لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور - "نخّالة الوادي الجديد".. للنخيل حرس وللبلح كرامة

10:32 ص الأربعاء 04 أكتوبر 2017

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

تضم محافظة الوادي الجديد، مليوني نخلة، وأكثر من 40 مصنعًا وثلاجة بلح، لتصنيع وحفظ المحصول، عقب استلامه من "النخالة"، الذين ينتهي دورهم بتسليم المحصول، عقب حصاده.

"مصراوي" التقى أحد النخالين بقرية بولاق جنوب مدينة الخارجة، التي تشتهر بإنتاج محصول البلح الصعيدي، أو السيوي، للتعرف على طبيعة المهنة، التي ارتبط اسمها بأشجار النخيل.

صلاح سالمان، مزارع من قرية بولاق بمركز الخارجة قال لـ"مصراوي"، إن "النخالة" مهنة أغلب سكان الواحة، نظرًا لأنها أصل زراعة النخيل في الواحات، ويمتهنها أغلب سكان المنطقة، وهي مهنة متوارثة من الأجداد الذين سكنوا المنطقة منذ قديم الأزل.

وأضاف صلاح، أن المهنة تتركز عن زراعة المحصول وكيفية الاهتمام بالنخلة أو ما يطلق عليها باللفظ المحلي " كرامة النخل"، وهى مهنة لها صعوبات كثيرة خاصة في فترة تدلية عراجين النخيل، وحصاد المحصول.

وأوضح صلاح، أن النخّال يتعرض في أغلب الأحيان، لمخاطر الإصابة بالشوك في مناطق متفرقة بالجسم أثناء عمله أعلى رأس النخلة، قد تصل أحيانًا إلى الإصابة بالكسور في حال سقوطه من أعلى النخلة أو الموت، إذا سقط على رأسه من أعلى النخلة في حالة الصعود دون استخدام "البطان"، وهو حزام مصنوع من أحبال ليف النخيل، وحديثًا يجري صناعته من الحبال البلاستيكية، وهو يلتف حول وسط النخال أثناء صعوده للنخلة حتى يحميه من خطر السقوط ويمكنه من الالتفاف حول جسم النخلة نفسها.

يضيف قائلًا: "إن النخال يستطيع أن يعرف موعد زارعة النخلة الصحيح وهو في شهر مارس من كل عام، وأثبتت الدراسات الحديثة، أنه الموعد الصحيح لزراعة أشجار النخيل".

كما لفت، إلى أن النخال يظل يراعي النخلة لمدة تتراوح من 5-6 سنوات حتى تبدأ النخلة في طرح المحصول والذي تبدأ بشائره عقب 4 سنوات من الاهتمام بالنخلة، وتسمى هذه الفترة باللغة المحلية " كرامة النخلة"، أي فترة الاهتمام بها من حيث توقيت الري والتسميد والنظافة وتلقيحها بما يسمى "كوز النخيل"، وهو اللقاح الذي يجلب من أشجار نخيل ذكور، وتوضع داخل أشجار نخيل إناث حتى يخرج البلح بشكل متكامل وصحيح".

أكد صلاح، أن النخالة مهنة ترتكز في واحة الخارجة وقراها عن باقي واحات الوادي الجديد، لذلك يجري الاستعانة بهم من أهالي باقي مراكز المحافظة خاصة مركزي باريس والداخلة وبلاط، أما الفرافرة فلديهم خبرة مقبولة في زراعة النخيل، حيث يشتهرون أكثر بزراعة الموالح والزيتون والمشمش بينما أهالي الداخلة يشتهرون بتربية الثروة الحيوانية ومنتجات الألبان.

وتابع: "إن مهنة النخالة كانت معرضة في الفترة الماضية لخطر الاندثار بسبب عزوف الشباب عنها في الفترة الأخيرة، وعقب ارتفاع سعر محصول البلح بشكل مقبول حرص الشباب في الفترة القليلة الماضية على العمل بها، وتعلم تفاصيل المهنة في ظل وجود بطالة وعدم وجود فرص عمل، وبدأ الشباب والجيل الحالي يعملون مع الآباء والأجداد، حتى يستطيعون مواجهة أعباء الحياة والزواج، حيث يطلق أهالي الواحة موسم حصاد البلح في شهري أغسطس وسبتمبر من كل عام "موسم الدميرة"، وهو موسم الزواج في المحافظة نظرًا للعائد من عملية بيع محصول البلح.

ويؤكد، أن مهنة النخالة تحتاج إلي صبر حتى يمكن تعلمها وتحتاج سنة متواصلة حتى يعرف من يريد تعلمها أصول المهنة.

من ناحيته، أكد وكيل وزارة الزراعة بالوادي الجديد، الدكتور مجد المرسي، أن الوزارة والمديرية تولي اهتمامًا بمزارعي الوادي الجديد خاصة بمحصول البلح، نظرًا لأنه المحصول الاستراتيجي للمحافظة، فجرى وضع حجر أساس لمركز تدريب "النخالين" بمدينة موط بمركز الداخلة أمس الأول، بحضور الدكتور عبدالمنعم البنا، وزير الزراعة ومحافظ الإقليم، اللواء محمد الزملوط خلال احتفالات المحافظة بعيدها القومي، بتمويل مشترك من وزارة الزراعة ومنظمة " الفاو" العالمية لتدريب مزارعي مركزي بلاط والداخلة علي المهنة، نظرا لان مهنة النخالة ليست منتشرة بالمركزين أسوة بمركز الخارجة، وبهدف تدريب المراعين علي الطرق العلمية الحديثة وتعريفهم بالاهتمام بمحصول البلح.

أضاف المرسي، لـ"مصراوي"، أن منظمة "الفاو" نظمت على مدار العام الجاري، أكثر من ندوة وورشة عمل لتدريب المزارعين علىى مهنة "النخالة"، في مناطق متفرقة بالمحافظة للحفاظ على المهنة وتنميتها وتعريف المزارعين بأحدث الأبحاث العلمية التي تتعلق بزراعة النخيل بما يحقق عائدًا اقتصاديًا مجزيًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان