لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالفيديو والصور.. جيران المتهم بتفجير "المرقسية": لم نره في المسجد "ولا مرة"

03:53 م الجمعة 14 أبريل 2017

السويس – حسام الدين أحمد:

تربط العلاقات الطبيبة بين أهالي مدينة السلام في السويس، فأغلب المقيمين أسر مترابطة وعائلات يجمعهم منزل يشكل الباب الحديدي أسفله فاصلًا وحدًا في علاقات التواصل بين الأهالي، خصوصًا أبناء الصعيد الذين يرفضون إقامة غرباء معهم في عقاراتهم.

"مصراوي" تواصل مع الأهالي وجيران أسرة الانتحاري محمود حسن مبارك عبد الله، المتهم في تفجير كنيسة المرقسية، والذي أفاد بيان لـ"الداخلية" أنه يقيم بالمدينة.

هنا في السلام أغلب المقيمين وجيران الشارع، لا يعرفون محمود ولا أشقائه، في عقار مواجه لمنزل محمود، أخبرتنا سيدة تدعي سمية حسن، أنها علمت من برامج "التوك شو" أن الانتحاري يقيم بمدينة السلام، ولكنها لم يخطر ببالها أن يكون هذا الانتحاري جارها.

وقالت إنها "لا تعرف محمود ولا أشقاءه، وكل معلوماتها عنهم أنهم من الصعيد، ومن أقدم المقيمين بالمربع السكني الذي لا يزيد عمره عن سبع سنوات".

من شرفة بالدور الثاني في عقار مجاور لمنزل أسرة عبد الله، أخبرتنا السيدة "رجاء علي" أن الجيران بالمنطقة "في حالهم والتعامل بينهم محدود"، وذلك بحكم التركيبة السكانية بالمدينة، مضيفة أنها شعرت بالفزع حينما وفدت قوات الشرطة واصطحبت الأسرة للتحقيق معها، وعلمت بأمر الانتحاري وأنه يقيم في السلام، فربطت بين ما حدث وأدركت أنه جارها.

في العقار المجاور لذلك المنزل، توقف سمير هاني، محامٍ، عائدًا لتوه من صلاة الجمعة، تحدثنا معه وأخبرنا أن أحمد ومحمد يعملان في مجال الحفر، في إحدى شركات البترول برأس غارب البحر الأحمر، وبحكم طبيعة عملهم بنظام 15 يومًا متصلة، وأخرى إجازة، كان الشقيقان يتبادلان الإقامة في المنزل، فإذا كان الشقيق الأكبر في العمل كان أخيه في المنزل، والعكس حتى يتواجد رجل بصفة دائمة في المنزل.

ويقول "هاني" إنه "لم ير محمود إلا مرتين فقط، الأولى قبل عام، حينها أخبره محمود أنه جاره، ويجهز شقته بالدور الخامس في منزل شقيقه للانتقال والإقامة فيها، أما المرة الأخيرة فكانت عابرة"، مشيرًا إلى أنه لم ير من قبل في أي مسجد أو زاوية بالمنطقة، باعتبار أن صلاة الجمعة هي أكثر ما يجمع الأهالي ويلتقي المصلون عقب الصلاة، مضيفًا أنه لم يعرف طبيعة عمله، وربما يكون له اتجاهات سياسية أو دينية لكن لم يظهر ذلك عليه.

"دي ناس بتاعت شغل وبس ملهمش لا في السياسة ولا حتى في قعدات القهاوي".. يخبرنا هاني عن أشقاء الانتحاري، ويؤكد أنهم محدودين في التعامل مع الجيران، ويغلب عليهم طباع أهل المدينة، مضافًا إليها طابع التحفظ الذي يحرص عليه أهل الصعيد.

أخبرنا المحامي، أن محمد شقيق الانتحاري، متزوج من هولندية، وهي مسلمه ومنتقبة، وعلم ذلك مصادفة، حينما سمعها تتحدث مع أطفالها خلال مرورها في الشارع، وكانت لغتها العربية غير جيدة، وأضاف أنه شاهد زوجه أحد أشقائه، وهي تسير في الشارع حاملة في يدها حقيبة سفر وممسكة بطفليها قبل يومين.

أما "كرولوس جاد الله" دبلوم صنايع، والذي يقع منزله خلف منزل المتهم، فيقول إن "سكان هذا البيت من أصول صعيدية وكانوا طيبين، وأبدى استغرابه مما فعله شقيقهم".

"أبو أمينة كان بيزورنا.. كان عندنا من قريب في فرح وقعد معانا وبارك".. هكذا قال أحمد، مضيفًا أنه "لم ير محمود من قبل أو يسمع عنه، ولا يعلم ماذا دفعه ليفعل ذلك الأمر".

وتقول "أم مريم" أن المنطقة التي كانت تضم كلها منازل عائلات، ولم تسمع أو ترى من سكانها قبل 5 سنوات أي مشكلات بين الجيران، أو وجود سلوك انحرافي، وتضيف: "هنا ناس ناس مسيحيين في الشاعر اللي جنبنا والشارع التاني ومفيش فرق بين المسلم والمسيحي هنا".

ويتحدث المهندس الزراعي حمدي صديق من سكان المدينة، ويقول إن الإرهابي ليس من سكان السلام كما يتردد وإنما يقيم فيها منذ فترة زمنية بسيطة، واعتبر أن ذلك الأمر لا يسسء للسويس، التي عرفت على مدي التاريخ بالنضال والمقاومة.

"مشكلتنا في السلام نقص الخدمات، فأي ساكن جديد مش بيعمر، وبيتغير السكان خلال فترات صغيرة، وهذا ضيع فرصة تعارف الناس، ده غير أنه أتاح الفرصة للعناصر الإرهابية للجوء للسلام والاختباء فيها".. هكذا عبّر حمدي عن رأيه، مضيفًا أن "نقص الخدمات ضريبة يتحملها الأهالي ودافع لوفود العناصر التي تتبني أفكار شاذة ومتشددة".

ويقول جلال حسن، موظف ومقيم بالسلام، أنه يعرف أشقاء الانتحاري، وهم أشخاص محترمون، ولم يُر منهم أي سوء، خلال السنوات الخمس التي قضوها في السلام، بينما لم ير محمود سوى مرة واحدة فقط.

وابدى استغرابه مما أقدم عليه جاره، قائلًا: "تلك العائلة من أصول صعيدية ومن الأشراف تحديدًا، وهذا طبع لم يراه من قبل في الصعايدة أو المنتسبين لآل البيت".

وأضافت "عواطف" أن أسرته لم تكن تتواصل اجتماعيًا مع الجيران، مشيرة إلى أنها باتت خائفة من المرور بجوار كنيسة؛ لأن الإرهابيين لا يستدفون الكنائس من أجل الأقباط وإنما لإسقاط مصر كلها، ولا يههم إذا كان الضحايا مسلمين أو مسيحيين.

"الأمن المفروض يقبل على اللي ضحك على العيال دي وغسل مخهم ويتعدم في ميدان عام".. هكذا عبرت "عواطف" عن استيائها من الشيوخ الداعين للتكفير وسفك الدماء، مضيفًا أن من يستطيع أن يزرع تلك الأفكار الشيطانية في رأس الشباب، وإقناعهم بأن قتل الأبرياء سبيل للجنة، أخطر من هؤلاء الانتحاريين. 

وطلبت "عواطف" من الأمهات أن تتابع كل منهن أطفالها وأبنائها خاصة من تجاوز عمره 18 عامًا، وتتحدث معهم في أمور الدين والحياة لتري كيف هو فكرهم، وتضمن أن عقولهم الشابة لم يتلاعب بها ويتحولون إلى عناصر انتحارية.

بينما يقول نصر الدين محمد حسن، من سكان مدينة السلام، أنه حزين كباقي المصريين الذين هم أخوه مع بعضهم، واعتبر أن ما حدث تدبير دول خارجية تستهدف تدمير مصر، كلما تقدمت خطوات للأمام.

"معرفوش ومش عايز أعرفه ولا حد من أهله، مليزمناش، ومش هنسمح للناس دي تعيش وسطينا تاني".. يقول نصر الدين، موضحًا أنه على الأمن أن يكثف تواجده في السلام خلال الفترة المقبلة، ويتحرى الدقه عن كل المستأجرين، والأشخاص الذين يعملون خارج السويس ويترددون عليها من حين لآخر.

كانت وزارة الداخلية، أعلنت الاربعاء الماضي، عن هوية المتهم بتفجير كنيسة الإسكندرية، بناء على "فحص وتفريغ كاميرات المراقبة بموقع الحادثين، وجمع التحريات والمعلومات ذات الصلة، تتبع خطوط سير العنصرين الانتحاريين منفذىي الحادثين".

وقالت الوزارة في بيان لها تلقى مصراوي نسخة منه، إن "منفذ حادث التعدي على الكنيسة المرقسية بالإسكندرية يدعى محمود حسن مبارك عبدالله (مواليد 28/9/1986 بقنا يقيم حى السلام بمنطقة فيصل بمحافظة السويس – عامل بإحدى شركات البترول) والمطلوب ضبطه وإحضاره فى القضية رقم 1040/2016 حصر أمن دولة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان