إعلان

بالصور - منزل "عرب كلي" تحفة معمارية تحولت لمتحف بالبحيرة

03:08 م الأحد 22 أكتوبر 2017

البحيرة – أحمد نصرة:

عندما يَستقر بك الحال في الدور العلوي، لن تغادر إلا إذا نبهك أحدهم إلى انتهاء موعد الزيارة، المعمار الآخاذ، والمعروضات التي تسافر بك إلى زمن جميل، دليل حي على نضال وبسالة شعب عظيم.

هكذا وصف الفنان علي سعيد، مدير متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، ومؤسس مبادرة "عيش رشيد" سحر المكان بمنزل "حسين عرب كُلّي" أو متحف رشيد.

شيد المنزل في القرن الثامن عشر الميلادي كمعظم منازل رشيد الأثرية، وهو المنزل الخاص بمحافظ رشيد في فترة من الفترات "حسين عرب كُلّي"، ويعتبر أكثر البيوت ديناميكية وحركة، يعتبر شاهدًا حيًا على عظمة هذه الفترة في الأثاث والعمارة.

قال أحمد حبالة مدير آثار شمال رشيد، يطل المنزل بواجهة جانبية جنوبية على شارع الجيش، والواجهة الرئيسية الشرقية تطل على شارع عرب كلي، والواجهة الجانبية الغربية تطل على شارع وكالة القنصل، أما الواجهة الخلفية الشمالية فتطل على شارع صغير يصل ما بين شارع عرب كلي ووكالة القنصل، وتفرد المنزل بواجهاته الأربعة عن منازل رشيد الأثرية القائمة إلى الآن.

وأضاف: "تم اختيار منزل عرب كلي نظرًا لكونه من أكبر المنازل الباقية بمدينة رشيد ولموقعه المتميز وقيمته الأثرية، أن يكون متحفًا حربيًا لمدينة رشيد تخليدًا لذكرى انتصار المدينة الباسلة على حملة "فريزر" وافتتح المتحف الرئيس جمال عبدالناصر عام 1959.

في عام 1985 جرى تطوير المتحف وإثرائه بالمعروضات التي تعبر عن تاريخ مدينة رشيد، وأضيفت إليه الحديقة المقابلة للمنزل لتصبح حديقة متحفية للعرض المكشوف للقطع الأثرية المكتشفة بالمدينة، كما تم تطويره عام 1999.

الطراز المعماري

يعد المبنى رمزًا متكاملًا لمنازل رشيد العريقة التي تميزت بطراز معماري خاص وفريد، يختلف عن غيره من أنماط البناء، ويتكون من أربعة طوابق تبرز خصائص العمارة والفنون الإسلامية، في الطابق الأرضي شادر وله أسقف عبارة عن قبوات متقاطعة فيما عدا حجرة الصهريج فسقفها خشبي، والطابق الأول للرجال وبه حجرات لها شبابيك من المصبعات الحديدية، تعلوها مناور من الخرط المعقلي.

أما الطابق الثاني، فيه شبابيك من الخرط، ويتصدر الصالة إيوان خشبي وبسقفها منور وبه حمام مسقوف بقبه مفرغة مزججة، كما يوجد به حوض رخامي، وبجوار الحمام توجد دكة للاستراحة وباب يؤدي إلى حجرة النوم.

ثم يأتي الطابق الثالث ومخصص لسكن الحريم وصاحب الدار، وأخيرًا الطابق الرابع أو السطح الذي كان مخصصًا للجلسات الخلوية صيفية.

ومن أهم ما يميز المنزل، نوافذ ذات مسطبات حديدية بالطابق الأول ووجود مشربيات لحجب الأنظار‏، وشخشيخة وسط الطابق الثاني من الزجاج الملون لإدخال الضوء إلى الدار وحجب الهواء والأتربة.

معروضات المتحف

قال سعيد رخا مدير متحف رشيد: "يضم المتحف مقتنيات ونماذج تبرز كفاح شعب رشيد والمعارك التي خاضها ضد المستعمر الفرنسي والإنجليزي وتتضمن نماذج وصور للمعارك وللحياة الأسرية في رشيد والصناعات الحرفية الشعبية ومخطوطات وأدوات للحياة اليومية، بالإضافة إلى نسخة من حجر رشيد الذي كشف عنة عام 1799م، ومجموعة من الأسلحة من القرنين 18م,19م كما يعرض بالمتحف بعض الآثار الإسلامية التي كشف عنها مؤخرًا في رشيد كعملات إسلامية وأواني فخارية".

وقال محمد علي – باحث أثري: "تم تخصيص الطابق الأرضي لعرض بعض الوثائق المهمة بمدينة رشيد ومنها اتفاقية الجلاء بين الحملة الفرنسية والإنجليزية والدولة العثمانية، وصورة من وثيقة زواج الجنرال مينو القائد الثالث للحملة الفرنسية من زبيدة البواب".

وأضاف: "في الطابق الثاني‏ تعرض به بعض المنتشلات الأثرية من السفن الغارقة منها العملات بأنواعها‏، وبعض لوحات الجرافيك‏، وبعض الأسلحة منها السيوف العثمانية المكفتة بالذهب والفضة وأخرى للقدارات والطبنجات المكفتة والمطعمة بالعاج بينما زينت الجدران لوحات للمقاومة الشعبية لأهالي رشيد من الجرافيك"‏.

وأكمل: "أما الطابق الثالث فخصص لعرض الحياة اليومية لساكني المنزل إلي جانب مجموعة من أثاث رشيد المتميز،‏ والأواني والمقتنيات المنزلية"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان