عجز في الدواء والأطباء.. الوادي الجديد تنتظر الإسعاف
الوادي الجديد – محمد الباريسي:
لضعف الخدمات الطبية بها ووجود عجز صارخ في العديد من التخصصات الطبية المختلفة، وعدم وجود الدواء في كثير من الأحيان، يضطر الأطباء بمحافظة الوادي الجديد إلى تحويل العديد من المرضى لمستشفيات الجامعة بمحافظة أسيوط وهي الأقرب للمحافظة.
في الآونة الأخيرة، وضعت الهيئة العامة للإسعاف شروطا اعتبرها أهالي المحافظة والأطباء أنها صعبة ولا تتناسب مع طبيعة المحافظة وظروفها التي تضطر في كثير من الأحيان.
يقول ممدوح فؤاد مشرف نشاط بمدرسة أبوطرطور للتعليم الأساسي بالخارجة: "والدتي مريضة بسرطان في الرئتين وتم حجزها بالعناية المركزة، ولكن الحالة تدهورت وعندما طلبت من الأطباء تحويلها رفضوا لأنه لا يوجد طبيب متخصص يحول الحالة لأسيوط، لإجراء عملية شفط للمياه من داخل الرئتين والتي امتلأت تماما، وعندما أصررت على التحويل أبلغوني أن أدفع 450 جنيها، على نفقتي الخاصة لتحويلها لأسيوط، ولكن للأسف لا يوجد طبيب أورام بالمستشفى".
أما عبدالله محمود، من قرية بغداد التابعة لمركز باريس، فيقول إن شقيقته أصيبت بتسمم وتم نقلها لمستشفى الخارجة العام وعندما طلبنا تحويلها لأسيوط رفضوا، وأخبرونا أنه سيجري علاجها بالمستشفى، ولكن كيف يتم علاجها ولا توجد وحدة سموم بالمستشفى.
وأوضح مصطفى كمال أحمد، موظف، أن شقيقه أصيب بجلطة في المخ وتوجه به لمستشفى الخارجة العام وللأسف لم نجد بالمستشفى حقن إذابة الجلطات، وعندما طلبنا تحويلنا لأسيوط طلبت الإسعاف منا توفير طبيب عن طريق المستشفى وللأسف لا يوجد أطباء وأصبح عجز الأطباء عائق أمام إنقاذ حياة أخي، ورفض الإسعاف جاء من خطورة الحالة والتي تخشي هيئة الإسعاف عدم إنقاذ حياته إذا تعرض لأي مشكلة بالطريق.
وقال الدكتور محمود مهدي، مدير مستشفى الخارجة العام، في لـ"مصراوي"، أن عملية التحويل في البداية لابد أن تكون من رأي الطبيب حسب حالة المريض، ولا يكون التحويل وفق أهواء وآراء أهل المريض أو المريض نفسه، وهناك بعض الحالات يتم تحويلها بدون طبيب، وكل ذلك حسب الحالة الفنية التي يقررها الطبيب المحول للحالة.
ويؤكد مهدي أن الإسعاف غير خاضعة لسلطة مدير أي مستشفى، وهناك هيكل تنظيمي يتم من خلاله تحويل الحالات من خلال أرقام غرف الطوارئ التي يجري تحويل الحالات من خلالها إلى أسيوط أو غيرها، فمثلا في حالات الحوادث يتم ذلك وفق أجهزة اللاسلكي الموجودة مع كل سيارة، ويتم التحويل مباشرة دون الرجوع للمستشفي خاصة إذا كان مكان الحادث قريب من أسيوط، حرصًا علي حياة المريض، ولكن للأسف فإن أهل المريض او من يرافقه يحاول أن يفرض رأيه الفني والطبي ويطلب بشدة تحويل المريض وخاصة أن هناك حالات لا تستدعي التحويل مطلقا، ويتم التعامل معها داخل المستشفي بكل رعاية واهتمام.
ويضيف أحمد حمدي، مفتش مرفق إسعاف الداخلة، أن عملية التحويل تتم بصفة يومية من المحافظة بأكملها إلى أسيوط وأحيانا إلى القاهرة، وأغلبها بالمجان، ويتم تحويل ما يقرب من 10 حالات يوميا، وأن التسعيرة للإسعاف حتى الآن 450 جنيها من مركز الخارجة إلى أسيوط وبقيمة 900 جنيه من الداخلة إلى أسيوط للحالات الخاصة، وأن المحافظة مستثناة من قرار وزير الصحة الجديد الذي يكلف المريض أضعاف هذا المبلغ.
ويشير الدكتور محمود البيطار، مدير مرفق إسعاف الوادي الجديد، أن عملية التحويل جرى وضع شروط لها من جانب الهيئة العامة للإسعاف، كلها لمصلحة المريض أولًا فلا يتم تحويل المريض إلا بوجود طبيب مرافق في عدد من الحالات مثل حالات الإصابة بنزيف المخ والهياج العصبي وأمراض القلب والغيبوبة، لأنه ليس من حق المسعف المرافق للحالة التدخل لإنقاذ حياة المريض عن طريق أخذ القرار بأن يعطي له حقنة معينة ولكن هذا يتم بوجود الطبيب فقط، وأن سلامة المريض هي غايتنا أولاً، وان الإسعاف منوطة بسلامة المريض وليست ميكروباص لنقل الحالات.
ويوضح البيطار، في تصريح لـ"مصراوي"، أنه في حالة وجود نقص حاد في الأطباء يتم كتابة إقرار من المستشفى بتحملهم مسؤولية المريض، وأن بعض الحالات تعرض للوفاة أثناء عملية التحويل، وحرصا منا على عدم تعرض المريض لمخاطر الطريق وخاصة أن بعض الحالات يستغرق أكثر من 8 ساعات لوصوله لأسيوط من مركز الفرافرة، فالمسافة والوقت كبيرين يتم التعامل وفق هذه الشروط.
وأضاف البيطار، أنه في حالة تحويل المرضى على نفقتهم الخاصة يجري إحضار تقرير طبي وصورة البطاقة الشخصية للمريض أو مرافقه حتى لا تستغل سيارات الإسعاف في عمليات مخالفة أمنيا، وان سيارة الإسعاف لها احترامها علي الطريق ولا يتم تفتيشها في أغلب الأحيان ولكن علينا أن نضمن سلامة الذين يتم تحويلهم أمنيًا في المقام الأول.
فيديو قد يعجبك: