لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- بنسيون "ميرامار".. هنا جسّدت "شادية" رواية العالمي نجيب محفوظ

07:35 م الخميس 09 نوفمبر 2017

الإسكندرية – محمد عامر:

تخطف الأنظار دومًا، وتدفع كل من يراها لالتقاط صور فوتوغرافية لها، فلا شيء يضاهى جمالها على كورنيش الإسكندرية، رغم أن عمرها يفوق الـ 88 عامًا، فالجميع يدفعه الفضول للبحث عنها والتعرف على خباياها.

"فينيسا الصغيرة"، أو"دجلة 1" أو "ابن بسام".. أسماء عديدة أطلقت على عمارة ميرامار، التي تطل على الميناء الشرقي بطراز معماري فريد، نالت من أجله جائزة أفضل الواجهات المعمارية عام 1929.

العمارة الفريدة من نوعها التي صممها المعماري الإيطالي المصري "جياكومو أليسندرو لوريا" عام 1926، لتطبع صورها فيما بعد على الكروت البريدية التذكارية التي تُعبر عن مدينة الإسكندرية.

في العام 1967، عرفت العمارة طريقها إلى عالم الشهرة والأضواء باسم جديد أطلق عليها وهو "ميرامار" بعدما استوحى منها أديب نوبل نجيب محفوظ روايته وسماها باسمها، وتحولت لفيلم سينمائي لعبت بطولته دلوعة السينما المصرية الفنانة شادية.

نظرة واحدة إلى العمارة تكفي لتنقلك إلى أجواء وسحر الإسكندرية "الكوزموبوليتانية" (لقب يطلق على مدن عالمية للتعبير عن تعدد ثقافاتها) التي احتضنت عشرات الجنسيات على أرضها في تناغم وتجانس، وتسترجع أحداث الفيلم التي دارت معظمها داخل بنسيون شبهه"محفوظ" بالبلد وسكّانه هم الشعب.

في قلب ميدان محطة الرمل، الأشهر بعروس البحر المتوسط، بدأ "مصراوي" رحلته في البحث عن خبايا وأسرار العمارة التي جُسد بداخلها واحد من أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وشغلت بطلته الشارع المصري مؤخرًا بعد تعرضها لوعكة صحية.

تطل العمارة الشهيرة من الجهتين الشرقية والغربية على شارعي ابن بسام ودجلة، غير أن الواجهة الثالثة على كورنيش الإسكندرية هي الأكبر والأهم، حيث تتركز بها الزخارف ذات الطابع الفينيسي المُطعمة بقطع الموزاييك الإيطالي الملونة فائقة الجمال.

وفي مدخلها شاهق الارتفاع بشارع دجلة، كانت البداية مع "عمر محمد" حارس العمارة، الذي انهمك في مراجعة بعض الأوراق على مكتب مواجه لمدخل البناية، قبل أن يسألني عن وجهتي وأي طابق أريد.

"أيوه هى دى عمارة ميرامار اللى صوروا فيها فيلم شادية".. قالها "عمر" وهو يشير إلى المصعد "الأسانسير" الذي صورت أمامه وبداخله بعض مشاهد الفيلم الذي يأتي في المرتبة الـ 29 بقائمة أفضل أفلام السينما المصرية.

8 شهور مرت على "عمر" في وظيفته الجديدة كحارس للبناية، غير أن حديثه أعطى انطباعًا وكأنه ولد هنا، حيث أشار إلى أن لوكاندة "فؤاد" التي تستحوذ على الشقق أرقام "5 و6 و7" بالطابق الثاني هي نفسها بنسيون ميرامار الذي درات بداخلها أحداث رواية نجيب ومحفوظ والفيلم أيضًا.

دقائق قليلة قضاها الحارس في الحديث عن التركيبة السكانية للعمارة التي خلت من "الطليان واليونانيين والأجانب" وتحولت إلى مقرات لمكاتب إدارية وعيادات طبية، وهو يساعدنا في ركوب المصعد العريق ذات الأبواب الحديدة المزخرفة والكابينة الخشبية، مؤكدًا أن المصعد لم يطرأ عليه أي تحديث منذ إنشاء العقار.

"ميرامار" لم تكن التحفة المعمارية الوحيدة التي شيدها المعماري الإيطالي المصري "أليسندرو لوريا"، حيث قام ببناء العمارة الملاصقة لمبنى ميرامار– مملوكة للقنصلية الإيطالية - وتطل على الترام، ومبنى فندق سيسل، أحد أشهر معالم ميدان محطة الرمل.

"لوكاندة فؤاد".. لافتة خشبية وضعت على باب كبير بالطابق الثاني بالعقار التاريخي، فيما جلست "جيهان كمال حسن" المالكة الحالية للبنسيون الذي ظهر في الفيلم والرواية في بهو الفندق تتفحص هاتفها المحمول قبل تتركه للحديث معنا.

"جدتي نفوسة علي أبو النجا اشترت البنسيون عام 1956 من صاحبته اليونانية الجنسية "كارلا" مشيرة إلى أن الأخيرة هي نفسها "ماريانا" التي استلهم منها نجيب محفوظ أحداث روايته.. وتابعت: "نجيب محفوظ كان دائم الجلوس على كافيه أتينيوس بالعقار المجاور لنا".

وتضيف "مدام جيهان": "لم أكن ولدت أثناء تصوير الفيلم، لكن لا أحد في العائلة لا يعرف قصته والعقار الذى كان مملوكًا في الأصل للدكتور نجيب فرح، وبيع بعدها لأولاد عياد التاجوري، وهم من أصل ليبي، حتى وصلت ملكيته لإحدى الشركات الاستثمارية".

وأشارت إلى أن تصوير أحداث الفيلم دارت في مدخل وسلم العقار و"الأسانسير" وبميدان محطة الرمل، بينما جرى تصوير باقي المشاهد الدخلية في أستوديوهات بالقاهرة، غير أن بعض المشاهد الخاصة بالفنان يوسف شعبان جرى تصويرها في أحد غرف الفندق.

شقق العمارة جميعها إيجار قديم، وإيجار البنسيون حتى فترة التسعينات وقبل القوانين الجديدة لم تتجاوز الـ 200 جنيه، إلا أن جميع السكان حريصون على إجراء عمليات صيانة دورية للمبنى للحفاظ على قيمته التراثية.

وتعود "مدام جيهان" للحديث عن فيلم "ميرامار" قائلة: "مازلنا نحتفظ بثلاث غرف في الجهة الشرقية كما هي دون أي تحديث.. فطلاب كليات الهندسة والفنون الجميلة يأتون في زيارات متتالية لتصوير الفندق والعمارة".

وواصلت مالكة الفندق حديثها وهي تصحبنا في جولة داخل أرجاء الغرف والشرفات المطلة على البحر، قائلة: "هنا صور الفنان يوسف شعبان بعض المشاهد، والباب الآخر للفندق هو ما ظهر في الفيلم".

وعن أشهر نزلاء الفندق، أشارت "مدام جيهان" إلى أن جميع الفنانين من أعضاء فرقتي نجيب الريحاني وإسماعيل يس، مثل ماري منيب وعبد الفتاح القصري كانوا نزلاء دائمين هنا خلال سيزون الصيف.. واختتمت بقولها: "للأسف لم تحتفظ جدتي بصور لهم".

"صباحو كدب" لأحمد آدم و"حنين وحنان" للعالمي عمر الشريف، أعمال فنية تم تصوير بعض مشاهدها في فندق "فؤاد" فضلاً عن عدد من الإعلانات التي جرى تصويرها من شرفات الفندق المطلة على البحر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان