إعلان

سيدة تروسيكل جديدة بالشرقية.. "وفاء" تكافح لعلاج أبنائها بعد هروب الزوج

04:36 م الخميس 16 فبراير 2017

الشرقية – فاطمة الديب:
"كان لازم أتعلم أي حاجة تغنيني عن السؤال، بعد طليقي ما هرب وسابني للمكتوب أنا وولادي ومرضهم، وبقى حالنا يِصعَب على الكافر".. بهذه الكلمات بدأت "وفاء محمد منصور" 34 عامًا، من مدينة فاقوس بمحافظة الشرقية، حديثها لـ"مصراوي" عن معاناتها وسبب عملها سائقة تروسيكل.

قصة "وفاء" مع الشقاء بدأت مبكرا، وفقا للسيدة التي قالت: "من صغري وأنا شايلة الهم، أبويا مات وأنا بنت 40 يوما، واتجوزت صغيرة من أشرف اللي كان شغال أرزقي على باب الله، بيشيل رمل وزلط؛ وبعد ربنا ما رزقنا بولدين وبنتين المرض واكلهم وإحنا مش حيلتنا حاجة".

"عيالي غلابة، ماجدة مخطوبة ومش عارفة أجهزها، وجيهان معاقة ذهنيًا، ومهند عنده السكر، وأحمد آخر العنقود ربنا ابتلاني فيه بكهرباء زايدة في المخ، وفوق كل دا تعبي في بطني وعيني اللي مش بشوف بيها، والحمد لله صابرة وراضية"، قالتها "وفاء" قبل أن تتنهد وهي تتابع: "طليقي الله يسامحه بدل ما يشيل معايا ويهون عليا سابني ومشي لما لقى نفسه مش قادر على حِملنا، خرج في يوم بعد العصر وقال رايح يشوف أي شغل، وفضل 8 شهور مش عارفين له طريق، ولما كلمت أهله حصل الطلاق".

كل اللي أتمناه أعرف أعالج عيالي وأجهز بنتي.. نفسي أفرح ولو ثانية واحدة

وتستطرد الأم: "بعد الطلاق ربنا كرمني وبقيت أقبض معاش شهري 450 جنيها، وشفت الويل بعد الطلاق، العيال حملهم تقيل أوي؛ أوقات كتير كنت بجيب عيش من على السطح أبله بمياه ونأكله علشان مفيش فلوس وملناش تموين، دا غير إن مهند محتاج حقنة أنسولين بـ40 جنيها كل يوم، يوم يبقى معايا وأجيبها، ويوم أمد إيدي وأشحت ثمنها من أهل الخير".

وعن سبب اختيارها العمل على التروسيكل، قالت: "بصراحة الأول كنت بقدر أشتغل، أمسح شقق وأغسل سجاد، وأوقات أروح أشيل رمل وطوب زي الرجالة، بس الوضع اتغير بعد ما جالي فتاء ومبقيتش قادرة أشيل نفسي، وولاد الحلال دلوني أشتري تروسيكل وأجيب شباشب وأبيعها، ولأني مش معايا فلوس روحت لواحد بيبيع أجهزة بالقسط واشتريت ثلاجة وغسالة أوتوماتيك وأنبوبة بوتاجاز، وبيعتهم بـ 3 آلاف جنيه بعد ما كان ثمنهم 8 آلاف، علشان أشتري التروسيكل".

وأضافت: "دفعت مقدمة التروسيكل، وكنت بروح أجيب الشباشب وأقف في السوق أبيعها، وقتها كنت لسه ما اعرفش أسوق وكنت بجر التروسيكل للسوق رايح جاي، لحد في يوم ما مهند ابني شار عليا أتعلم السواقة، ورغم إني محتاجة زرع قرنية في عينيا الاثنين اللي مش بشوف بيهم زي الناس، إلا إني اتعلمت وبقيت أسوق، وماجدة تقعد جنبي تقولي على الطريق، بس الهم عارف صحابه كويس، في يوم خبطت في عربية والمساعدين بتوع التروسيكل اتكسروا، وقتها اللي باع لي التروسيكل بالقسط خده مني وقالي كده خلاص، وخد التروسيكل بباقي الأقساط، وبعدها بقيت أسرح بتروسيكل بالإيجار، أنقل خردة أو شباشب أو أي حد عاوز يشيل حاجة، ويوماتي أنا وعيالي في الشارع ندور على رزقنا بالتروسيكل".

وبعيون يملؤها الأسى والدموع: "والله الهم ما بيفارقني لحظة، الشقة إيجارها 450 جنيها، والعقد خلصان من سنة، وصاحب البيت بيطرد فينا يوماتي، علشان البيت آيل للسقوط وممكن يقع فوق راسنا في أي وقت، بس هعمل إيه بقى مليش مكان أروح له أنا والعيال، بننام وإحنا مش عارفين هنقوم تاني يوم ولا هنموت، وأول ما بسمع آذان الفجر بحمد ربنا إننا لسه عايشين، وأجرى على أكل عيشي أنا وعيالي بالتروسيكل، ماجدة بتقعد جنبي تقولي على الطريق، ومهند وأحمد بيقعدوا في صندوق التروسيكل، وجيهان بسيبها عند أختي لحد ما نرجع آخر اليوم".

واختتمت حديثها قائلة: "كل اللي بتمناه من ربنا يعينني وأعرف أعالج عيالي وأجهز بنتي الكبيرة، نفسي أفرح ولو ثانية واحدة.. ملناش غير ربنا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان