لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"المعلم الأمين".. رفض إغراء المال فانتفض الجميع لتكريمه بالمنيا

08:22 م السبت 11 مارس 2017

المنيا ــ ريمون الراوي:

لم يخطر ببال محمد إبراهيم، مدرس الحاسب الآلي الشاب، المقيم بأحد مراكز الصعيد، أن حرصه علي غض الطرف أثناء السير، وأمانته التي تربي عليها منذ نعومة أظافره، سيجعلان منه نموذجًا للمعلم الأمين يحتفي به زملائه، كنموذجًا لما ينبغي أن يكون عليه المُربي، من أمانة رغم كل الظروف.

وقال محمد أحمد محمد محمد إبراهيم، 29 معلم حاسب آلي، بإحدى مدارس مركز ملوي، جنوب محافظة المنيا، إنه في أواخر شهر فبراير الماضي، وأثناء سيره بمدينة ملوي متوجها لمدرسة ملوي الإعدادية الحديثة، المنتدب بها لتكملة نصابه القانوني من الحصص، عثر علي مبلغ مالي ضخم، تبين أنه 34 ألف جنيه.

وأوضح محمد إبراهيم، أن عثوره علي الأموال كان في وقت الظهيرة، بينما كان في طريقه للفترة المسائية بالمدرسة المنتدب بها، عندما وقعت عيناه علي "رزمتي أموال"، ملقيتان وسط كومة بجانب الطريق، فلما مال ناحيتهما وجد أن ما رأته عيناه صحيحا وأنهما كمية من الأوراق المالية تبلغ عدة آلاف من الجنيهات.

وأضاف محمد إبراهيم أن أول ما دار بباله هو حالة صاحب الأموال، بعدما تخيل حسرة الرجل أو حيرته والصدمة التي تتسبب له والإيذاء النفسي أو الصحي.

وبادر المعلم الشاب بالمرور علي المحال التجارية الموجودة بالمنطقة، يُعلمهم أنه عثر علي "أمانة"، ويحتفظ بها لمن يقدم الدليل علي أنه مالكها.

وأوضح محمد إبراهيم، أن اختياره لتعبير أمانة دون أن يوضح لأصحاب المتاجر إن كانت أموالا أو مشغولات ذهبية، كما ظن بعضهم، إنما هو من باب الحرص والتدقيق، حتى لا يدعي أحد أنه صاحب تلك "الأمانة" ويكون من يقدم الوصف الدقيق هو المالك الفعلي متى ظهر.

وتابع روايته:" لم يمض وقتًا طويل حتى اتصل بي صديق من تجار المنطقة يدعي محمود، كنت أعلمته بالأمر، و الذي أكد أن موظف بشركة الكهرباء يسأل عن مبلغ مالي ضخم، فلما سألته عن المواصفات حدد مقدارها بدقة، وأنها محاطة بشريط ورقي يخص أحد البنوك الحكومية.

وتبين أن صاحب الأموال فني بسيط بشركة الكهرباء، كان صرف قرضا ماليا من بنك، لاحتياجه له، وأثناء ركوبه دراجة نارية سقطت رزمتين كبيرتين من الأموال، وكان يبحث عنهما فاقدا الأمل في استعادتهما.

وأضاف المعلم الشاب:" بمجرد لقائي صاحب الأموال الذي كان يبحث عنها بلهفة، انبهر من أمانتي ودقة بحثي عنه، وعرض علي مبلغ 4 آلاف جنيه مكافأة، فرفضت بشكل قاطع أن أحصل عليها".

وكشف المعلم الأمين أن واقعة إعادته للأموال تزامنت مع وفاة والده، الذي فارق الدنيا قبلها بأسبوع، وكان محمد إبراهيم مطالبا بالتزامات مالية عديدة، لم يفكر فيها أثناء اتخاذ قراره القاطع برد الأمانات لأهلها.

وشدد أحمد محمد أحمد علي، رئيس النقابة الفرعية للمعلمين بجنوب المنيا، أن قرار نقابة المعلمين تكريم المعلم الأمين هو درس يقدم للأجيال علي أهمية الأمانة، وتأكيد علي الصفات الأصيلة لكل معلمي مصر الشرفاء.

وأضاف:" نقابة معلمي ملوي رفعت مذكرة للسيد خلف الزناتي، نقيب معلمي مصر، لتكريم من لم يغره المال، بينما تمر البلاد بمنعطفا اقتصاديا، ربما يستغله قلة من ضعاف النفوس في تبرير مواقف، إلا أن الشرفاء وهم الفئة الغالبة ما زالوا يقدمون نماذج مشرفة يفخر بها الوطن".

من جانبه كرم خلف الزناتي، نقيب معلمي مصر، المعلم الأمين، مانحا إياه درع تكريم ومكافأة رمزية، نظير تقديمه صورة مشرفة للمعلم المصري بشكل تلقائي، دون أن يضع في اعتباره الترويج لقصته أو البحث عن تكريم.

وجرى تكريم المعلم من قبل وكيل وزارة التعليم بالمنيا ورئيس جامعتها في احتفالية أخرى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان