إعلان

بالصور.. عم معاطي.. الشيشة آخر ملاذ لإنقاذ جيل تصليح البوابير

04:13 م الأربعاء 08 مارس 2017

الدقهلية - رامي محمود:
"أصلّح وابور الجاز".. كلمات تناثرت مع التطور التكنولوجي، بعد أن كانت سائدة في شوارع مصر خلال الخمسينيات والستينيات، إلا أن ظهور البوتاجاز واستخدام الغاز الطبيعي، جعل مهنة تصليح البوابير تختفي تدريجيًا حتى انقرضت بشكل شبه كلي.

ورغم انقراض أصحاب مهنة تصليح الوابور، مازال عم معاطي، أو "عم معاطي أبو أمل"، كما يلقبونه بمنطقة شارع الشيخة عائشة في المنصورة، متمسكا بالمهنة، التي تطورت فيما بعد إلى إصلاح الشيشة.

"مصراوي" التقى بعم معاطي، الذي يمارس مهنته داخل كشك صغير لا يتعدى المتر ونصف المتر بمنتصف شارع الشيخة عائشة، وحوله أداوته التي يستخدمها (كاوية.. نشادر.. أزير.. ماء نار للتطهير)، وعدد من البوابير التالفة، وأعداد كبيرة من الشيشة، التي يريد أصحاب مقاهي المنصورة إصلاحها، باعتباره العامل الوحيد في المدينة، القادر على أداء تلك المهمة.

يقول عم معاطي، البالغ 65 سنة: "تعلمت مهنة إصلاح البوابير من 50 سنة، وقتما كان الوابور داخل كل بيت بالمنصورة، وكانت مهنة تؤكّل صاحبها الشهد، لحد بداية استخدام البوتاجاز، وانقرض الوابور داخل المنازل، سواء في المدينة أو الأرياف، وأصبح الوابور بلا قيمة لديهم".

وأضاف صنايعي الوابور: "منذ صغري وأنا أعمل بيدي، اشتغلت سمكري، لكن ملقتش نفسي في الشغلانة، لحد ما اتعلمت مهنة تصليح الوابور، وجيت هنا وعملت الكشك ده، وأصبحت آخر واحد في جيل المهنة، اللي قربت تنقرض".

ولفت عم معاطي -الذي تشققت يده نتيجة عمله الشاق باستخدام المواد الكيمياوية- إلى أن استخدامات الوابور أصبحت نادرة، إلا بعض المواطنين الذين يستخدمونه في التدفئة، الذين يأتون إليه لإصلاحها، بعد اختفاء العاملون بصيانتها.

وللحفاظ على مصدر رزقه، أكد أن عمله لا يقتصر على تصليح البوابير، وإنما امتد إلى تصليح الشيشة، قائلا: "بشتغل على تصليح الشيش ولحامها، وأصحاب المقاهي يأتوا لإصلاحها".

وعن إصراره بتمسكه بتلك المهنة التي أوشكت على الاختفاء، أوضح عم معاطي أنه لن يتركها حتى الموت: "قعدتي قدام النار ولا قعدتي في البيت اللي ممكن تموتني، وخلال فصل الشتاء عدد محدود من المواطنين يستخدمون البوابير في التدفئة، ويأتون لإصلاحها، أما خلال الصيف فيصبح الاعتماد الكلي على تصليح الشيشة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان