لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أقدم قصاص أثر في الجيش لـ"مصراوي": "آخر تكريم ليا كان من 37 سنة" (صور)

11:32 م الخميس 05 أكتوبر 2017

أسوان - إيهاب عمران:
رغم أنه قارب على التسعين عامًا، غير أنه يتمتع بذاكرة قوية وسرد للأحداث كأنه يراها رؤيا العين، ورغم سعادته وفخره بانتمائه للجيش المصري ومشاركته في ملحمة العبور، إلا أنه يشعر بالتجاهل لعدم دعوته لحضور احتفالات النصر، وكذلك عدم منحه "كارنيه" المحاربين القدماء، مشيرًا إلى أن آخر أمنياته في هذه الحياة أن يحج إلى بيت الله الحرام..

إنه البطل والمحارب طاهر علي طاهر ابن قبيلة البشارية بمحافظة أسوان، والذي استقبلنا ببشاشة وبدأ يروى حكايته مع نصر أكتوبر:

"ولدت سنة1928 وتطوعت في الجيش أيام الملك فاروق، وتم إلحاقي بسلاح خفر السواحل، وعملت بمنطقة القنال، وبسبب نشأتي في قبائل البشارية، أتقنت قياس الأثر، فعملت كدليل مع قوة من خفر السواحل مكونة من 4 أفراد، ومجهزة بسيارة ولا سلكي في البر الشرقي للقناة، وتمكنا من ضبط العديد من عمليات تهريب المخدرات في ذلك الوقت".

وأضاف طاهر، أنه أثناء العدوان الثلاثي كان في خط النار حتى انسحبت جيوش العدو، وظل يعمل بتلك المنطقة حتى حفظها عن ظهر قلب إلى أن جاء أسود يوم في تاريخ مصر وهو يوم النكسة..

وسرد ابن قبيلة البشارية مهامه قائلا: "كانت أول عملية هي إجلاء بعض القوات التي مازالت في سيناء، وعندما عرض قائد الكتيبة الأمر علينا وقفت وطلبت أن أكون المسئول عن ذلك، بحكم عملي شرق القناة ومعرفتي بتضاريس وطبيعة المكان، وكذلك علاقتي بشيوخ القبائل المتواجدين في المنطقة.

وتابع: "بالفعل عبرت بقارب صغير ليلاً حتى وصلت إلى مكان القوات، وكادوا يقتولنني لأنهم كانوا يعتقدون أني سأسلمهم للعدو الإسرائيلي، ومن حسن الحظ كان من بينهم بعض الجنود في حرس الحدود وعرفوني وقالو للضباط: ده الرقيب طاهر.. وبعدها سرت بالقوات بعيدًا عن نقاط الجيش الإسرائيلي حتى وصلنا شط القنال في المكان المحدد، ووصلت القوارب الصغيرة وجرى نقل الجنود والضباط".

وحول حرب الاستنزاف قال: "كنت أنا دليل المجموعات التي تعبر خلف خطوط العدو، وقمت بمشاركتهم في زرع ألغام وضرب بعض الأهداف المهمة في معسكرات الجيش الإسرائيلي، وفى إحدى العمليات كنت أنا وزميلي حسين أبو مسلم مكلفين بتفجير خط مياه يصل من القنطرة شرق للفردان، وبعد تلغيم الخط أطلق بعض جنود الاحتلال النار علينا، فاستشهد زميلي وأصبت أنا".

وتابع: "لم أدري بنفسي إلا وأنا في مستشفى الجلاء العسكري، ومكثت فيه 40 يومًا وخرجت لحضور جنازة الشهيد حسين، والذي بادلت مصر جثته مع طيار إسرائيلي كانت طائرته أسقطت وألقي القبض عليه".

وأشار طاهر إلى تكريمه من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970 ومنحه نوط الشجاعة العسكري من الطبقة الثانية..

وفيما يخص يوم السادس من أكتوبر 1973، قال: "بدأ الطيران المصري في ضرب النقاط الحصينة بخط بارليف، وبدأت كذلك قواتنا في العبور، وكنت مع المجموعات الأولى التي عبرت وقتلنا وأسرنا أعدادا كبيرة من الجنود الإسرائيليين، وتوغلنا داخل سيناء.."

وأوضح أنه كان يمكنهم أن يصلوا إلى تل أبيب لولا صدور تعليمات من القيادات بعدم التقدم، مؤكدًا أنه لولا تدخل أمريكا وإمداد إسرائيل بالأسلحة لكنا قضينا عليهم".

وبعد انتهاء الحرب، لفت إلى أنه عمل في مكتب مخابرات القنطرة شرق حتى خرج على المعاش وجرى تكريمه من الرئيس الراحل محمد أنور السادات ومنحه نوط الامتياز من الطبقة الأولى في فبراير 1980.. وقال في أسى: "ده كان آخر تكريم ليا، ومنذ 37 سنة وأنا أعاني من التجاهل والنسيان، ورغم إنهم وعدونا بمنحنا أنا وزملائي 5 أفدنة لكل واحد، إلا أن هذه الوعود لم تنفذ، حتى كارنيه المحاربين القدماء بخلوا به علينا"..

وفي النهاية طالب طاهر بتكريم كل من شارك في حرب أكتوبر في حياتهم، لأنهم يحتاجون لمثل هذا التكريم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان