إعلان

"صنايعية في حب النبي".. "الدُّورة" الاحتفال بـ"المولد" على طريقة حرفيي كفر الشيخ

04:31 م الخميس 23 نوفمبر 2017

كفر الشيخ - إسلام عمار:

سيارات مختلفة الأحجام، تحمل على متنها، رموزًا للمهن والحرف الصناعية المختلفة، ومعها مكبرات الصوت، يزينها أصحابها بجريد النخيل والورد، وتتجمع في منطقة ما، ويجرى تنظيم موكب خاص للحرفيين، ويشارك فيه الأهالي، ويسمى هذا الموكب بـ"الدُّورة"، احتفالًا بالمولد النبوي الشريف.

"إحنا طلعنا ولقينا الدُّورة دي بتتعمل"، يقول علاء الدين خميس زعلوك، 56 عامًا، محامٍ، لـ"مصراوي"، "الدُّورة" عبارة عن موكب شعبي، يطوف الشوارع، وينظمه الحرفيون وأصحاب المهن الصناعية من خلال سيارات، حيث يضع كل واحد منهم ما يرمز لمهنته ويزيّن سيارته، إما بجريد النخل أو بمفروشات وأقمشة، عليها آيات قرآنية، احتفالًا بالمولد النبوي الشريف.

وأضاف زعلوك، إن هناك العديد من الأهالي يجرون طقوسًا معينة، وسط الاحتفالات بهذه الذكرى الدينية، مثل أحد أصحاب مطاعم الفول والطعمية، منذ حوالي 45 عامًا، يرتدي جلبابًا أبيض ولحية بيضاء وعقالًا ويمتطي جملاً ويوزع على الأهالي خبزًا ولحمًا، وذلك تعبيرًا منه عن احتفاله بذكرى المولد النبوي.

وأشار فهمي عبدالنبي مطاوع، تاجر، 62 عامًا، إلى أنه يحرص، في كل عام، على المشاركة في موكب الحرفيين، للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، المعروف بـ"الدُّورة"، ويوزّع شيكولاتة وحلوى على الأطفال، وهذه عادة تعوّد عليها منذ أن كان شابًا، معلنًا مداومته على الاحتفال بتلك الذكرى، قائلاً: "ما بفوّتش سنة احتفل بيها في الدُّورة".

وأكد عصام دسوقي النحاس، نجار مسلح، أن الاحتفال بالمولد النبوي، أثناء إقامة "الدُّورة" منذ سنوات مضت، كان فيها حلقات ذكر وأشعار دينية، وأهالي يحتفلون بها كانوا يوزعون شربات وحلوى وماء ورد، على المحتفلين بتلك الذكرى، موضحًا أن مجموعة من الصيادين كانوا يجلبون سيارة كبيرة، ويحملون على متنها قاربًا كبيرًا، ويقف فوق القارب شخص يرتدي ملابس الصيادين، في إشارة منهم، لاحتفالهم بذكرى المولد النبوي.

أما محمد عنتر الدسوقي، موظف بالمعاش، فيحتفل بذكرى المولد النبوي بطريقة أخرى مع أصدقائه، حيث يتجمعون على مدار يومين، بداية من يوم ذكرى المولد النبوي بعد صلاء العشاء في منزل أحد الأصدقاء منهم، ويتلون القرآن الكريم، وفي اليوم التالي يختمونه ويطلقون الأدعية الدينية، موضحًا أنه في كل عام يحتفلون بالذكرى في منزل صديق، وظلوا على هذا الوضع قرابة 25 عامًا.

وأوضح محمد عبدالهادي، موظف بالمعاش، 66 عامًا، أن "الدُّورة" زمان كان لها فرحتها، لوجود طقوس معينة يفعلها المحتفلون من الحرفيين، وكانت مكبرات الصوت القديمة، يحملونها على سيارتهم، ويبثون فيها عن طريق الكاسيت الابتهالات الدينية، أما في السنوات الأخيرة فنرى الشباب يبتكرون طقوسًا غريبة، مثل دهان وجوههم بالألوان والرسومات، وأحيانًا يكونون شبه عرايا، ومنهم من يمسك بأسلحة بيضاء.

وأكد أنه أثناء الاحتفال بتلك الذكرى، يوزع "الأرز باللبن"، في مكعبات أو عبوات بلاستيكية صغيرة على الأهالي المحتفلين في "الدُّورة"، على مدار 50 عامًا مضت، تبركًا بذكرى مولد الرسول، بحسب قوله، موضحًا أن والده كان يفعل ذلك منذ صغره، وكل عام أثناء الاحتفال بتلك الذكرى الدينية يوزع "الأرز باللبن".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان