إعلان

بالصور.. جزيرة قرمان بسوهاج.. 500 فدان تواجه الإهمال.. وأهالي: المسئولون "ودن من طين وأخرى من عجين"

02:25 م الخميس 20 أبريل 2017

سوهاج – عمار عبد الواحد:
تعاني جزيرة قرمان، التي تقع وسط النيل بمدينة سوهاج، من إهمال كبير بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ من كافة الأجهزة التنفيذية بالمحافظة، وتبلغ مساحة الجزيرة حوالي 500 فدان، ويوجد امتداد لها من الجهة الجنوبية تبلغ مساحته 160 فدانًا تقريبًا، ورغم هذه المساحة الشاسعة للجزيرة؛ إلا أنها تخلو تمامًا من مقومات الحياة البسيطة وكذلك الاستثمار فيها من قبل رجال الأعمال، فلا توجد بها نقطة شرطة أو حتى ما يمثّل وزارة الداخلية كخدمات أمنية؛ ما يجعلها مخبأً للخارجين عن القانون والهاربين من أحكام قضائية.

كما أنه لا يوجد بها نقطة إسعاف أو وحدة صحية تقدم أوليات علاج وإسعاف مَن يصاب بلدغة ثعبان أو عقرب، خاصة مع طبيعتها الرملية وانتشار الغاب والحشائش الكثيفة في أرضيتها، كما أنها تخلو من مياه الشرب النقية، لوجود محطة مياه مرشحة بدائية منذ عشرات السنوات لا تنقى فيها المياه بشكل صحيح وصالح للاستخدام الآدمي؛ بدليل أن العاملين بالمحطة أنفسهم وموظفي فرع أكاديمية البحث العلمي بالجزيرة يأتون بـ"جراكن" المياه النقية التي يستخدمونها في الشرب وتحضير المشروبات الساخنة من منازلهم صباح كل يوم أثناء توجههم للعمل، وكأنهم يعيشون في صحراء جرداء خالية من الماء.

وتُسبب العبّارة النهرية التي تنقل الموظفين والمواطنين صباحًا، أو عودتهم مساءً، آلامًا شديدة ومشاكل مستعصية على الحل؛ لمواعيدها غير المناسبة، كونها تتحرك من المرسى بجوار نادي المحليات بكورنيش النيل الشرقي ثلاث مرات فقط يوميًا: في الساعة التاسعة صباحًا، والحادية عشرة صباحًا، والثانية والنصف ظهرًا، ولا يوجد للجزيرة أي قوارب أو لنشات أخرى أو وسائل نقل نهرية، بخلاف تلك العبارة التي لا تتحرك حتى في مواعيدها المحددة بأقل من 20 راكبًا بسعر تذكرة ركوب 2 جنيه للفرد الواحد، وذلك حسب تعليمات الإدارة العامة للشئون المالية والإدارية بديوان عام المحافظة، حتى لا يسبب تحرك العّبارة إهدارًا للمال العام، وهو ما يدفع مستقليها، في حال قلة عددهم، بتحمل أجرة تحرك العبارة، وهو ما يزيد من معاناة رواد الجزيرة ويحمّلهم أعباءً مالية زائدة.

ورصدت عدسة "مصراوي" معاناة الجزيرة أيضًا من تهالك شبكة الأسلاك الكهربائية الهوائية، وعدم إنارة الشوارع والطرق المرصوفة الموجودة بها، لقيام شركة الكهرباء، بالتنسيق مع المحافظة، بفصل التيار عن شبكة الأعمدة الهوائية والتي تنير الشوارع، خوفًا من استخدام التيار الكهربائي في عملية الصيد من نهر النيل؛ ما قد يُحدث كوارث وحوادث ضخمة، أثناء مرور صنادل نهرية أو عبّارات أو لنشات بالقرب من أماكن صيد السمك بالتيار الكهربائي.

ويوجد بجزيرة قرمان مئات الماشية من "الأبقار والجاموس" يمتلكها عددُ من الأهالي، تقوم بالرعي في مساحات الأرض الواسعة الممتلئة بالحشائش والغابات، في غياب تام من مسئولي المحافظة، وذلك بسبب خوف مسئولي الجزيرة من بطش أصحاب تلك الماشية وسطوتهم وعدم الاحتكاك بهم، حيث يقوم أصحاب تلك الماشية بتركها يوميًا، وحجبها فقط عن أرض الجزيرة حال مرور أو زيارة محافظ سوهاج أو أي مسئول من القاهرة لأرض الجزيرة.

أحمد رزق، موظف بفرع أكاديمية البحث العلمي بسوهاج، يقول: "إن العبّارة التي تقلنا في الصباح وتعود بنا في نهاية اليوم، بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية، تعد أصعب شيء في اليوم لتحركها في مواعيد ثابتة دون استثناء".

وصرح مصدر بديوان عام محافظة سوهاج، رفض ذكر اسمه أنه لتوفير أماكن جذابة لأبناء المحافظة، خاطبوا وزير الزراعة عام 2011 لتوجيه المختصين للإسراع في تنفيذ طلب المحافظة بإقامة حديقة نباتات دولية بالجزيرة، على غرار حديقة النباتات بأسوان، ولكن إلى الآن لم يتم الرد على طلب المخاطبة.

من جانبه، قال الدكتور محمود جلال طاهر، أمين عام مركز تنمية إقليم جنوب الصعيد بسوهاج: "إن إنشاء كوبري يربط الجزيرة بالبر الغربي لمدينة سوهاج، سيُعدّ نقلة هائلة بالنسبة لكافة المنشآت بجزيرة قرمان، خاصة أكاديمية البحث العلمي، نظرًا لعدم كفاية العبّارة في تنمية الجزيرة".

وأضاف أنهم يعانون من سوء المياه ونقصها لعدم تطوير المحطة، وفتح العاملين على مزارع المحافظة المنزرعة بأشجار التوت والزينة 12 بوش مياه بصفة مستمرة لري الأشجار، ما يؤثر بالسلب علي قوة المياه التي تصل للمركز.

وأوضح "طاهر"، أنه جرى تخصيص 5 أفدنة بالجزيرة للمشروع "المصري الصيني"، والذي سيتم من خلاله توليد الطاقة الجديدة والمتجددة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية و"البيوماس"، لافتًا إلى أن الخبراء الأجانب والمصريين الذين سيقومون بالعمل في المشروع سيظلون حتى ساعات متأخرة من الليل يعملون، وهو ما يؤكد عدم نجاح المشروع.

وأشار إلى أن الكوبري الذي سيجري إنشاؤه ستموله أكاديمية البحث العلمي، لافتًا إلى الحصول على موافقة "حماية النيل"، وتتبقى فقط موافقة هيئة تنمية المجتمعات الزراعية التابعة لوزارة الزراعة.
وعن أزمة انقطاع التيار الكهربائي عن شوارع الجزيرة، وتهالك شبكة الأسلاك الكهربائية، رفض المهندس مدحت عيد، رئيس قطاع كهرباء سوهاج، الرد على "مصراوي" للتعليق حول الأزمة.

من جهته قال الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج: "إنه للارتقاء بالجزيرة ومستوى الخدمات فيها سيتم إنشاء كوبري يربط بين الجزيرة والبر الغربي من الناحية الغربية، وذلك للاستفادة بشكل أكبر من المنشآت المقامة على أرض الجزيرة، مثل: فرع أكاديمية البحث العلمي، مضيفًا أنه من المشاريع التابعة للمحافظة على أرض الجزيرة، مزرعة التوت المقامة على 7 أفدنة، ووحدة بحثية لتربية دودة القز لإنتاج الحرير الطبيعي، لتكون أنموذجًا لمزارع إنتاج الحرير الطبيعي، والذي كانت المحافظة تشتهر بإنتاجه سابقًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان