إعلان

"المتحدث مع التماثيل".. فنان عالمي فضّل الحياة في "الخارجة" على "لاس فيجاس" - صور

05:25 م الخميس 14 ديسمبر 2017

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

البيئة المحيطة كانت المؤثر الأوّل الذي فجر بركان الإبداع داخل الفنان، ابن واحة الخارجة، بمحافظة الوادي الجديد، النحّات العالمي

مبروك إسماعيل مبروك، صاحب الأنامل الذهبية، التي أخرجت للعالم العديد والعديد من الإبداعات الفنية التي دائمًا ما ارتبطت ببيئة

الواحات التي عاشها الفنان بكل مفرداتها.

قدّم الفنان مبروك، خلال رحلته الفنيّة العشرات من الأعمال بالصلصال، والتي عكست الروح الحقيقية للبيئة التي يعيش فيها، فهي تحكي

نفسها، ولا تحتاج إلى شرح تفصيلي، فتجد الفلاح بالطاقية البلدي والجلابية والكوفية والعمامة، كلها صور فنية لأشخاص عاشوا في

الواحات.

استطاع "مبروك"، أن يُجسّد من خلال منحوتاته الفنيّة المبهرة وإحساسه الصادق العميق بكل قطعة فنية جوانب تراث وثقافة الواحات، بنخيلها، وشجرها، ونباتاتها، وصحرائها، وحياتها، كل قطعة تحكي لنا قصة تلقائية انبعثت من بين ثنايا واحات مصر الغربية، وتحوّلت إلى دليل يوثق به تاريخ الأرض والإنسان.

يهتم الفنان بتفاصيل التفاصيل الدقيقة، تلفت نظرك ثنايا الوجوه، تجد عروق اليد والرقبة، وتجاعيد الجبهة، وتفاصيل الشارب واللحية، وحركة العين، وأوضاع القدم، وثنيات الجلباب، وكرمشاته، والضحكات، وتأثيرها على حركة عضلات الوجه، تتجسد معه حقًا أبهى صور التعبير بالنحت.

قدم الفنان العالمي، نماذجه في أوضاع مختلفة منها حالات أشكال لجلسات السمر الليلي، وأثناء أداء الصلاة، وأثناء

التقاط صورة عائلية، وأشكال لامرأة تختفي خلف ثوبها لترضع ابنها، وعازف العود الذي يرتدي القبقاب والبيجامة المتواضعة

والطربوش القديم، وكل الأشكال كانت في الحجم الصغير.

الفنان مبروك، يربو عمره على الـ78 عامًا، يعيش بمدينة الخارجة، وطاف العديد من بلدان العالم، وتلقى العديد من العروض من الولايات المتحدة، فعُرض عليه الإقامة في لاس فيجاس، وعُرض عليه أن يوفر له متحف عالمي ومكان كبير لتصميماته، لكنه رفض قائلًا وإن توفر كل هذا فكيف سيتوفر أهل بلدي بطبيعتهم وبكل مفرداتهم، وعاد إلى مصر ليواصل تقديم أعماله الفنية، وأفنى عُمره متمنيًا تنفيذ

فكرة إنشاء مُتحف درب السندادية، بمدينة الخارجة، لكنه لم يتمكن من تنفيذه، ولم تحالفه الظروف.

أطلق عليه البعض من الصحف المحلية والأجنبية لقب "المتحدث والمتكلم مع التماثيل" نظرًا لدقة نحته الشديدة، التي تتحدث عن تفاصيل حياة الإنسان خاصة في الواحات المصرية.

قال الفنان مبروك لــ"مصراوي" إن أكثر منطقة تنطلق منها رائحة الماضي بكل ما فيها من عبق التاريخ، للواحات، والإنسان، والذكريات، هي منطقة درب السندادية بالخارجة القديمة، وكُنت أتمنى إنشاء متحف مفتوح بهذه المنطقة، ودُعيت من جانب المحافظ السابق اللواء عشماوي، ولكنني رفضت لأن المنطقة تشوهت بالمباني الحديثة، ولفظت الماضي من فوق ظهرها.

وأضاف "مبروك" أنه، يقضي معظم وقته مع أحفاده الــ 21، ولا يُحب الضوضاء، ودائمًا ما يستمتع بجلسات تأمّل خاصة في الصحراء التي يذهب إليها بعيدًا، إذ لم يتبق من الماضي سوى الذكريات الجميلة، التي يسترجع منها، أول معرض له بنقابة الصحفيين ثم بالمركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة، ومعرض المركز الثقافي للدبلوماسيين الأجانب، ومعرض المركز الثقافي اليوغسلافي، ومعرض المركز الثقافي الألماني "جوتة"، ومعرض نادي التحرير عام 1987.

واستطرد قائلًا عن ذكرياته الفنية، إنه أقام عددًا من المعارض خارج البلاد منها معرض زغرب بيوغسلافيا عام 1973، وآخر ببلجيكا عام 1980، وكندا ومونتريال، وكيبك وتورنتو عام 1981 و1982، ومعرض آخر بالولايات المتحدة، وتحديدا بلوس أنجلوس وكاليفورنيا ولاس فيجاس وهوليود وشيكاغو عام 1983، ومعرض آخر بفرنسا ومدينة نيس، ومعرض آخر بألمانيا وفرانكفورت وروما بإيطاليا، كما قام بتكليف من وزارة الثقافة بتنفيذ أعمال المتحف التراثي الشعبي والحضاري بالواحات الداخلة.

وأوضح "مبروك" أنه حصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير، منها الشهادة التقديرية من الدولة في عيد الفن والثقافة 1982،

ومنحة التفرغ من الدولة لمدة ثلاث أعوام سنة 1975 وغيرها، كما أزاح الرئيس الراحل أنور السادات، الستار عام 1979 عن تمثال زكريا الحجاوي، خلال أمسية شيخ المدّاحين بمسرح زكريا الحجاوي، والذي كان يُسمي " السامر" سابقًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان