إعلان

"مفتاح وراديو ووصية".. آخر ما تبقي من مؤذن مسجد "الروضة"

06:26 م الأحد 26 نوفمبر 2017

مؤذن مسجد الروضة

الشرقية - فاطمة الديب:

وصية ومفتاح المسجد وراديو صغير كان يستمع للآذان عبره، هي آخر ما ترك فتحي إسماعيل الطناني مؤذن مسجد قرية "الروضة"، الذي لقي مصرعه و304 آخرين بينهم شقيقه "علاء"، في الهجوم الذي نفذه إرهابيون، وأسقط أيضًا 128 مصابًا.

"جرينا بسرعة بعد ما عرفنا بالخبر، ودخلنا أنا وحسين ابنه المسجد وكان لسه فيه الروح.. وصى حسين إنه يندفن في تراب القرية وبعدها خرج السر الإلهي"؛ قال أحمد الطناني راويًا تفاصيل المشهد بعد داخل المسجد بعد الفاجعة.

لم يجد "الطناني" في جيب ابن عمه الشهيد سوى مفتاح صغير لمسجد، طالما ما تعلق به قلبه، وراديو صغير كان ينصت للآذان عبره، قبل تهيأه لإعلانه على أهالي القرية، التي اغتال سلامها رصاص غادر سكن أجساد أهليها.

"المسجد كان حياته، وقد سلبوه هذه الحياة، وأسكتوا صوت آذانه إلى الأيد"؛ أضاف "الطناطي"، الذي قال إن "الروضة" وعلى مدار الأشهر الثلاثة الماضية تلقت تهديدات من الإرهابيين لمنع حلقات الذكر وأصوات المحبين لرسول الله بها: "الإرهابيين كانوا بيقولوا إن الحلقات دي مخالفة للشريعة، ونفذوا تهديدهم مع آذان الجمعة".

ويؤكد "الطناني" أن أبناء عمومته مصرين على العودة مجددًا إلى القرية التي باتت مستقر لهم، وأقسموا على العمل على إصلاح ما تهدم منها والثأر لأبويهم. ويضيف "الطناني": "الدكتور محمد سعفان، وزير القوى العاملة، وافق على طلب نجلي مؤذن المسجد وشقيقه بالعمل مكان والديهما، حيث يعمل "حسين" مؤذنًا بالمسجد مكان والده، فيما يعمل نجل عمه مكان شقيقه بالمجلس المحلي هناك".

كانت النيابة العامة أصدرت بيانًا عن الحادث، جاء فيه أن الهجوم نُفذ بداية خطبة صلاة الجمعة، وأن عدد العناصر المهاجمة كان ما بين 25 إلى 30 إرهابيًا، حضروا في 5 سيارات دفع رباعي، وكانوا يرتدون الملابس العسكرية، ويرفعون علم تنظيم "داعش"، فيما كان بعضهم ملثمًا.

كما كشف بيان النائب العام أن المسلحين حاصروا جميع مداخل ومخارج المسجد، ووقفوا على الأبواب وبالنوافذ البالغ عددها 12 نافذة، حيث فتحوا النار من أسلحتهم، ثم أحرقوا 7 سيارات للمصلين.​​​​​​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان