لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هنا "نبروة".. مصدّرة "الفسيخ" لمصر والوطن العربي.. "فيديو وصور"

01:32 م الجمعة 14 أبريل 2017

الدقهلية - رامي القناوي:

طوابير من السيارات والبشر مصطفة أمام محلات في سوق كبير تفوح منه رائحة "الفسيخ".. "قربي يا هانم.. تعالى يا بيه.. كيلو الفسيخ بـ50 جنيهًا".. هذا هو الحال في مدينة نبروة بالدقهلية.. أكبر المدن إنتاجًا وبيعًا للأسماك المملحة بالتزامن مع احتفالات "شم النسيم" من كل عام، والتي تجول فيها "مصراوي" راصدًا بعدسته كل ما يخص تلك الصنعة وبيعها.

فالمدينة التي لا تبعد سوى 12 كم عن عاصمة المحافظة، تعد المدينة الأولى على مستوى الجمهورية في صناعه الفسيخ بعدما ذاع صيتها، ويتردد عليها كل من يريد شراء الأسماك المملحة بل وصل الأمر إلى تصدير تلك الأسماك المملحة لعدد من البلدان العربية.

"الفسيخ".. "صنعة" نبروة منذ الاحتلال و"أكلة" يعشقها مشاهير الفن والرياضة

"ليست مدينة مطلة على البحر أو ذات تاريخ فرعوني".. بتلك الكلمات يروي سامح الزهار، الباحث الأثري، تاريخ مدينة نبروة، موضحًا أن بداية امتهان أهل المدينة لصناعة الفسيخ كانت مع بدايات الاحتلال الإنجليزي لمصر، حينما كانت الأرض الزراعية في ملكية عدد محدود من الإقطاعيين، ولم يجد أبناء المدينة التي كانت في ذلك الوقت قرية تتبع مديرية الغربية، مجالًا للعمل في مهنة الزراعة، فاتجهوا إلى مهنة صيد الأسماك لقرب المدينة من بلطيم بكفر الشيخ.

ويضيف: "وقتئذ بدأ الصيادون في تمليح ما زاد عن حاجة الأسواق، بهدف الحفاظ عليها لفترات طويلة، ومن هنا ذاع صيت أهل المدينة باحترافهم المهنة، وأصبحوا من رموزها على مستوي الجمهورية".

ويقول عبد الموجود شلبي، صاحب محل فسحاني شهير: "الاحترام والجودة أهم مايميز تاجر الفسيخ فدائمًا الزبون يبحث عن السمكة النضيفة والسعر المناسب"، ويضيف: "ورثت تلك المهنة عن أبي الذي كان يعمل بها، خاصة أن المدينة تشتهر بصناعة الفسيخ وبها الكثير من المصانع والعمال الفسخانية".

ويوضح هاني العش، فسخاني: "للصنعة فن وأسرار لا أحد يعرفها.. فصناعة الفسيخ ليست مجرد جلب الأسماك ووضعها ببراميل داخلها ملح وغلقها لعده أيام"، مشيرًا إلى أن "تلك الصناعة فائقة الأهمية والدقة بدءًا من اختيار نوع الملح الخشن الجيد، والصناديق الخشبية وعدم استعمال البلاستيكية لتفاعلها مع الملح، واختيار السمكة الجيدة، وغسلها جيدًا، ووضع الملح في الخياشيم ورص الأسماك داخل الصناديق، ووضع الملح الخشن بين صفوف السمك بعناية فائقة وتغطيه البراميل بإحكام بحيث لا يتسرب الهواء إليها لمدة تصل إلى 330 يومًا".

وعن الأسعار يشير "العش"، إلى أن هذا العام شهد زيادة في الأسعار بمعدل 50% عن العام الماضي؛ بسبب ارتفاع سعر السمك البوري، إثر تصدير أصحاب المزارع الأسماك وزيادة سعر العلف، ما تسبب في وصول سعر كيلو "الفسيخ الجامبو" إلى 100 جنيه، و"الممتاز الكبير" 90 جنيهًا، والمتوسط 75 جنيهًا، والصغير 50 جنيهًا.

وبخصوص تردد نجوم الفن والمشاهير على المدينة لشراء الفسيخ، يقول شريف اليماني، صاحب محل: "الكثير من نجوم الفن والمطربين ولاعبي الكرة يأتون إلى المدينة لشراء الفسيخ، مثل الفنان أحمد بدير، والداعية الإسلامي محمد حسان، ولاعبي الزمالك إبراهيم صلاح وشيكابالا، بالإضافة إلى عدد كبير من نواب البرلمان الذي يأتون الى المدينة لشراء طلبيات كبيرة وإهدائها الى زملائهم بالمجلس.

تحذيرات طبية من الأسماك المملحة.. وإقبال على الشراء

من جانبه، حذر الدكتور جمال العبيدي، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بجامعة المنصورة، من تناول الفسيخ هذا العام؛ نظرًا لوجود مخزون لدى أصحاب محلات الأسماك بسبب الإحجام من قبل المواطنين على الشراء بسبب ارتفاع الأسعار ولجوء أصحاب تلك المحلات إلى تحويل السمك إلى فسيخ، الأمر الذي يؤدي إلى تعرض الفسيخ للبكتيريا "اللاهوائية"، والتي قد تؤدي للوفاه في الحال.

وأضاف "العبيدي" أن أعراض التسمم تبدأ بالقيء وارتفاع درجة الحرارة والإسهال، مطالبًا من يظهر عليه تلك الأعراض من المواطنين بالتوجه إلى أقرب مستشفى.

ورغم المحاذير الطبية من الفسيخ إلا أن المحلات شهدت زحامًا كبير، فيقول كامل عبد الله، مواطن: "أحضر كل عام إلى المدينة من محافظة المنوفية لشراء الفسيخ، ولكن الأمر اختلف هذا العام، بسبب ارتفاع الأسعار، فبعدما كنت أحصل على 3 كجم من الفسيخ كل عام اشتري هذا الموسم 2 كيلو فقط".

أما جمال الزيات، مندوب مبيعات بإحدى الشركات الخاصة، يؤكد أنه حضر لشراء 50 كجم من الفسيخ له وزملائه بالعمل، خصوصًا أنه اعتاد على الحضور إلى المدينة لشراء تلك الكميات في كل عام، قائلًا: "أسعار جميع اللحوم والخضروات ارتفعت بشكل كبير مجتش على الفسيخ وهنركز أوي.. كل شئ غالٍ". 

ويشير السادات أحمد مصطفى، رئيس مركز ومدينة نبروة إلى "تردد أعداد كبيرة من أبناء المحافظات المجاورة لشراء الفسيخ لما تتمتع به المدينة من شهره واسعة في تلك الصنعة، رغم أنها تضم أكثر من 86 محلًا ومصنعًا".

إنتاج 70 طن فسيخ.. وحملات رقابية على المحلات

من جهته أكد الدكتور سعد عبد اللطيف مكي، وكيل وزرة الصحة بالدقهلية، أن المديرية بالتنسيق مع مديرية التموين شنت حملات مكثفة على محلات ومصانع إنتاج الفسيخ، وجرى سحب عينات وتحليلها بالمعامل المركزية؛ للتأكد من خلوها من أي أمراص، فضلًا عن التأكد من اتباع أصحاب تلك المصانع والمحلات الطرق السليمة في التصنيع والتخزين.

وأشار عماد حمدي، مدير عام الرقابة التموينية بالدقهلية، إلى أن المدينة هذا العام أنتجت أكثر من 70 طن فسيخ وسردين لطرحها للمواطنين بمعدل زيادة 30 طن عن العام الماضي، مرجعًا ذلك للجوء أصحاب المزارع السمكية لبيع أسماك البوري لتجار الفسيخ بدلًا من طرحها بالأسواق وعدم الإقبال على شراءها؛ بسبب زيادة سعر الأسماك خلال الأونة الأخيرة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان