لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"الجريمة" تنتهك براءة الأطفال بقنا.. وكلمة السر "الإنترنت"

08:48 م الأربعاء 15 مارس 2017

 قنا – أبو المعارف الحفناوي:

لم تشهد محافظات الصعيد، التي عنيت بالحفاظ على أبنائها، منذ عقود، ما شهدته خلال الفترة الماضية، من أحداث جسام، ضربت براءة فلذات أكبادهم، بأساليب بدت ومنذ الوهلة الأولى، تؤرق مستقبل أطفالهم، وتؤرخ لواقع إجرامي جديد، ينتهك حرمات طفولة جيل، ليس له في أمره ناقة أو جمل.

هنا طفولة ذبيحة، وأخرى مفقودة، وثالثة عانت ويلات الخطف والهوان، ورابعة كان الحرام سببًا لدفنها في الرمال، حوادث متتالية ومتعاقبة، استنكرها المجتمع الصعيدي، جملة وتفصيلًا، رغم أن مرتكبيها هم بعض ممن ينتمون إليه، صراخ وعويل، بحث واقتفاء للأثر، ولو بالسحر والدجل والشعوذة، تسلل عبر الطرقات في عتمة الليل البهيم، حتى يتثنى لإحداهن أن تلقى برضيعها في الزراعات المجاورة، أو في طريق قرية أخرى، حكايات وروايات لحوادث واقعية، قارب مضمونها أساطير الجاهلية الأولى.

في قنا، شهدت المحافظة خلال الأشهر القليلة الماضية، جرائم عدة، انتهكت براءة الأطفال، فهناك قرابة 12 حُرر لهم محاضر تغيب، عاد منهم 4 جثث في أجولة، غالبيتهم "بنات" لا تتعدى أعمارهن خمسة عشر عامًا، وآخرون، عادوا عبر "فيسبوك "، بعد نشر صورهم، وآخرون ما زالوا قيد البحث، والعثور على قرابة 10 لقطاء بمختلف مراكز المحافظة، من بينهم رضيع دُفن في الرمال، وآخر عُثر عليه جثة متعفنة داخل ترعة بأبوتشت.

ذبح شروق وشهد والعثور على جثتي أسماء وعبد الرحمن

وكان من أبرز قضايا انتهاء براءة الأطفال بقنا، ذبح الطفلتين شروق وشهد بنجع حمادي، بعد خطفهن، والعثور على جثة الأولى داخل جوال بمجمع مواقف نجع حمادي، والأخرى في ترعة بأبو تشت.

استخدم أهالي الطفلتين، كافة أنواع وأساليب البحث عنهن، ولكن دون جدوى، حتى عُدن، جثتين، وسط حرقة قلب أم، ودموع لم تجف حتى الآن، ومطالبات بالقصاص من القتلة، واعدامهما في مكان عام، ليكونوا عبرة لغيرهم.

والد ووالدة وجدة شروق، التي لم تُكمل عامها الخامس، خيّم الحزن عليهم، فبعد أن كان والدها الذي يعمل سائقًا، يكدح ليل نهار، حتى يوفر لها ولشقيقها الأصغر، لقمة العيش، ويعمل على أن يزفها عروس لزوجها، حملها على يديه ودفَنها في قبر، ثم عاد والقهر يملأ قلبه، يبحث عن دوافع الجريمة.

وكشفت تحريات المباحث، أن وراء ارتكاب الواقعة، زوجة أب المجني عليها الثانية، استدرجت الطفلتين، إلى مكان، وذبحهن، انتقامًا من والدها، بسبب خلافات على منزل، وقضايا النفقة التي رفعتها عليه والدة المجني عليها الثانية.

وفي مركز الوقف، استدرجت فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا، أخرى وتدعى أسماء قناوي، 15 عامًا، إلى مجند من نفس القرية، والذي وجهت له النيابة العامة، تهمة هتك عرض الطفلة، وقتلها بعد التعدي عليها بالضرب بآلة حادة، في أماكن متفرقة بالجسم، ووضع جثتها في جوال، أعلى سطح المنزل، لمدة قاربت 10 10 أيام، وأهلها يبحثون عنها في كل مكان.

وفي مركز نقادة، جنوبي قنا، قطع الأهالي الطريق، احتجاجًا على تغيب طفل لم يتعدى سنتين من عمره، وبعد يوم عُثر على جثته ، ملقاة داخل ترعة، بعد " كتم نفسه " وقتله.

تغيب الأطفال

وتقدم قرابة 6 آخرين، إلى مراكز الشرطة المختلفة بمراكز قنا، ببلاغات، بتغيب أطفالهم، وأخرجوا سيارات تجوب القرى، ينادي المنادي "يا ولاد الحلال في طفل غايب ياريت اللي يلاقيه يوديه لأهله"، وأيضًا نشرت الصور على مواقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك"، ما ساعد في عودة 3 منهم، وهناك مثلهم، مفقودين منذ أشهر، وسط حيرة أهلهم.

10 لقطاء

وعثر أهالي بمراكز قنا، على قرابة 10 رضّع، في الشوارع العامة والطرقات منهم أحياء، وآخرون فقدوا حياتهم، كان أبرزهم، العثور على رضيع مدفون داخل الرمال بقوص، وآخر" مخنوق بكيس" وملقاة داخل كرتونة في زراعات القصب، خلف نقطة شرطة بنجع حمادي، وآخر جثة متعفنة داخل ترعة بأبو تشت.

الأمن: علاقات غير شرعية وراء العثور على لقطاء

ورجّح مصدر أمني، السبب وراء ارتفاع حالات العثور على لقطاء، بأن ذلك يرجع إلى وجود علاقات غير شرعية بين رجل وامرأة، مشيرًا إلى أن يتم استدعاء شيخ الناحية، التي عُثر فيها اللقيط، لسؤاله، لكشف ملابسات الواقعة.

ونفى المصدر أن يكون هناك جرائم خطف للأطفال مقابل، سرقة أعضائهم، مشيًر إلى أن جثث الأطفال، التي عُثر عليها، كشفت التحريات أن ذلك بسبب خلافات عائلية، وفي حالة واحدة كان الدافع السرقة وهتك العرض.

الصحة: دار رعاية للأيتام واللقطاء

وقال الدكتور أيمن خضاري، وكيل وزارة الصحة بقنا، إن هناك دار لرعاية المعثور عليهم، يسمى رعاية الطفل، مشيرًا إلى أن الطفل أقل من 28 يومًا يتم وضعه في حضّانة ، وعندما يبلغ 28 يومًا يتم وضعه في الدار حتى يصل لسن معين، مشيرًا إلى أن هناك جمعيات خيرية ودور للأيتام ترعاه بعدها بالتنسيق مع الصحة والأجهزة الأمنية والنيابة.

وأضاف، أن هناك مواطنين يرغبون في تبني اللقطاء، ويتقدمون بطلب بذلك، ويتم تشكيل لجنة من الصحة والشؤون الاجتماعية والنيابة، لإنهاء الإجراءات، بعد أخذ اشتراطات على المتبني بالحفاظ عليه.

أستاذ جامعي: طبيعة قنا تميل إلى الإجرام والإنترنت السبب

وقال سيد عوض، أستاذ ورئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب، جامعة جنوب الوادي، إن محافظة قنا، تميل بطبيعتها إلى الإجرام، وتسجل المركز الثاني على مستوى الجمهورية بعد سوهاج، في ارتكاب الجرائم، التي تؤدي بطبيعتها إلى القتل، وتزيد من الثأر.

وأضاف عوض، أن سبب أساسي من ارتكاب هذه الجرائم، هو البعد عن الدين، واستخدام الإنترنت بطريقة خاطئة، تؤثر على الفكر، وتجعل الإنسان يميل إلى ارتكاب جريمته، مشيرًا إلى أن الجرائم التي تستهدف الأطفال، سواء الخطف أو القتل، أو حتى التغيب والعثور على لقطاء، يعتمد بشكل كبير على الطبيعة المجتمعية لأهالي المحافظة.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان