لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الأم المثالية في السويس.. عندما تتحول المحنة إلى منحة

12:00 ص الثلاثاء 21 مارس 2017

الأم المثالية في السويس

السويس - حسام الدين أحمد:

عندما يتحول الأسود الى أبيض، وتخرج المنحة من قلب المحنة، فتش عن الصبر والإرادة، سلاحين استعانت بهما الأم المثالية في السويس على مدى ربع قرن، أحسنت تربية رشا ومحمد، بعد وفاة الزوج بالمرض اللعين، فزوجت الكبرى، وزرعت الإرادة في عقل وقلب شقيقها الأصغر حتى حصل هو الآخر على لقب الموظف "المثالي" في عمله، فتتوج الأم بعده بأسابيع بلقب الأم "المثالية".

قبل 38 عامًا، جمع الرباط المقدس بين نادية طه، باحثة ومحاسبة فى الشهر العقاري بالسويس، وزوجها عبد الرحمن، الذى كان يعمل مهندسًا زراعيًا، فأنجبا رشا وبعد 7 سنوات رزقا بشقيقها محمد.

عاشت الأسرة هدوءًا تخلله الرضا في منزل بسيط بشارع الجيش حين من الدهر، لكن تقلبات الزمن وعاديات الأيام كان لها أن تضرب جدران تلك ذلك المنزل الهادئ بمرض ألم بالأب تدهورت معه حالته الصحية.

"لما عبد الرحمن الله يرحمه عمل الفحوصات، عرفنا إن ده كانسر"، تقول الأم المثالية، لـ "مصراوي"، وتضيف أن الزوج ظل يعاني السرطان خمس سنوات إلى أن تُوفي في العام 1993.

متذكرةً تلك الأيام تقول الأم: "تغير وجه الحياة وأسودت الدنيا في عيناي فكان الحال أضيق من خطى الدموع التي قسمت وجهي شطرين.

"كان أدامي حاجة من اثنين يا أعيش في الحزن ده وأفضل مكاني كدا علشان أنا أرملة، أو أقف على رجلي وأربي أولادي صح ومعتمدش على حد".

كان معاش الزوج قليلاً لا يذكر، فقد توفي صغير السن، فاضطرت للعمل بالمؤهل المتوسط في الشهر العقاري، مستندةً على معاش رفيق حياتها وراتبها لتوفر كفافها وأولادها.

"زميلاتي في الشغل شاروا عليا إني أكمل التعليم، وانتسبت لمعهد الدراسات التعاونية وكانوا بيساعدوني"، تتذكر الأم المثالية تلك الخطوة الهامة في حياتها، وتقول "كانت رشا في أولى إعدادي لما باباها توفى ومحمد كان في أولى ابتدائي، وكنت أذاكر من أجل دراستي في المعهد إلى جانب طفلي أشد من أذرهم ويشجعوني، فامتزجت الصداقة والأمومة بيننا وتمكنا من زرع القيم والاخلاق بيننا".

"لازم أقدملك في المسابقة يا ماما.. دي حاجه ليها طعم مختلف"، كانت كلمات محمد لها وهو يقنعها بضرورة المشاركة في مسابقة الأم المثالية، قبل أن يرسل قصتها لمديرية التضامن الاجتماعي في السويس وتفوز باللقب.

حصلت نادية على شهادة المعهد العالي، وترقت في عملها وباتت باحثة تمويل ومحاسبة، وزاد راتبها أيضًا، واليوم هي الأم المثالية بما بذلته وزرعته داخل أسرتها الصغيرة.

"ليس بالهدايا ولا المكافأة ولا الألقاب.. تعبك مع أولادك فى البيت وتحمل المسؤولية هو أجمل هدية وأجمل وردة تقدم لكي"، رسالة وجهتها الأم المثالية في السويس لكل أم، مؤكدةً أن نجاح الأولاد في حياتهم هو أجمل هدية.​​

الأم المثالية في السويس (2)

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان