لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عشوائيات سوهاج المنسية تستغيث.. حياة غير آدمية خارج حسابات المسؤولين

03:22 م الأحد 24 ديسمبر 2017

كتب - عمار عبد الواحد

سوهاج إحدى محافظات الصعيد الذي عانى الإهمال، على مر العهود، ومع تفاقم الفقر، وغياب الرؤية والتخطيط التنموي، تراكمت العشوائيات بالمحافظة، والتي تتحوّلت بدورها إلى أوكار للفقر والمرض والبطالة والجريمة، وربما الإرهاب.

أكثر من 15 منطقة عشوائية ينكشف من عليها غطاء الأمن والأمان، إذ تصنفها السلطات طبقًا للخطورة إلى مناطق خطرة من الدرجة الثانية، في حين تصنف إحداها ضمن المناطق الخطرة من الدرجة الثالثة، الأكثر خطورة، وهي منطقة أبوشويشة، التي تقع بين أسلاك الضغط العالي بمدينة جرجا، جنوبي المحافظة.

تتصدّر أبوشويشة، عشوائيات سوهاج الخطرة، التي تتضمن قائمتها منطقة الدريسة، بمدينة سوهاج، ومنطقتي الكومة، والجمسة، بمدينة أخميم، ومنطقة القيسارية، بمدينة المنشأة، ومنطقة الحميدي، بجرجا، ومنطقتي الجامع الكبير، وعادل أبووساف، بمدينة البلينا، ومنطقتي الجلايلة، ومنطقة نجع بكار، بدار السلام، ومنطقة الشيخ صاحي، وباهوق، بمدينة المراغة، ومنطقة السكة الحديد، بطما، ومنطقة الفخرانية، بمدينة طهطا، إضافة إلى منطقتي السمّاكين التي يجري تطويرها الآن.

حياة غير آدمية.. خارج حسابات المسؤولين

ويعاني أهالي هذه المناطق، من نقص في كافة الخدمات، بما فيها الصحية، والتعليمية، حيث لا توجد بها مستشفيات أو مدارس، كما أن الطرق إلى معظمها غير ممهدة، وتتميز جميع شوارعها الداخلية بالوعورة والعُسر، ولا تصل إليها خدمات الصرف الصحي.

"عشرات السنين نعيش وآباؤنا حياة غير آدمية".. هكذا كانت صرخة محمد أحمد، من أهالي منطقة السمّاكين العشوائية، بالمنشأة، وقال لــ"مصراوي": "مازلنا نعتمد في جلب مياه الشرب على الطلمبات الحبشية، وفي الإنارة نعتمد على لمبات "العويل" –لمبات الجاز – التي تهدد منازلنا بالحرائق".

بينما قال عبدالرحمن يوسف، من أهالي السمّاكين، "لا أملك من حطام الدنيا سوى قارب صيد أبحر به في نهر النيل لصيد الأسماك التي يقتات منها عيالي، وأنفق منها على أسرتي المكوّنة من 7 أفراد، إننا نعيش الآن على أمل تحقق وعود المسؤولين بتأهيل مناطقنا للحياة الكريمة، ومد المرافق والخدمات لنا كبقية الناس".

أما صبري السيد، من سكان منطقة السكة الحديد، بطما، فاختصر القصة في اختفاء الخدمات من المنطقة، قائلًا إن المسؤولين يتعاقبون، على رئاسة الوحدة المحلية بطما، مسؤول وراء آخر، عهد وراء عهد، دون أن يعلموا عنّا أي شيء حتى، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء زيارتنا، للوقوف على حقيقة حياتنا، إننا خارج حساباتهم.

مساعٍ بطيئة

أكثر من 10 مناطق من هذه المناطق أملاك دولة، تُطالب المحافظة الأهالي بإعادة تأهيلها، لتهالك المباني بها، والتي تُمثّل خطورة على ساكنيها، أما المناطق الأخرى، ومنها منطقة السماكين، بالمنشأة، يجري تطويرها بالفعل.

وتسعى الهيئة القومية للسكك الحديدية، إلى تطوير منطقتي الدريسة، بمدينة سوهاج، ومنطقة السكة الحديد، بمدينة طما. 

"نعم ربما توجد خطة، والدليل على ذلك وجود أعمال تطوير في منطقة السماكين، لكن ماذا عن باقي المناطق؟"، تساءل محمود السيد، من منطقة الدريسة، بسوهاج، قائلًا: "إننا لا نرى خططًا ولن نصدق أي كلام عن الخطط والتنمية دون أن نلمسه بأيدينا.. شبعنا من الكلام، وإن كانت هناك خطة بالفعل فهي بطيئة جدًا".

الآثار تُعجّل بالتطوير

وتقوم وزارتي الإسكان والآثار، بالتنسيق فيما بينهما لتطوير منطقة الجمسة، بأخميم، حيث تتزايد احتمالات وجود آثار بها، كما يجري التنسيق مع الوحدة المحلية لمدينة جرجا، لدراسة تطوير منطقة الحميدي.

ما دفع طه محمد، بمنطقة الدريسة، إلى الإشارة إلى وجود علاقة بين التطوير والآثار، قائلًا "إذا كانت منطقتنا بها آثار فربما كانت أولى بالتطوير، يبدو أن الآثار أهم من المواطنين في بلدنا". 

جهود حكومية غير مسبوقة

من جانبه قال الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، إن المحافظة تحاول بكل إمكاناتها القضاء على العشوائيات، وإنها أنشأت بالفعل 9 عمارات سكنية، بارتفاع خمس طوابق، بإجمالي 207 شقق، بمنطقة السمّاكين كمرحلة أولى، مضيفًا أنه جاري تطوير باقي منطقة السماكين بالمنشأة، ومنطقة القيسارية، بمركز المنشأة، وذلك بالتنسيق مع الإدارة المركزية لتطوير المناطق العشوائية، وهيئة التخطيط العمراني، بإدارة متابعة مشروعات الجمهورية، وذلك في إطار خطة الدولة لتطوير المناطق العشوائية على مستوى الجمهورية .

وأوضح "عبد المنعم" أن هناك أولويات في تطوير المناطق العشوائية، حسب خطورتها، وأشار إلى وجود 6 مناطق عشوائية، ستقوم المحافظة بدراسة عدد من المقترحات لتطويرها خلال 2018، مؤكدًا أنها جهود غير مسبوقة.

لافتًا إلى التخطيط لنقل الأهالي بعمارات الإسكان الاجتماعي، في حال قرب المنطقة المستهدفة منها، أو بناء عمارات جديدة على أراضٍ فضاء أملاك دولة خصيصًا لنقل الأهالي إليها، على أن تزال العشوائيات، وتستغل أراضيها إما لإقامة مدن بديلة، أو لإقامة مبانٍ خدمية للمواطنين أو حدائق عامة، مؤكدًا أن ما يجري التخطيط له الآن من إزالة تامة للمناطق العشوائية في سوهاج، يأتي في سياق توجه عام من الدولة لإزالة كافة العشوائيات على مستوى الجمهورية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان