لارتفاع أسعار الكهرباء ومخاطر الدفايات.. أهالي المنيا يعودون إلى الماضي بـ"المنقد" و"الكانون"
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
المنيا – محمد المواجدي:
في ليالي الشتاء الباردة، بعيدًا عن زحام المدينة ودفئها، في قرى الصعيد، لا يجد الناس سوى "المنقد" و"الكانون"، لكسر حدة الصقيع، فلا تنفع البطاطين ولا الدفايات، فالكثيرون هناك لا يمتلكونها من الأساس، هكذا قرر قطاع عريض "العودة إلى الماضي".
ارتفاع جنوني لفواتير الكهرباء
"ارتفعت فواتير الكهرباء، بطريقة جنونية، حتى أن الدفايات الكهربائية نفسها أصبحت غير آمنة، بخلاف السابق، فلم تعد الأشياء بجودة زمان، ماذا يُنقذنا من صقيع الشتاء غير "المنقد"؟ من فات قديمه تاه"، هكذا بدأ "شعبان"، المُقيم بإحدى قرى المنيا، حديثه لـ"مصراوي" معلقًا على انتشار "المناقد" و"الكانون" في قرى المحافظة الصعيدية.
"حمادة وشعبان، وعادل، ومندي" أربعة أصدقاء في العقد الرابع من العمر، يجمعهم منقد واحد مساء كل يوم، بقرية الإسماعيلية، في مركز المنيا، قالوا إنهم دائمي التجمع بمنزل أحدهم، عقب الانتهاء من أعمالهم المختلفة، وإنهم استعاضوا عن الدفايات الكهربائية بـ"المناقد"، إذ يجمعون كميات من الحطب وأعواد الأشجار، ويضعونها في طبق كبير أو برميل من الصاج، ويشعلون فيها النيران، ليواجهوا بها صقيع الشتاء.
وأوضح "الأصدقاء الأربعة"، أن السبب في استخدامهم لوسائل تدفئة قديمة جرى عليها الزمن، هو الارتفاع الكبير في أسعار فواتير الكهرباء، التي أصبحت عبئًا كبيرًا على كاهل المواطنين.
مخاطر الدفايات الكهربائية
"نستحمل دخانة "الكانون" أحسن من كوارث الدفايات"، بهذه الجملة أكدت الحاجة "نفيسة عبد الله" إحدى القاطنات بعزبة أبو حنس، بمركز المنيا، استخدامها "الكانون"، بعد أن شهدت العزبة والقرى المجاورة عدة حرائق بسبب انفجار الدفايات الكهربائية.
أما "الكانون" فهو مصنوع من الفخار، وله فتحتان من الأعلى وأحد الجوانب، يوضع به قطع خشبية، وبذر الذرة الشامية "العقر" وتشعل فيها النيران، وتؤكد الحاجة "نفيسة" وعدد من الأهالي أنه يوفي بالغرض ويكسر شوكة البرد، ولا الحوجة للدفايات.
عادات قديمة
"ليس لنا غير "المنقد" يحمينا من سقعة الغيط"، بهذه الجملة أوضح عددٌ من المزارعين في قرية البيهو، التابعة لمركز سمالوط، ومنهم رمضان سميح، وأدهم علّام، أهمية وجود "المنقد" معهم في الحقل، وهي عادة قديمة لم تنقطع، للحماية من صقيع الشتاء، بدلًا من السخّانات التي تُستخدم بالبطارية والتي تحتاج إلى الكهرباء لشحنها.
ويبدو أن الحاجة لـ"المنقد" و"الكانون" لم تنتشر في قرى المنيا، فقط لما سبق من أسباب، بل أيضًا لاستخدامهما في طهي المأكولات وإعداد المشروبات، وكجزء من تراثهم، سلوكهم، عاداتهم، وهو ما أكده المهندس أحمد زهران، المُقيم بأحد أحياء مدينة المنيا الجديدة.
وقال "زهران" "اشتريت "كانون" ووضعته أعلى سطح المنزل لإعداد المشروبات وتسوية المأكولات عليه، إذ تتميز الأطعمة المطهوة عليه بمذاقها المختلف والممتع.
وأدى الإقبال الكبير على "المنقد" و"الكانون" بقرى المنياه، إلى المزيد من الطلب على شراء "الحطب وبذور الذرة الشامية"، وظهور بائعين لهم بعد أن كانت سلعًا لا سعر لها ولا طلب عليها.
فيديو قد يعجبك: