التلفزيون والتليفون من الممنوعات.. "المرسم" فندق سياحي من القرن الماضي

الأقصر – محمد محروس:

تزخر مدينة الأقصر بمعالمها الأثرية التي تجذب إليها السياح من شتى بقاع الأرض، بالأماكن التراثية التي يحرص على زيارتها المولعون بالحياة المصرية لطابعها المميز والفريد.

فندق "المرسم" التاريخي بالبر الغربي أبرز هذه المعالم فكل شيء في الفندق الذي بني بالطوب اللبن قبل نحو 100 عام على يد "علي عبدالرسول" أحد أشهر شيوخ القرنة وحامل أسرار كنوزها الأثرية، فهنا كل شيء طبيعي للغاية، الحياة بأدوات القرن الماضي، فغرف الفندق ذات السقف العالي بلا تلفاز أو تليفون.

يقع الفندق أمام سفح جبل القرنة بالقرب من منطقة المقابر الأثرية وعلى بعد أمتار من معبدي حتشبسوت وهابو ومقابر وادي الملوك، وتحيطه من الناحية الشمالية منطقة وادي الحيتان الأثرية، بينما من الناحية الجنوبية والشرقية تحيطه الزراعات والحياة الريفية الهادئة، التي يعشقها السياح الباحثين عن الراحة والتأمل، الذين ملوا الحداثة والتطور التنكنولوجي.

يضم الفندق الذي يتكون من طابقين إلى جانب غرف النزلاء، مطعما ومقهى سياحي الأثاث والمفروشات والتحف والفاظات كلها من تلك الطراز العتيق الذي كان يتميز به القرن الماضي.

طاقم الفندق أيضا يشبهونه يرتدون الأزياء الريفية دون أدنى تكلف، ففي المطعم يوجد "حندقها" المتر الذي يقدم الوجبات للزوار، يرتدي جلبابا صعيديا تقليديا، ويقدم وجبات ريفية وشعبية مثل تلك التي يتناولها سكان القرنة منذ عشرات السنين، حتى الخبز يتم خبزه في فرن بلدي في ذات المكان بعد وضعه لساعات تحت أشعة الشمس، كما يفعل سكان المنطقة.

الفندق يجذب إليه عادة الفنانين والأثريين نظرا لكونه يجمع بين الطبيعة الخلابة والحضارة الفرعونية القديمة، ويوجد على جدرانه صور ورسومات تشكيلية توثق الحياة الريفية والطبيعية في القرنة، تركها بعض الفنانين خلال زيارتهم وإقامتهم به، ولعل أبرز من أقام في هذا الفندق الإنجليزي هوارد كارتر مكتشف مقبرة الملك الفرعوني الصغير توت عنخ آمون عام 1922 قبل أن يبني له بيتا خاصا بعد ذلك.

يقول سيد عبدالرسول صاحب الفندق أن الفندق أنشأه بيت شيكاغو للآثار عام 1918، وكان الهدف من إنشائه إجراء رفع مساحي لجميع المناطق الأثرية الموجودة بالبر الغربي.

يضيف عبدالرسول من أشهر من أقاموا بالفندق من الفنانين أبطال أفلام "ذهب في النيل"، و"صراع في الوادي"، و"البحث عن توت عنخ آمون" أبرزهم الفنان الكبير يوسف وهبي، وعمر الشريف، وحسين فهمى، ومحمد منير.