والد رضيعة يتهم طبيبًا بإصابة طفلته بالعمى: "حلمي اتبدد"

الدقهلية- رامي القناوي:

مرت الأيام والسنوات دون أن يتحقق حلمهما بأن يمُنّ الله عليهما بطفل بعد زواج دام أكثر من 4 سنوات، ليقررا بيع كل ما يملكانه لإجراء عملية حقن مجهري، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن فبعد أن تحقق الحلم رزقا بطفلتين توأم توفيت الأول وبقيت الثانية داخل إحدى الحضانات بمستشفى دماص المركزي لأكثر من 66 يوما متتالية ليفاجأ الأب بإصابة الرضيعة بالعمى، واتهامه لرئيس قسم الحضانات بالإهمال.

"كان نفسي في طفل يملى عليا حياتي، وحلمي اتبدد وخلاص معدش ينفع تاني".. كانت كلمات "صلاح هلال"، 27 سنة، بن قرية كوم النوم التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، قبل أن يروي تفاصيل مأساته لدى أحد الأطباء أملا في الإنجاب.

يقول "هلال" إنه تزوج بداية عام 2013، من إحدى بنات قريته، ومرت الأيام والشهور دون أن يتحقق حلمهما بالإنجاب، الأمر الذي استدعاه للذهاب إلى أحد الأطباء ليؤكد له صعوبة الإنجاب لوجود مشكلات لدى الأم تستلزم إجراء عمية حقن مجهري.

وأضاف "صلاح"، مرت الأيام وذهبنا لأكثر من طبيب ليؤكد لنا ما أكده الطبيب الأول، ما استدعانا إلى بيع كل ما نملكه من أجل أن ينعم علينا الله بالإنجاب، وذهبنا للطبيب لإجراء عملية الحقن المجهري، وبالفعل مرت الشهور بعد التلقيح المجهري وأخبرني الطبيب بأن زوجتى ستنجب طفلين "توأم".

وقال والد الرضيعة :"لم تمر سوى 7 أشهر حتى شعرت زوجتى بوهن الحمل وذهبنا مسرعين إلى المستشفى للإنجاب ولكن كانت إرادة الله فوق كل شيء، توفيت الرضيعة الأولى فور ولادتها وبقيت طفلتي الثانية والتي قررت إطلاق اسم "نادين" عليها، ولكن كانت تعاني نقصًا بالوزن وعدم اكتمال مما استدعى دخولها حضانة مستشفى دماص المركزي، بتاريخ 17 من مايو الماضي ليمر أكثر من 66 يوما داخل الحضانة دون أن يقوم الطبيب "محمد.ح..ر"، رئيس قسم الحضانات، باستخراجها كل أسبوعين، وفحص قاع العين، كما هو متبع في تلك الحالات، لأفاجأ بإصابتها بالعمى بعد 7 أشهر من ولادتها.

وتابع والد الطفلة: "الدكتور محمد، حرمني من اللي كنت بامتناه في دنيتي، وللأسف معدش ينفع نعمل حقن مجهري مرة أخرى فالعملية الأولى أنفقت عليها كل ما أملك والآن كل ما أتمناه أن تتماثل نجلتي للشفاء وأن تجري لها جراحات عاجلة من أجل إنقاذها".

فيما أكد هاني عبادة، محامي والد الطفلة، أن رئيس قسم الحضانات بمستشفى دماص أخطأ وأهمل الحالة خاصة أنه يعلم أن الأكسجين بالحضانة يمكن أن يؤثر على الطفلة ومع ذلك تركها دون عمل الإجراء الطبي اللازم، كما أنه أخفى حالة الطفلة عن الأب والأم رغم أنه كان يمكن تدارك الحالة وسيتم عرضها على الطب الشرعي لعمل تقريره.

في السياق ذاته أكد الدكتور سعد مكي، وكيل وزار الصحة بالدقهلية، أن الطفلة دخلت إلى حضانة مستشفى دماص المركزي بتاريخ 18/5/2017، وكانت تعاني من نقص في الوزن حيث بلغ وزنها في ذلك الوقت 700 جرام في حين أن الطفل الطبيعي يولد بوزن 3500 جرام ما يدل على وجود نقص بوزنها يبلغ أكثر من 2800 جرام.

وأضاف مكي أنه فور وصول الرضيعة، وتم وضعها على جهاز التنفس الصناعي، وتغذيتها بواسطة أنبوب كي يكتمل وزنها وتم اتباع كافة الإجراءات الطبية مع الحالة.

يذكر أن اللواء أيمن الملاح، مدير أمن الدقهلية، تلقى إخطارا بوصول بلاغ لمركز شرطة ميت غمر، من "صلاح هلال" 27 سنة، حاصل على بكالوريوس تجارة ومقيم قرية "كوم النور" دائرة المركز، بتضرره من الطبيب "محمد. ر.ح"، بمستشفى دماص لإهماله في متابعة حالة نجلته "نادين"، والتي دخلت الحضَانة بالمستشفى بتاريخ 18/5/2017 ولمدة 66 يوما، وعقب ذلك اكتشف إصابتها بحالة فقدان للإبصار، قدم ما يفيد ذلك من أوراق ومستندات طبية.

واستمعت نيابة مركز ميت غمر بالدقهلية للطبيب المتهم وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة واستدعاء المشكو في حقه لسماع أقواله، وطلبت تقريرا من مديرية الصحة حول حالة الطفلة.