوة مرفق الشرقية، أما إذا كان المقصود بالسؤال الإسعاف السريع الآمن "النموذجي" فيوجد لدينا 136 سيارة إسعاف نموذجية، فيما يتم تجهيز 13 سيارة أخرى خلال الأيام القليلة المُقبلة.
ما هو أصعب حادث رأيته خلال توليك إدارة المرفق ولا يمكن نسيانه؟
بالتأكيد حادث انهيار عقار منيا القمح، المكون من ستة طوابق، على قاطنيه، والذي راح ضحيته 9 أشخاص بينهم سبعة أطفال، وأصيب 7 آخرين، وهو من أبشع الحوادث التي لا يُمكن نسيانها؛ حيث ظللنا 4 أيام متواصلة بدون راحات أمام العقار المُنهار، في انتظار خروج باقي المصابين وجثامين الضحايا.
حدثنا عن نماذج مُشرفة لأمانة المُسعفين؟
في 30 ديسمبر الماضي، وقع حادث تصادم بين سيارتين بطريق "الصالحية الجديدة – الصالحية القديمة" حيث أصيب شخصان يستقلان إحدى السيارتين، فيما توفي قائد السيارة الأخرى، وقتها حضرت سيارتين إسعاف، نقلت إحداهما المصابان، فيما حملت الأخرى جثة المتوفي، وأثناء نقل الأخير اكتشف المُسعف، الذي كان بمفرده وقتها، وجود مبلغ مالي خاص بالمتوفي (حوالي 167 ألف جنيهًا)، ولأمانته أبلغ عن ذلك، وتم تسليمهم للشرطة لتسليمهم لأسرة المتوفي، وفي حادث آخر عثر طاقم سيارة إسعاف بوحدة القرين على مبلغ 12011 ريال سعودى، وشنطة بها 108 آلف جنيه مصري، و2 هاتف محمول سامسونج، ومتعلقات شخصية كثيرة، حيث تم الحافظ على الأموال والمتعلقات حتى تسليمها لزوجة المتوفى، وهذه مجرد أمثلة يوجد غيرها الكثير، حيث تعودنا دائمًا على الأمانة في التعامل مع المرضى والمصابين ومتعلقاتهم.
فيديو قد يعجبك:
