" 8 حرائق في 10 أشهر بالإسكندرية والسبب واحد
الإسكندرية – محمد البدري:
لم يكن حادث حريق مصنع المواد الكيماوية المعروف إعلاميًا "بمصنع البويات" الأول في الإسكندرية، الذي يقع هذا العام، وإن اختلف عن ما سبقه من حرائق بعد أن تسبب الأخير في تشريد 17 أسرة إثر امتداد النيران لثلاثة منازل ووقوع 5 إصابات بين حروق واختناقات، إلا أن الظروف أو المسببات أعادت للأذهان وقائع مشابهة حدثت خلال العام الجاري.
وشهدت الإسكندرية منذ مطلع العام الجاري، ما يزيد عن 20 حريقًا كانت حصيلة ضحاياها 3 وفيات و60 مصابًا، إلا أن منها 7 منها فقط كانت مشابهة لحادث مصنع البويات، إذ نشبت الحرائق في منشآت تجارية افتقدت لمعايير وإجراءات الأمن الصناعي الصحيحة أو كانت تدار من الأصل بدون ترخيص، رغم وجود بعضها في قلب مناطق سكنية يقطنها مئات الأسر، وفي السطور التالية يرصد "مصراوي" جانبًا منها.
حريق مخبز
مطلع العام الجاري أنقذت العناية الإلهية سكان عقار مكون من ثلاث طوابق، بمنطقة خورشيد شرق الإسكندرية، بعد نشوب حريق في مخبز بلدي أسفل العقار، بسبب ماس كهربائي في أحد الماكينات ما أدى لإصابة شخص بحروق وسقوط أجزاء من سقف المخبز بعد احتراق محتوياته بالكامل.
وأرجع "عصمت. ع. ع" المدير المسؤول عن المخبز سبب الحريق، نتيجة حدوث ماس كهربائي بالأسلاك الموصلة لماكينة العجين، ولم يتهم أحد بالتسبب في الحريق، فيما تم إخلاء المبنى مؤقتًا من السكان لحين اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين العقار.
حريق مصنع الزيوت المعدنية
في 21 أبريل الماضي، اندلع حريق مشابه لواقعة "مصنع بويات الإسكندرية"، عندما اشتعلت النيران في مصنع للزيوت المعدنية بدون ترخيص، بمنطقة الكيلو 23 طريق "الإسكندرية – القاهرة" الصحراوي، ما استدعى الدفع بـ9 سيارات إطفاء للسيطرة على الحريق.
وتبين من معاينة المباحث الجنائية لموقع الحادث أن المصنع يدار بدون ترخيص ومساحته حوالي 2000 متر مربع، عبارة عن أرض فضاء محاطة بالأسوار بها 9 خزانات كبيرة تحوي بداخلها زيوت معدنية، ويعمل المصنع في تجميع الزيوت المعدنية المستعملة وإعادة تدويرها وتصنيعه ونشوب الحريق بفرن أسفل غلاية للزيت.
وأرجع المدعو "ي. ي. ع" 31 عامًا، المهندس المسئول عن المصنع، سبب الحريق نتيجة تسرب الزيت من الغلاية ولم يتهم أحد بالتسبب في الحريق.
44 عاملًا
في 11 من يوليو الماضي، تعرضت شركة سيدي كرير للبتروكيماويات "سيدبك" غربي الإسكندرية إلى حريق هائل نتيجة انفجار داخل وحدة إنتاج الإيثيلين رقم 501، أثناء تنفيذ أعمال الصيانة السنوية.
ورغم دفع الحماية المدنية بـ 7 سيارات إطفاء بعد قطع مصدر الغاز عن الشركة، إلا أن الحريق تسبب في إصابة 44 عاملًا بينهم 36 باختناقات وتم نقلهم لمستشفى العامرية العام، و8 آخرين بحروق وصلت نسبتها إلى 70% من الجسد لبعضهم ونقلوا لمستشفتى الجمهورية ورأس التين.
وعقب ساعات من الحادث زار المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، العمال المصابين من جراء الحريق في مستشفيات الإسكندرية للاطمئنان عليهم، والتأكد من توفير كافة أوجه الرعاية لهم، وتوجه الوزير عقب زيارة المصابين إلى موقع الحادث بشركة "سيدبك" للوقوف على مجريات الأمور ومتابعة أعمال اللجنة الفنية والقانونية التي تم تشكيلها بقرار وزاري برئاسة رئيس شركة الإسكندرية للبترول، وعضوية رؤساء شركات "سيدبك" و"بتروسيف" ومسؤولي الأمن الصناعي في هيئة البترول والشركة القابضة للبتروكيماويات وممثل قانوني عن وزارة البترول، لتقييم الموقف وتحديد أسباب الحادث.
أكتوبر الأكثر سخونة
شهر أكتوبر الجاري كان له النصيب الأكبر من الحرائق إذ شهد مطلعه 4 حرائق متتالية قبل أيام من واقعة مصنع البويات كان أولها حريق اندلع في مصنع للطباعة والتغليف بالمنطقة الصناعية الرابعة ببرج العرب، دون وقوع إصابات، تمكنت الحماية المدنية من إخماده بعد الدفع بـ9 سيارات إطفاء.
وكشفت التحقيقات عن أن المصنع غير مستوفي للاشتراطات الوقائية ضد أخطار الحريق ومحرر له عدة مخالفات، تبين من معاينة المباحث الجنائية أن المصنع مرخص ومساحته 600 متر مربع، مكون من طابقين الأول خاص بعنابر الماكينات والثاني خاص بالمكاتب الإدارية ونشوب الحريق بالطابق الأول وامتداد النيران للطابق الثاني.
وأرجع مالك المصنع المدعو"ح. م. أ" 46 عامًا، مقيم منطقة سموحة، دائرة قسم سيدي جابر، سبب الحريق لحدوث ماس كهربائي بالأسلاك الموصلة لإحدى ماكينات الطباعة ولم يتهم أحد بالتسبب في الحريق.
مطعمين للأكلات السورية
في مطلع أكتوبر الجاري شب حريقين في مطعمين للمأكولات السورية أحدهما في منطقة سبورتنج والآخر في مدينة برج العرب غربي الإسكندرية، دون إصابات، وتبين من المعاينة المبدئية غياب إجراءات الأمن الصناعي في المطعمين الكائنين أسفل عقارات مأهولة بالسكان، فيما تم إخلاء العقارات مؤقتًا لحين اتخاذ الإجراءات اللازمة.
حريق "كافيتيريا" بكورنيش الإسكندرية
حريق آخر مشابه وقع بالتزامن مع حرائق مطعمين الإسكندرية إذ نشب في كافتيريا بشاطئ "نيو بوريفاج" على كورنيش الإسكندرية، وسيطرت عليه الحماية المدنية.
وتبين من معاينة المباحث الجنائية أن الحريق اندلع بسبب ماس كهربائي، فيما أرجع بعض رواد المكان السبب إلى غياب إجراءات الأمن الصناعي.
فيديو قد يعجبك: