إعلان

في السويس.. نساء يزفون "عريس السماء" عمرو حامد بالزغاريد - صور

04:13 م السبت 18 فبراير 2017

السويس - حسام الدين أحمد:

إن كنت مارًا بشارع ناصر بالسويس فلن تسمع إلا زغاريد النساء، اللاتي حضرن يأدين واجب عليهن في عرس الشهيد عمرو، ليزفونه إلى الجنة، بينما إن كنت من حاضري ذلك المشهد المهيب فلن ترى إلا دموع من أقارب الراحل، وكأنها سهاما تمزق الصبر بريشة ترسم على الوجوه علامات الحزن.

إن كان قلبك ضعيفا فدعك من بكاءهن، وأنظر إلى عيون الرجال سترى فيها لمعة من دمعة حبست رغما عنها، بدافع الصبر.. دقق النظر جيدًا فسوف تبكي وأمه تحدثك عن معني الفراق دون أن تبرح مكانها في أعينهم.

هكذا كانت الصورة اليوم السبت في وداع المجند عمرو حامد الذي استشهد أمس خلال مداهمات على الأوكار الإرهابية بجبل الحلال بسيناء أمس.

تزاحم أصدقاء الشهيد على باب مسجد حمزه، كل منهم يسعى لنيل شرف حمل جثمانه الطاهر، بينما تسابقت أيدي زملاءه المجندين بالقوات المسلحة وساروا بجسده الطاهر في الجنازة العسكرية التي تقدمها محافظ السويس والقيادات العسكرية بالمنطقة الشرقية الموحدة لمكافحة الإرهاب والجيش الثالث الميداني والقيادات الأمنية.
كان "مسعد حسن" عم الشهيد بدا أكثر تماسكا من أحمد الشقيق الأكبر للراحل، وباقي أقاربه، تحدث معنا وهو يكفكف دموعه ويحاول ضبط أنفاسه، كان يردد " في الجنة يا حبيبي.. مكانك عند ربنا مع أبوك" مضيفًا:" كنت بمثابه والد عمرو بعد وفاة والده قبل سنوات".
وتحدث مسعد عن الشهيد قائلا "هو زي ابني الصغير.. حصل على دبلوم الصنايع، ثم التحق بالقوات المسلحة مصنع الرجال ليؤدي الخدمة العسكرية، كان مطيعا لشقيقه الأكبر أحمد الذي يبلغ عمره 27 عاما، وصديقا له قبل أن يكون أخوه".

لم يتحدث أحمد مع أحد، لكن من لا يعرفه أدرك جيدًا انه شقيق الشهيد، فكان يهذي بكلمات لا يصل منها مفهومًا إلا اسم عمرو، وكلمة يا حبيبي، متكأ على اكتاف أصدقاءه، يساندونه حتى لا يخر بين الحشود المشاركة في الجنازة، من فرط ما ألم به من وجع.

أما والدته قطعت الدموع أنفاسها، فغلبتها بالزغاريد التي أطلقتها فرحة بما ناله ابنها الذي صدق وعده مع الله، لم تستطع التحدث، كانت تمتهم بكلمات تدعو الله فيها لأصغر أبنائها، وهى التى كانت آخر من يعلم بوفاته، فقد اخفى أعمامه الخبر عنها حتى عادت من زيارة عائلية فى بورسعيد بالأمس، حرصا عليها كونها تعاني من مرض السكر وتعاني من التعرض للغيبوبة من آن لآخر.

كان بجوار والدة الشهيد بعض النسوة، يحاولن أن يصبرنها بأ لا تحزن فقد اختار الله الراحل أن يكون بجواره، وسيزوجه بُحور عين.

اخبرتنا جاراته أن أم الشهيد أخدت عهدًا على نفسها أن تذبح خروفين بعد شهر فقط، عندما ينتهي عمرو من الخدمة العسكرية، وتوزعها على الفقراء والمساكين، ثم تخطب له من يختار من الفتيات لتتم فرحتها بـ"آخر العنقود"، بعد أن اطمأنت على شقيقته وشقيقه الأكبر بتزويجهما، لكن الله قدر أن يجعله شهيدا، حيا عنده يكتب له ما أراد من الحور العين في جنة الخلد.

قال صلاح سعد، ابن خال الشهيد، إن آخر زيارة للراحل كانت قبل 10 أيامًا، حينها حرص على زيارة كل أقاربه، فى السويس، وكأنه يودعهم قبل الرحيل إلى دار البقاء..

فيديو قد يعجبك: