لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- "إفهم".. حكاية مشروع لنشر القراءة في محال ومقاهي الإسكندرية

02:58 م الجمعة 15 ديسمبر 2017

الإسكندرية – محمد البدري:

"واحد شاي بالنعناع وكتاب علوم الأرض لو سمحت"!! قد تبدو العبارة السابقة التي ألقاها أحد الزبائن داخل مقهى شعبي بالإسكندرية غريبة بعض الشيء رغم بساطتها، إلا أن الأمر أصبح واقعًا ملموسًا بعد مبادرة شبابية بنشر القراءة داخل المقاهي الشعبية والمحال التجارية التي يتعامل معها المواطنين يوميًا في تلك المناطق.

"إفهم" كان العنوان المناسب الذي أطلقه مجموعة شباب سكندري على مشروعهم الشعبي للمساهمة في تنمية مدينتهم، ليطلقوا من منطقة مينا البصل غربي الإسكندرية، مشروعًا ثقافيًا يستهدف تخصيص ركن يضم مجموعات من الكتب في محل تجاري لبيع المنتجات أو مقهى شعبي أو غيرها من الأماكن بما يتيح استعارتها دون أي مقابل مادي.

عماد فتحي مسؤول فرع مشروع "إفهم" في منطقة الورديان غرب الإسكندرية، قال إن بداية الفكرة كانت بعد ثورة 30 يونيو من خلال تشكيل لجنة شعبية لتنمية غرب المحافظة، بهدف المساهمة في تطوير العشوائيات من خلال المشاركة المباشرة أو بنقل المشكلات إلى جهات اتخاذ القرار لحلها، ووسط ذلك بدرت لشباب اللجنة فكرة تنمية ثقافية بشكل مختلف يشجع أبناء المناطق الشعبية على القراءة لإعادة الفكر والتنوير في الأماكن التي لا تحظى برعاية كافية.

وأضاف فتحي لـ "مصراوي"، لم تكن الفكرة معتمدة على اختيار نوع محدد من الأماكن وليست مقتصرة على المقاهي فقط، إذ تم إنشاء أول فرع للمشروع داخل محل لبيع العطور في منطقة القباري غرب المحافظة، بالجهود الذاتية حيث تم جمع عشرات الكتب التي شكلت النواة الأولى للمشروع حتى لاقت الفكرة تفاعلًا كبيرًا من الأهالي وفتح مجالًا للتوسع في أكثر من مكان.

التقط منه أطراف الحديث عبدالعزيز الشناوي، عضو اللجنة الشعبية لتنمية الإسكندرية، وأحد القائمين على مشروع "إفهم" قائلًا: "بعد رواج الفكرة نسبيًا في المكان الأول، فكرنا أن نتوسع في نشر المعرفة وأن نصل بالكتاب إلى كل منطقة شعبية لتشجيع الفئات العمرية المختلفة على القراءة، وبدأنا بمخاطبة أصحاب المحال التجارية والمقاهي بشأن تخصيص ركن صغير لعرض كتب للاستعارة المجانية لدعم منطقته في صورة خدمة مجانية للمواطنين".

وأشار إلى أن الأمر لاقى استجابة كبيرة حتى تبرع أحد مالكي المقاهي الشعبية بمنطقة المتراس غربي الإسكندرية، بتخصيص ركن خاص بالمقهي لعرض الكتب والتي تشمل كتب علمية وأدبية وأخرى مصورة للأطفال، مشيرًا إلى أن القائمين على المقهى قرروا عدم فرض بيع المشروبات للأشخاص الذين يريدون التواجد في المقهي بغرض الاستعارة، بعد تخصيص مقاعد خاصة بهم في ركن الكتب.

"هنا لا يتم إجبار الشباب على التواجد في المقهى أثناء القراءة وأصبح بإمكاني أن أختار للترفيه بين دومينو، شطرنج وطاولة أو قراءة كتاب"، يقول أحمد علي، أحد رواد المكان، متابعًا: "ممكن نستعير الكتب لقراءتها في البيت، ثم إعادتها مرة أخرى للمكتبة التي تضم تشكيلة كبيرة من كتب الأطفال، التاريخ، الاقتصاد، الأدب، المسرح والعلوم".

ويسعى القائمون على مشروع "إفهم" في نشر الوعي الثقافي وإعادة روح القراءة في المناطق الشعبية التي أفرزت قبل عقود أجيال من الأدباء والمثقفين والعلماء والفنانين، لتصبح بديلًا حقيقيًا لمصادر المعلومات غير الموثقة التي انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي، وإعادة الكتاب الورقي مرة أخرى إلى مكانته.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان