طلاب فرقة كاملة مهددون بالفصل.. ماذا حدث بـ "طب المنصورة"؟ (القصة الكاملة)
الدقهلية - رامي القناوي:
حالة من الغضب اجتاحت طلاب الفرقة السادسة بكلية طب المنصورة، أثناء أدائهم امتحان مادة الجراحة، الخميس الماضي، إذ اشتكى الطلاب صعوبة الأسئلة وكونها من خارج المنهج، وأبلغوا رئيس القسم فيما امتنعوا عن استكمال الامتحان، وأصدرت جامعة المنصورة بيانًا حول الواقعة، هددت فيه بفصل الطلاب، وأشارت إلى أن "الطلاب أخطأوا حين انساقوا وراء محرضين".
الجامعة: تصرف "غير مسئول"
وكانت الجامعة أصدرت مساء الخميس الماضي، بيانًا أكدت فيه أن ما فعله طلاب الفرقة السادسة أثناء انعقاد امتحان الجراحة "هو خروج صارخ على كل القوانين واللوائح والتقاليد والأعراف الجامعية"، ما يضعهم تحت طائلة العقوبات القانونية التي ستطبق على كل من خالف القواعد، حسب نصوص قانون تنظيم الجامعات ولائحته التنفيذية.
وأضاف البيان، أن الطلاب أساءوا إلى كلية الطب والجامعة بتصرفاتهم "غير المسئولة" على الرغم من علم جميع الطلاب بوجود آليات معلنة ومعتمدة وسبق تطبيقها في وقائع سابقة، وبالتالي فإن التعلل بصعوبة الامتحان مبررًا للخروج على القانون يأتي دون محل من منطق أو سند من عقل.
لجنة فحص وتحقيق لكشف المحرض
من جهته، قال الدكتور السعيد عبد الهادي، عميد الكلية، إن الدكتور محمد القناوي، رئيس الجامعة، قرر تشكيل لجنة خماسية من أساتذة الكلية لفحص ورقة الامتحان وانتهت من إعداد تقريرها وإرساله لرئيس الجامعة غدًا الأحد.
وأضاف عبد الهادي أنه جرى فتح تحقيق للتجاوزات التي حدثت من الطلاب من عدة جهات، وستُرفع نتائج التحقيقات لرئيس الجامعة فور الانتهاء منها.
وأوضح أن الامتحان يجرى على مدار 5 أيام، والمشكلة التي حدثت جاءت في اليوم الثالث، مشيرًا إلى استكمال الامتحانات اليوم السبت، وفقًا للجدول المعلن دون أي مشاكل أو اعتراضات، وسط حالة من الهدوء بين الطلاب.
رد الطلاب على الجامعة
عقب حالة الجدل وإصدار جامعة المنصورة بيانها المعلن، أصدر طلاب الفرقة السادسة بيانًا ردوا فيه على بيان الجامعة حمل عنوان: "طلاب الدفعة خمسين" أكدوا فيه أن قرار مغادرة الامتحان كان جماعيًا يتحملون مسئوليته جميعًا، وأنهم اتخذوه بعد أن وجدوا أن الامتحان تعجيزي، ومن خارج ما جرى تدريسه على مدار العام، وفق بيانهم.
ورفض الطلاب، الاتهامات التي وُجّهت لهم من إدارة الجامعة بوجود تحريض أو إثارة للشغب، مؤكدين أن تصرفهم جاء اعتراضًا على امتحان وصفوه بأنه "وضع قصدًا بغرض عدم حله".
وتابع الطلاب في بيانهم بـ "إنهم راجعو الامتحان وقارنوه مع كتاب القسم ووجدوا أن نسبة 40% من الامتحان من خارج الكتاب، وخارج مواصفات الجودة ومعايير الاعتماد، ونسبة أخرى تمثل معلومات نادرة وليست تطبيقية وغير مفيدة في تقييم طبيب سيمارس المهنة خلال بضعة أشهر، ويفترض أن يجري تأهيله واختباره بالمعلومات والمهارات التي تفيده وتفيد المرضى في ممارسته المهنية".
وأوضحوا أن مغادرة الامتحان كان اعتراضًا بالأساس على جهد وسهر بذلوه على مدار عام ولم يجدوا له صدى في ورقة الامتحان، خاصة بعد ما حدث في اللجان من إغلاق للأبواب وسخرية من قبل بعض الأساتذة من اعتراضاتهم وتهديداتهم بأنهم لن يحصلوا على شيء من هذا الاعتراض، وسيجري التعنت معهم في امتحانات الكلينيكال والشفوي ولن يحصلوا منها على درجات.
واختتم الطلاب بيانهم بأن "الدفعة الخمسين دفعة واحدة.. درسوا معًا على مدار 6 سنوات، مرورًا بضغوط الدراسة والامتحانات معًا، ولن يكملوا مشوارهم المتبقي في الكلية إلا معًا، وما فعلوه لم يكن شغبًا، رافضين تسييسه بأي شكل من الأشكال".
مجلس طارئ بـ "أطباء الدقهلية"
من جهته، أعرب الدكتور إبراهيم الزيات، نقيب أطباء الدقهلية، عن قلق مجلس النقابة من الأحداث الأخيرة، مضيفًا أنه دعا لعقد مجلس طارئ لمتابعة الأوضاع عن كثب، وسيظل المجلس في حالة انعقاد دائم لحين انتهاء الأزمة.
وأشار نقيب أطباء الدقهلية إلى أن المجلس يؤكد عدم تدخله في شئون العملية التعليمية، غير أن واجبهم الأخلاقي والمهني يحتم عليهم متابعة الأزمة والتأكد من مرورها بالشكل الذي يحافظ على أبنائهم الطلبة، أطباء المستقبل والمحافظة على مستقبلهم، وأيضًا حرصه على المحافظة على القيم الجامعية.
فيديو قد يعجبك: