بالصور- منطقة أتريب الأثرية ببنها "خرابة".. وأهالي: "بنحلم بمتحف"

القليوبية - أسامة علاء الدين:

تحوّلت منطقة أتريب الأثرية بمدينة بنها في محافظة القليوبية، إلى مقلب للقمامة ووكر للبلطجية ومتعاطي المخدرات والخارجين عن القانون، خاصة في أوقات الليل، بسبب عدم اهتمام المسئولين في المحافظة بها ووضعها على الخريطة السياحية، بحسب آراء مواطنين بالمحافظة.

وذكر كثيرون، أن العشرات من القطع الأثرية سُرقت ونُهبت من تلك المنطقة، والتي تبلغ مساحتها أكثر من 3 أفدنة، وتعرضت كذلك للحفر العشوائي من البعثات الأثرية في أزمنة متعاقبة، كانت أولاها بعثة أرسلتها الحملة الفرنسية في عهد نابليون بونابرت، ثم العديد من البعثات البولندية والبريطانية...

وكانت نتيجة ذلك كله، أن بعضًا من آثار تلك المنطقة توجد الآن في متحف برلين والمتحف الفرنسي ومتحف اللوفر ومتحف الإسكندرية ومتحف الزقازيق، فيما حُرمت محافظة القليوبية من آثارها، حتى تبخر الحلم بإنشاء متحف لضم آثار المحافظة المتفرقة والمتناثرة.

عادل جاد، أحد سكان مدينة بنها، أكد أنه جرى استخراج بعض المقتنيات والعملات الأثرية من منطقة تل أتريب، ولم يتبق من آثار هذه المدينة التاريخية إلا التلال وبقايا قطع أثرية، وأعمدة وتابوت من الحجر الجيري ومقبرة واحدة مغلقة، لافتا إلى وزارة الآثار فرطت في تلك المنطقة، والتي استحوذ عليها أصحاب الأبراج العملاقة، الذين استباحوا تلك المنطقة وشرعوا في بناء الأبراج، منها مبنى يوجد به مكتب الحرية والعدالة سابقًا، ومنزل ومكتب محسن راضي، أمين الحزب والمسجون على ذمة قضايا إرهاب حاليًا.

ووافقه الرأي أشرف خليل، مواطن بمدينة بنها، الذي أضاف أن منطقة أتريب تشهد تعديات بناء على حرم المنطقة وإلقاء مخلفات القمامة واستخدامها في الأعمال المنافية للآداب والقانون، استغلالاً لغياب الرقابة من "آثار القليوبية" والتي اكتفى مسئولوها بالجلوس في المكاتب، تاركين الآثار لكل من هب ودب، بحسب قوله.

وأكد على تحول المنطقة لمأوى لتجار المخدرات والبلطجة، مشيرًا إلى أن وزارة الآثار لم تفعل شيئًا لحمايتها، بدليل صدور قرار بإقامة سور حول المدينة لحمايتها من قُطاع الطرق، ومدمني المخدرات، ومحاولة إعادة قيمتها الأثرية.

من جانبه، قال مازن محمود، إن أحوال المنطقة شديدة السوء، مطالبًا المسئولين بالتدخل العاجل، والعمل على إنشاء سور يحيط بالمنطقة؛ لحمايتها من الخارجين عن القانون والمنحرفين .

يذكر أن الدكتور خالد العناني وزير الآثار، أكد خلال زيارته إلى المحافظة في بداية عام 2017، أنه لا يوجد ميزانية من الدولة إلى وزارة الآثار لإنشاء متحف يضم جميع الآثار المتناثرة في محافظة القليوبية والمحافظات الأخرى، مشيرًا إلى أن تكلفة إنشاء المتحف تتراوح قيمته ما بين 40 إلى 50 مليون جنه، وهو مالم يكن متوافرًا لدى الوزارة في الوقت الحالي.

وأوضح العناني، أنه جرى التنسيق مع المحافظة لتوفير مكان جاهز ومتميز لعرض كافة الآثار، مقابل تعويض المحافظة بقطعة أرض تابعة للوزارة.