لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"مي" نزفت حتى الموت في مستشفى خاص بالإسكندرية (القصة الكاملة)

02:15 م الأربعاء 04 أكتوبر 2017

الإسكندرية – محمد عامر ومحمد البدري:

لم يدر في مخيلة "مي" أن اليوم الذي انتظرته طوال 9 أشهر كاملة، لتضع بعده مولودتها الثانية سيجعله الإهمال آخر أيام حياتها، ليسجل موظف مكتب الصحة شهادتين بتاريخ 1 أكتوبر، الأولى لميلاد الأبنة، والثانية لوفاة الأم.

عقارب الساعة كانت تقترب من الثامنة مساء، آلام شديدة، تعرفها كل سيدة حامل، إنها علامات الولادة، غادرت "مي" 28 عامًا، منزلها سريعًا بصحبة زوجها وطفلها "ياسين" 4 سنوات.

دقائق قليلة مرت حتى وصلت "مي" من سيدي كرير بالساحل الشمالي إلى عيادة الدكتورة "ح. أ" استشاري النساء والتوليد بمنطقة الهانوفيل غربي الإسكندرية، بعد أن زفت إلى والدها ووالدتها الخبر السعيد ليلحقوا بها إلى هناك.

"من عيادة الطبيبة إلى مستشفى خاص شهير بالعجمي دخلت مي غرفة العمليات لوضع طفلتها طبيعيًا دون جراحة قيصرية، ومرت ساعة كاملة أخبرتنا بعدها الممرضة أنها وضعت طفلة بحالة جيدة".. يحكي الأب دكتور صيدلي "ص. أ. ال" تفاصيل واقعة وفاة ابنته.

مر وقت طويل عقب الولادة لم تخرج "مي" من غرفة العمليات، ومع كثرة السؤال عن حالتها جاء الرد: "هي بخير وفي أحسن حال"، قبل أن تتبدل حالة الهدوء بالمستشفى إلى حركة مريبة.

وقال "الأب": "أخيرًا أخبرونا أن مي تعرضت لنزيف شديد بعد الولادة، علمنا بعدها أنه بسبب قطع الطبيبة لشريان أثناء الولادة.. وتحتاج لنقل دم.. وسيتم إجراء تحاليل لمعرفة فصيلة الدم".

رفضت تشريح بنتي

"كيف لطبيبة، أن تجري عملية ولادة لمريضة لا تتأكد من توافر كافة التجهيزات وتعرف فصيلة دم المريضة وتستعين بطبيب تخدير وغيرها من التجهيزات؟ يتساءل الأب، قائلًا: "كل ده محصلش.. ومع استمرار النزيف لأكثر من 4 ساعات وتدهور حالة ابنتي حاولوا التخلص من المسؤولية بنقلها بواسطة سيارة الإسعاف إلى مستشفى الشاطبي للولادة لتتوفى عقب وصولها".

ويتمالك الأب دموعه خلال حديثه لـ"مصراوي" قائلًا: "رفضت عمل محضر بالواقعة خوفًا من تشريح جثة بنتي.. لكني أناشد وزارة الصحة التحقيق في الواقعة مع الطبيبة والمستشفى الخاص.. وحسبي الله ونعم الوكيل في الطبيبة".

"يتموا طفل وطفلة"

"مي وصلت مستشفى الشاطبي في عداد الموتى ولم تغادر ممر الاستقبال لتخرج علينا الطبيبة، وتخبرنا بوفاتها قبل أن تختفي وتغادر المستشفى من الباب الخارجي".. قال "م. ص" شقيق الضحية.

وأشار شقيق الضحية إلى أن المستشفى الخاص، حاولت التخلص هي الأخرى من المسؤولية وطالبت والدتها بالتوقيع على إقرار باستلام الطفلة ومغادرة المستشفى، قائلًا: "مستشفى الشاطبي سلمنا تقرير بأن الوفاة بسبب نزيف ما بعد الولادة".

وأضاف: "أختي ماتت بسبب إهمال دكتورة ومستشفى ويتموا طفل وطفلة لم ترى والدتها.. أنا أختي راحت للي خلقها وربنا يتقبلها شهيدة.. وكتبت تدوينة بالواقعة كلها على "فيس بوك" عشان يتحاسب اللي كانوا السبب".

نزيف ما بعد الولادة

الدكتور أحمد عثمان، عميد كلية الطب جامعة الإسكندرية، ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، أوضح إن المريضة وصلت لمستشفى الشاطبي، الساعة الواحدة صباح يوم الجمعة الماضي، بصحبة الطبيبة المعالجة وطبيب عناية مركزة من خلال سيارة إسعاف قادمة من مستشفى خاص.

وأشار"عثمان" في تصريح لـ"مصراوي"، إلى أن المريضة لم يكن بها أي علامات حيوية والنبض متوقف وتم عمل محاولات لانعاش القلب وتنفس لمدة ساعة إلا ربع وفق الأعراف الطبية المتعارف عليها ولكنها باءت بالفشل.

وأضاف رئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية بالإسكندرية، أنه لم يتم عمل تذكرة استقبال للحالة بل تذكرة دخول فقط وتقرير طبي أولي بأن الوفاة بسبب نزيف ما بعد الولادة.

إرخاء الرحم السبب

وتابعت الطبيبة: "ووقفت معاهم ونقلولها كيس دم بس القلب توقف وحاولوا إنعاشه بس للأسف ضعيف وبعدها أخبرنا الأهل أنها توفت وأخدوها ودفنوها وبعد 4 أيام الشير والفيس بقى وتحابيش".

غرفة بـ 600 جنيه

وبالرجوع إلى الدكتور"هـ. ال" مدير المستشفى الخاص بالعجمي، قال إن الطبيبة لا تعمل بالمستشفى وقامت بحجز غرفة خاصة للمريضة وأخرى للعمليات مقابل 600 جنيه وحضرت مساء الخميس ومعها المريضة لإجراء عملية ولادة.

وأضاف مدير المستشفى في تعليقه على الواقعة: "بعد الولادة حصل نزيف وأحضرت الطبيبة أخصائي نساء آخر زميل لها وقرروا تحويل الحالة لمستشفى الشاطبي للولادة"، مؤكدًا أن إدارة المستشفى تقوم بتوفير حجرة العمليات والإقامة والمستلزمات أما أي شئ آخر فهو خاص بالطبيب المعالج - على حد قوله.

إغلاق المستشفى

"مي" لا تعد الحالة الأولى التي تتوفى أثناء الولادة بالمستشفى المذكور، بالعجمي، ففي 15 فبراير العام الماضي، أصدر الدكتور مجدي حجازي، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، توصية لمحافظ الإسكندرية بإغلاق المستشفى لمدة شهر، بعد وفاة حالة ولادة قيصرية بسبب خطأ في التخدير.

وقرر وكيل وزارة الصحة - وقتها- إحالة الواقعة إلى لجنة آداب المهنة بنقابة الأطباء ومخاطبة عميد كلية الطب لتشكيل لجنة من أساتذة أمراض النساء والتوليد لبيان مدى وجود إهمال طبي من عدمه.

وارد يكون خطأ طبيب

وردًا على الواقعة، قال الدكتور طارق شلبي، مدير إدارة العلاج الحر بمديرية الشئون الصحية بالإسكندرية - التي سبق وعاينت المستشفى محل الواقعة - إنه لم يتلق أي شكوى رسمية من أسرة المتوفية، وفي حالة تقدمهم بشكوى سيتم التحقيق فيها فورًا.

وحول الإجراءات المتبعة في تلك الحالات، أوضح "شلبي" أنه يتم تشكيل لجنة من أساتذة النساء والتوليد بكلية طب جامعة الإسكندرية لمتابعة التقارير وفحص المستشفى وكل ما يتعلق بالواقعة لبيان وجود إهمال من عدمه.

وأضاف مدير إدارة العلاج الحر بمديرية الشئون الصحية بالإسكندرية: "ليس بالضرورة أن تكون المستشفى السبب.. وارد أنه يكون خطأ الطبيب"، مؤكدًا أن المستشفى مجهزة لاستقبال تلك الحالات - وهو ما يتناقض مع روايات الأسرة والطبيبة نفسها حيث أن نقل الدم استدعى تحويل المريضة لمستشفى الشاطبي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان